الخلايا الجذعية.. حلول تحت التجارب

03:48 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تتسم الخلايا الجذعية بأنها تعمل على تصليح الأنسجة، وهي قادرة على الانقسام، وتجديد وتطوير نفسها، والتكيف مع أي نوع من الخلايا الموجودة في جسم الإنسان؛ ولذلك فإن هناك أبحاثاً تعمل على آلية علاج الأمراض المختلفة؛ عبر استخدام الخلايا الجذعية التي يتم استخلاصها من المريض نفسه، وإعادة حقن الجسم بها مرة أخرى، بما يُعرف بـ«الطب التجديدي»، وعلى الرغم من اعتماد هذا العلاج وتطبيقه في بعض المشكلات المرضية وتحقيق نسبة شفاء، فإنه ما يزال قيد الدراسة في مجالات طبية أخرى، وفي السطور القادمة؛ يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على مزايا وعيوب الخلايا الجذعية.
يقول الدكتور رامي أحمد استشاري العمود الفقري وجراحة العظام: إن هناك العديد من الأفكار والاقتراحات التي تم طرحها خلال السنوات الخمس الماضية فيما يخص العلاج بالخلايا الجذعية أو الطب التجديدي؛ لاستعادة حيوية المفاصل، وعلاج الأنسجة الرخوة حول المفاصل والالتهابات الوترية؛ حيث إنها تعتمد على استخلاص بعض الخلايا القادرة على الانقسام والتكاثر من جديد؛ بهدف تعويض الأنسجة التالفة؛ كالسطح المفصلي أو العضلات والأوتار المتمزقة، وتتواجد هذه الخلايا عادة بشكل معقول من ناحية العدد والجودة في النسيج الشحمي للمريض، ويمكن استخلاصها منه وزراعتها، وإعدادها للحقن إما داخل المفصل وإما حول المنطقة المصابة في الأنسجة الرخوة، وأوكد عدم وجود أي دراسة علمية ذات قوة باهرة حتى الآن، تثبت نجاعة هذا العلاج والجدوى المالية من إجرائه؛ كونه يعد باهظ الثمن حالياً مع فائدة غير واضحة بشكل جدي.
ويضيف: كل النتائج المطروحة حالياً في الأدب الطبي؛ هي عبارة عن تجارب شخصية لبعض الأطباء، وليست دراسات مقارنة مع مجموعة أخرى من المرضى الذين تعرضوا للعلاج التقليدي؛ للوصول إلى تقييم واضح لأفضلية علاج على آخر.

التهابات المفاصل التنكسية

يوضح د.رامي أن أهم تطبيقات العلاج بالخلايا الجذعية تستخدم في حالة التهابات المفاصل التنكسية أو ما يُسمى بالسوفان أو الاهتراء؛ حيث يأمل الطبيب المعالج أن الخلايا الجذعية المحقونة داخل المفصل، سوف تقوم بتجديد الخلايا الغضروفية؛ لتشكل طبقة عازلة أو للحد من استمرار عملية الاهتراء، ولوحظ في بعض التجارب التي تم إجراؤها على مفصل الركبة كونه أكبر مفاصل الجسم وهو معرض للمشكلات أكثر من غيره، وكذلك يسهل الوصول إليه أثناء الحقن، أن المسافة المفصلية يمكن أن تزداد؛ نتيجة الحقن بالخلايا الجذعية، وفي بعض المراكز المتخصصة تم الحصول على عينة غضروفية للركبة المحقونة.
يكمل: اقترحت بعض الدراسات عملية تشكل لغضروف جديد؛ إثر هذا الحقن؛ ولكن حتى الآن لا يمكن الجزم بأن هذه النتائج صحيحة لأنه يشوبها الانحياز، ولا مانع لدينا من تجربة هذا العلاج؛ ولكن على المريض أن يتفهم أن عملية الحقن، ربما لا تعود بالفائدة على الإطلاق، ويمكن أن تنجم عنها بعض الحالات الالتهابية إثر الحقن.

