عادي
تهدّده الأمطار وأعمال التخريب

افتتاح تاريخي لأولمبياد باريس وسط استعدادات أمنية غير مسبوقة

16:19 مساء
قراءة 3 دقائق
افتتاح تاريخي لأولمبياد باريس وسط استعدادات أمنية غير مسبوقة
افتتاح تاريخي لأولمبياد باريس وسط استعدادات أمنية غير مسبوقة
باريس ـ (أ ف ب)
تعدّ باريس الساعات قبل انطلاق حفل افتتاح غير مسبوق لألعابها الأولمبية، الجمعة، باستعراض نحو سبعة آلاف رياضي من الدول المشاركة، لنحو أربع ساعات على عبّارات وقوارب في نهر السين، حيث يُحتمل هطول أمطار، في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة، وتعرّض شبكة القطارات السريعة لأعمال «تخريب».
وقبل ساعات من مراسم الافتتاح، تعرّضت شبكة القطارات السريعة لهجوم ضخم واسع النطاق، يهدف إلى شلّ شبكتها، تسبّب، على ما يبدو، باضطرابات شديدة، مع إلغاء رحلات أيضا لقطارات يورسوتار، بين لندن وباريس.
وأعلن رئيس مجلس إدارة شركة السكك الحديدية الفرنسية (إس إن سي إف) جان بيار فاراندو، خلال مؤتمر صحفي، أن «الهجوم الضخم» يطال 800 ألف راكب.
وندّد الوزير المنتدب للنقل، باتريس فيرغريت، بـ«عمل إجرامي مشين»، محذّراً من «عواقب بالغة جداً» بالنسبة لحركة القطارات، مع إلغاء الكثير من الرحلات، فيما قالت وزيرة الرياضة أميلي أوديا كاستيرا إن الهجمات «مروّعة».
وتريد فرنسا تعزيز صورتها من خلال هذه الألعاب، عبر استضافة نحو مئة رئيس دولة، أو حكومة، لمواصلة نشاط دبلوماسي مكثّف، وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مساء الخميس، في عشاء نظّمه لرؤساء الدول في متحف اللوفر «سترون غداً أحد أروع حفلات الافتتاح».
خارج الملعب
ينطلق الحفل المنظّم للمرّة الأولى في التاريخ خارج ملعب، عند الساعة السابعة والنصف مساء (17:30 ت غ)، وينتهي ليلاً، لكنه أثار عدة تساؤلات وتقلّبات، منذ نشوء فكرة ترك موقع الملعب «الآمن» لمصلحة زرع المدرّجات على ضفاف النهر.
وقال رئيس اللجنة المنظّمة توني إستانغيه، الخميس «يمثل هذا الأمر تحدياً كبيراً»، فيما تراجع العدد الأساسي المقترح تدريجاً ليصبح 320 ألف متفرّج، 220 ألفاً منهم على ضفاف النهر مجاناً، و100 ألف بطاقة مدفوعة بالقرب من النهر.
تشديدات أمنية غير مسبوقة
وبدت المناطق المطلّة على نهر السين حصناً منيعاً في آخر عشرة أيام، واقتصر عبور الحواجز الحديد على الأشخاص المقيمين، وأصحاب الحجوزات في الفنادق المزوّدين برمز تعريف خاص.
وفُحصت كل القوارب التي تسير في النهر، فيما تخضع العبّارات والقوارب الـ85 التي ستنقل الرياضيين لمراقبة صارمة.
وقوى الأمن في حالة تعبئة غير مسبوقة، مع نشر 45 ألف عنصر من الشرطة، والدرك. يضاف اليهم ألفا عنصر أمن خاص، وألف شرطي من بلدية باريس. كذلك، ستقوم فرقة قوامها عشرة آلاف عسكري بدعم هذا الانتشار الأمني.
وسيُنشر قناصة على أسطح باريس على طول النهر، لتحييد أي مسلّح محتمل. وللمرة الأولى، ستعمل الوحدات الخاصة والشرطة والدرك بشكل مشترك.
وسيعمل نحو 200 شرطي من وحدة «ريد» (البحث، المساعدة، التدخل والردع) لضمان الأمن على النهر. وسيكون 350 من عناصر الدرك التابعين لوحدة مكافحة الإرهاب وإدارة الأزمات مسؤولين عن تأمين الفضاءات، فيما سيقوم نحو مئة شرطي من لواء البحث والتدخل «بي آر إي» التابعين لمفوضية الشرطة، بحماية الأرصفة.
كذلك، ستكون فرقة تدخل الدرك الخاصة «سي إي جيه إن» مسؤولة أيضاً عن تأمين تنقلات قادة الدول والحكومات، وستضمن أيضاً حماية الرياضيين في الحافلات التي ستنقلهم إلى منطقة ركوب القوارب، وأثناء ركوبها حتى النزول في ساحة تروكاديرو.
آية ناكمورا، ليدي غاغا، سيلين ديون
على الصعيد الفني، يعمل مخرج العرض توما جولي، منذ 18 شهراً، على عرض الافتتاح. وكشف أنه يركز على الإرث الفرنسي، لكنه احتفظ بسرية مضمونه. وكلّ ما يُعرف، هو أن عرض الدول على القوارب سترافقه 12 لوحة تصطف على مدى ستة كيلومترات بجانب النهر. وأكد جولي «تقوم الفكرة على القول إنه لا توجد فرنسا واحدة، بل العديد منها».
ومنذ أشهر عدّة، تسري تكهنات حول هوية الفنانين. وتعد الكندية سيلين ديون، والأمريكية ليدي غاغا، والفرنسية-المالية آية ناكامورا المغنية الفرنكوفونية الأكثر استماعاً في العالم، من أبرز المرشحات، إلى جانب بعض المقاطع من أغاني إديت بياف، وشارل أزنافور.
احتمال هطول أمطار
يُحتمل هطول أمطار «متوسّطة إلى غزيرة» بنسبة تراوح بين 70 و80%، خصوصاً فوق الجزء الثاني من العرض، بحسب ما قالت قناة الطقس الفرنسية «لا شين ميتيو» التي استبعدت «سيناريو كارثياً».
وقال خبير الأرصاد الجوية سيريل دوشين، في منشور على موقع القناة على الإنترنت «لا يزال هناك عدم يقين بشأن مسار وموقع العاصفة المطرية الدقيق»، مضيفاً «قبل أقل من 24 ساعة، تفاءل خبراء الأرصاد الجوية إلى حد ما، وتوقعوا «هدوءاً»، رغم أن الطقس غائم، مع خطر ضئيل فقط لهطول الأمطار».
وقال رئيس اللجنة المنظّمة، إستانغيه، الجمعة، لإذاعة فرانس إنتر «لقد استعددنا في جميع الأحوال لكل السيناريوهات، الحرّ الشديد، المطر، سنتأقلم».
وللسماح للرياضيين بالمشاركة في حفل الافتتاح، ستتوقف المسابقات التي انطلق بعضها، الجمعة. ووحدها تمارين الرماية ستستمر صباحاً في منطقة شاتورو البعيدة عن باريس، وعرضها المنتظر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrx3aas5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"