كتابنا المحلي

05:08 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

حين نصيخ السمع إلى توماس كارليل وهو يهمس بدفء في فكرنا وفي عُقر قلوبنا قائلاً: «في الكتب تكمن روح الزمن الخالي بأسره.. كل ما صنعته البشرية وفكّرت فيه وكسبته أو كانته، موجود في صفحات الكتب، كما لو كان محفوظاً حفظاً سحرياً. والكتب هي ممتلكات البشر المختارة»، حينها نُدرك أن احتفاءنا بالكتاب وبحقوق المؤلف في يومهما العالمي في 23 أبريل/نيسان من كل عام، ضرورة. ومن الضرورة أيضاً الاحتفاء بالكتاب والكاتب الإماراتيين في ذلك اليوم بوصفهما جزأين لا يتجزآن من المنظومة الدولية للنشر ولا ينفصلان عنها.
وحين نحتفي بالكاتب الإماراتي في يومه المحلي في 26 مايو/أيار من كل عام، فإننا بالضرورة نحتفي بالكتاب المحلي كذلك، بوصفهما وجهين لعملة ثقافية إبداعية واحدة.
وحين تعلن جمعية الناشرين الإماراتيين في شهر يونيو الجاري عن إطلاق «صندوق الأزمات للناشرين الإماراتيين» بميزانية بلغت مليون درهم إماراتي، بهدف دعم مستقبل الكتاب وصناعة النشر الإماراتي، ودعم الناشرين المتضررين من «جائحة كورونا» ومساندتهم لاستكمال مشاريعهم الإبداعية والثقافية، عبر شراكة ثقافية تجمع الجمعية بهيئة الشارقة للكتاب، ومدينة الشارقة للنشر، سعياً للوصول إلى مختلف الناشرين العاملين داخل الدولة، والوقوف على التحديات التي يواجهونها، للعمل على تقديم المساعدات اللازمة لاستمرارية أعمالهم والنهوض بها، بالتنسيق والتواصل مع صناع الكتاب الإماراتي للاستفادة من الخدمات التي يقدمها الصندوق.
وحين تكشف وزارة الثقافة وتنمية المعرفة عن مساهمتها في «الصندوق الوطني» المعلن عنه من خلال «البرنامج الوطني لدعم المبدعين» الذي أعلنته الوزارة في شهر مايو/أيار الماضي، «بهدف مساعدة دور النشر في الدولة على استدامة أعمالها الثقافية، ورفد المجتمع بإنتاج ثقافي ومعرفي متواصل، والتغلب على التحديات الاقتصادية التي تواجه الناشرين في ظل الظروف الحرجة، عبر تقديم منح مالية للأفراد المستقلين والشركات الصغيرة في مجالات قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، لمساعدتهم على الصمود وتجاوز الصعوبات الناجمة عن «كوفيد 19»، فذلك يعني أن الكتاب المحلي الإماراتي مُستهدف رئيسي من كافة أشكال الدعم المادي والثقافي والإبداعي، سواء الكتاب الذي يُنتجه المبدع الإماراتي نفسه في كافة صنوف الثقافة والإبداع، بما يتضمنه من فكر إبداعي متنوع، أو معني بالثقافة المحلية الإماراتية، أو ذلك الكتاب الذي يسهم به المثقف العربي.
على ضوء ذلك، يتحتم على مختلف دور النشر العاملة في الدولة، تذليل الصعوبات التي تواجه الكاتب والكتاب الإماراتيين ليكونا حاضرين في المشهد الثقافي المحلي، بما يجعل من الكتاب المحلي الإماراتي ممثلاً للوجه الحضاري الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وماثلاً في المشهد الثقافي العربي والعالمي العام.
وهنا يأتي دور «جمعية الناشرين الإماراتيين» كمرشد ثقافي للناشرين، وتوجيههم نحو رعاية الإبداع المحلي الإماراتي دون ضرر أو ضرار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"