«كورونا» مهدد للبشرية

02:48 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

الارتفاع في أعداد المصابين بفيروس كورونا سببه يعود إلى عدم التزام بعض الأفراد بالتعليمات والإرشادات الاحترازية

يمر العالم اليوم بأسره، منذ أكثر من 9 أشهر، بعزلة كبيرة، وإغلاق بلا حدود لمعظم دول العالم بسبب وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وإلى اليوم لم يكتشف لقاح أو علاج سحري للقضاء على هذا الوباء، ليبقى الفيروس حاله حال الإنفلونزا.

وللأسف، فإن عدد ضحايا الفيروس مستمر إلى يومنا هذا في تزايد بشكل مخيف، فاليوم أعداد المصابين تخطى 29 مليوناً، وبلغت الوفيات أكثر من 925 ألف حالة وفاة حول العالم، والأعداد في تزايد مستمر، وذلك يرجع وللأسف، وبكل شفافية، إلى عدم الالتزام بإجراءات الوقاية، سواء من قبل بعض الدول، أو من الأفراد بشكل خاص، والجميع يدرك أهمية الحذر من كورونا بعدما تحول إلى وباء خطير يهدد البشرية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس محذراً: «أعتقد أن الفشل الذي ظهر في القدرة على احتواء انتشار الفيروس - من خلال حقيقة أنه لم يكن هناك تنسيق دولي كاف في الطريقة التي تمت بها مكافحة الفيروس - هذا الفشل يجب أن يجعل الدول تدرك أنها بحاجة إلى تغيير مسارها».

ولبعض الدول نصيب من عدم الالتزام بإجراءات الوقاية، والتقارير تؤكد ذلك بسبب الأرقام المرتفعة جداً فيها، ونحن في الموجة الثانية وهي الأخطر من وجهة نظر العلماء والباحثين الدوليين، ويرجع عدم التزام هذه الدول إلى سببين رئيسيين: الأول هو عدم بناء أساس قوي ومنظم لقطاع الصحة، وهذا يرجع إلى ارتفاع معدل الفساد في مؤسسات هذه الدول، والسبب الثاني هو التباطؤ الشديد، والمماطلة في إجراءات المسح الكلي للأفراد، ما يشكل خطراً كبيراً بسبب عدم اكتشاف الفيروس لدى بعض الأفراد الذين ينقلون العدوى بشكل سريع، من دون إدراك لأهمية حماية مجتمعاتهم، ولهذا، فإن أعدادالمصابين في هذه الدول في تزايد مقلق، وعلى هذه الدول دعم مؤسساتها الصحية لتفادي الإصابات اليومية المرتفعة.

ولدولة الإمارات العربية المتحدة قطاع صحي قوي بني أساسه منذ قيام الاتحاد، واليوم، وبعد سنوات طويلة من دعم قطاع الصحة أصبحت هزيمة الفيروس مؤكدة عملياً، وأما الارتفاع في الأعداد فإن السبب للأسف، وبشفافية كبيرة، يعود إلى عدم التزام بعض الأفراد بالتعليمات والإرشادات الاحترازية التي تقيهم من فيروس كورونا المستجد.

وللأفراد حصيلة الأسد من عدم الالتزام بمخاطر «كورونا»، وللأسف فإن ذلك يشكل خطراً كبيراً لأنه بات يهدد البشرية جراء الوفيات الكبيرة والإصابات اللا محدودة في كل دقيقة، فأصبح الوباء والإنسان غير الملتزم خطران على البشرية اليوم، فخطر انتشار الفيروس عملياً أصبح يشكل تهديداً حقيقياً على المجتمعات، وكذلك عدم وعي بعض الأفراد. فعلى الرغم من نشر التقارير والأخبار اليومية التي تؤكد مخاطر فيروس كورونا، إلا أن بعض الأفراد نتيجة استهتارهم وعدم مبالاتهم باتوا يشكلون الخطر الأكبر في ظل عدم اكتشاف لقاح فعال، أو علاج للفيروس. لذلك يجب التزام أفراد المجتمعات بالتدابير والإجراءات الوقائية التي تحميهم، ومجتمعاتهم، من مخاطر هذا الوباء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"