البلهاريسيا..داء المياه العذبة

أزمات مرت
02:33 صباحا
قراءة دقيقتين

إعداد:فدوى إبراهيم

فتك داء البلهاريسيا الذي حير الأطباء، بالملايين على مدار القرون دون أن يُعرف السبب. وفي مقبرة بعمر 6200 عام في سوريا عثر على بيضة لطفيل البلهاريسيا، ويعتقد أن الحضارات التي اعتمدت الري على ضفاف نهري دجلة والفرات، كانت سبباً فيه، كما انتشر في مصر القديمة.
78 بلداً ينتشر فيها المرض، وهي الدول المدارية وشبه المدارية، وإفريقيا والصحراء الكبرى وأمريكا الجنوبية، وفي إقليم شرق المتوسط، لا تزال الصومال والسودان وجنوب السودان هي أكثر البلدان الموبوءة، بينما انخفض توطن المرض في مصر والعراق والأردن وليبيا وعمان والسعودية وسوريا، وقُضي عليه في دول أخرى، وأكثر من 218 مليون نسمة كانوا بحاجة إلى العلاج الوقائي من داء البلهاريسيا في 2015.
ويعدّ البلهاريسيا ثالث أكثر الأمراض المدارية فتكاً بعد الملاريا والديدان الطفيلية المعوية، فهو مسبب رئيسي للمرض والوفاة في الدول النامية التي تعاني عدم وجود صرف صحي ومياه ملوثة.
السر وراء انتشار المرض في هذه الدول تكاثر يرقات البلهاريسيا في المياه العذبة؛ لذلك نجده في الدول التي تحتوي على الأنهار، ويحدث سريان المرض عندما يلوث المصابون بداء البلهاريسيا مصادر المياه العذبة بفضلاتهم التي تحتوي على بيض الطفيليات الذي يفرخ في الماء، فيصاب الناس بالعدوى، حينما تخترق اليرقات بشرتهم أثناء تعاملهم مع المياه الملوثة، فتتطور اليرقات في جسم الإنسان إلى ديدان بالغة، ويبيض بعضها بينما تعيش غيرها في الأوعية الدموية، وتبدأ بالفتك بالجسم.
سميت البلهاريسيا نسبة لمكتشفها د. تيودور بلهارس، الذي استطاع عام 1851 أن يحدد سبب وفاة مريض عانى البول الدموي، فعثر خلال تشريح جثته على ديدان عاشت في أوعيته الدموية، تمكّن بلهارس من وصف هذه الديدان وصفاً تشريحياً مفصلاً، واكتشف نوعين مختلفين من بويضات هذه الديدان.
وفي عام 1856 أطلق الباحث باخ، اسم «بلهاريسيا»، اعترافاً بفضل مكتشفها الذي فتح طريق البحث العلمي في حل مشكلة المرض.
ويشعر المصابون بالبلهاريسيا بتهيج جلدي عند اخترق الديدان لأجسادهم، لكن آخرون لا يشعرون بالأعراض إلا بعد أن تنضج البيوض ويستغرق ذلك ما يقارب الشهرين، فتبدأ أعراض الحمى والسعال وآلام العضلات والقشعريرة، وآلام البطن وإسهال وبول دموي، مع وجود دم في البراز وغير ذلك من الأعراض.
ولم يعرف دواء ناجح للبلهاريسيا لآلاف السنوات، حتى نجحت منظمة الصحة العالمية خلال 40 سنة المنصرمة في البدء بمكافحته، ونجحت في القضاء عليه في عدد من الدول، وما زالت تزاول مهامها، وتستهدف الدول المتضررة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"