الشارقة:زكية كردي
الاهتمام بالتفاصيل والإتقان سمة ارتبطت باسم الفنان والمخرج السوري ماهر صليبي، يميزها سريعاً كل من يتعامل معه عن قرب، فإعداد وجبة بسيطة لا يختلف في قاموسه عن التحضير لدور أو مشهد، حيث يتعامل معها كعمل فني عليه أن يميزه بلمسته الخاصة، سواء كان يعدها لنفسه أو لوليمة يدعو إليها الأصدقاء والمقربين.
حبه للطهي ليس اكتشافاً حديث العهد، فالحكاية بدأت قبل سنوات طويلة عندما انتقل من مدينته حماة إلى العاصمة دمشق لدراسة الإخراج والتمثيل في «المعهد العالي للفنون المسرحية»، وبعدها العمل، هذه النقلة التي امتدت ل 11 عاماً من العيش وحيداً في منزله القريب من حي الشعلان، الذي اشتهر بسوق كبير للخضراوات واللحوم وغيرها من المنتجات الغذائية. وكان يستمتع بالتجول فيه مستكشفاً ميلاً جديداً بالبحث عن أجود أصناف الطعام والنكهات المميزة التي ستمنح أطباقه خصوصيتها، وهي عادة لازمته في ترحاله أيضاً، ففي كل بلد يزوره أو ينتقل إليه يحرص أيضاً على استكشاف أفضل الأماكن لشراء المنتجات الأعلى جودة.
ويقول: عملية التمييز بين الأصناف بدأت لدي منذ الطفولة؛ حيث كان يعلمني أبي كيف أنتقي اللحوم، مميزاً الفرق بين اللحوم الطازجة وغير الطازجة، وكيفية معرفة مدى طراوة اللحم التي ترتبط بعمر الخروف، فكلما كان أصغر كان اللون فاتحاً أكثر، وهذه الخبرة تطورت مع الوقت، خاصة أن العائلة والأصدقاء كانوا يعتمدون علي باختيار اللحوم في حفلات الشواء التي كنا نقيمها كثيراً في المزرعة، أما عن تعلم الطهي فيذكر أنه في السابق لم يكن الأمر سهلاً كما هو اليوم، فأكثر ما يمكن أن يحظى به كتاب عن الطهي، أو عليه أن يتعلم بالاتصال بشقيقته والاستفسار منها عن طريقة تحضير كل طبق على الهاتف، في حين تتوفر على موقع «يوتيوب» اليوم وصفات لجميع الأطعمة التي تخطر بالبال وهذا يجعل تعلم الطهي أسهل بكثير.
أطباق مميزة
وعن أطباقه التي يميزه الأصدقاء بها يذكر أنه يجيد إعداد الكثير من الأطباق، فهو يطبخ لعائلته في المنزل في كثير من الأحيان، موضحاً أن هناك أطباقاً يختص هو بإعدادها وأطباقاً أخرى تختص زوجته الفنانة يارا صبري بها، فيتقاسمان العمل في المطبخ عندما تكون لديهما دعوة في المنزل، أما أكثرها شهرة فطبق «الباطرش الحموي» وهو شبيه بمتبل الباذنجان، لكن يضاف إليه صلصة خاصة باللحم والطماطم، وأيضاً «فتة الدجاج».
ولأنه يستمتع بالطهي وجد في هذه الهواية متنفساً في الوقت الحالي، خاصة أنه قضى هذه الفترة وحيداً في المنزل؛ حيث لم يتمكن من السفر إلى عائلته في كندا بسبب الظروف الحالية. ويذكر أنه جرب خلال هذه الفترة إعداد العديد من الوصفات للمرة الأولى، مضيفاً تعديلاته الخاصة إليها، وكان سعيداً بالنتائج التي حصل عليها.