العمود الفقري

ينبه د. رامي إلى أن العلاج بالخلايا الجذعية في العمود الفقري وحول النخاع الشوكي، طريقة غير مجدية في أغلب الحالات، وعلى الرغم من أن هناك بعض الدعايات لاستغلال المرضى المصابين بانقطاع بالحبل الشوكي ومنحهم الأمل بأن هذه العلاجات يمكن أن تفيدهم، وتجعلهم قادرين على العودة إلى الحياة الطبيعية، فإن هذا يعد عملية استدراج هذا النوع من المرضى، واستغلال قدراتهم المالية وإنهاكها في علاج لن يؤدي إلى أي تحسن، ومن المعروف علمياً أن النسج العصبية المركزية هي من النسج النبيلة غير القادرة على الترميم، وبالتالي فإن حقن الخلايا الجذعية في مناطق الانقطاع أو التخريب ليست مجدية في الأغلب السائد من الحالات، وفي حال حدوث أي تحسن عند بعض المرضى فإنه يكون طفيفاً، وربما حدث بشكل طبيعي في حالات الانقطاع غير الكاملة وليست عائدة إلى العلاج بالخلايا الجذعية بشكل أساسي؛ ولذلك ننصح المرضى بالتوجس والابتعاد عن هكذا المغامرة؛ لأنها في الأغلب لن تؤدي إلى نتيجة مجدية.

حقن الفقرات

يوضح د. رامي أن حقن المسافات بين الفقرات بالخلايا الجذعية لإعادة ترميم الغضروف ومعالجة الفتق الغضروفي والنواة اللبية ظهر خلال السنوات الأخيرة الماضية؛ لكنه علاج غير مجدٍ على الإطلاق ولا أنصح بإجرائه؛ لأنه لا يزال بالحالات التجريبية الأولى، ولا توجد دراسة مبدئية علمية توضح الآلية المجهرية أو البيولوجية أو حتى الميكانيكية، كما أن هذا النوع من العلاج لن يؤدي إلى أي تحسن.
ويضيف: أما علاج الحالات الالتهابية العامة كالتهابات المفاصل الروماتيزمية وغيرها، فإن هناك بعض الأمل في بعض التجارب التي أظهرت تجاوباً في تخفيف حدة الحالات الالتهابية المعممة، والحد من التهابات المفاصل الناجمة عن ذلك وبالتالي تحسن حالة المريض ولكن لا يزال العلاج المفضل هو الأدوية المضادة للمناعة؛ لأنها تجدي نفعاً أكثر، وأقل كُلفة.

مشكلات الشعر

يشير الدكتور أحمد المشهور أخصائي الأمراض الجلدية إلى أن أهم المشكلات التي يمكن علاجها بالخلايا الجذعية هي تساقط الشعر بعد خسارة الوزن، وتحديداً الوراثي عند السيدات أو الرجال، وخاصة في حال سقوطه في عمر مبكر، وتكون عملية العلاج بالخلايا الجذعية؛ لزيادة كثافته وقوة الشعر كالتالي:-
- يتم حقن مستخلصات الخلايا الجذعية فقط، ويتم استخلاصها من متبرعين أصحاء تم إجراء اختبارات عليهم من حيث السلامة، ويكون ذلك خلال عدة جلسات من 2-4 بفواصل شهرية.
- يؤخذ جزء صغير من فروة الرأس لدى المريض (لا يتعدى 1سنتم ) ويتم استخلاص هده الخلايا والعوامل المساعدة بطريقة معينة، ومن ثم حقنها بفروة الرأس، وتتم هذه العملية مرة واحدة سنوياً فقط.

حالات الشفاء

يؤكد د.أحمد أن العلاج بالخلايا الجذعية لمعالجة مشكلات الشعر هو علاج مناسب للجميع من عمر 18 سنة، أما من يعانون أمراضاً مناعية أدت إلى تساقط الشعر مثل: الحاصة البقعية أو المعممة، فلا توجد دراسات تؤكد فاعليتها، والأفضل البحث عن سبب الإصابة وعلاجه، أما بالنسبة لحالات الشفاء، فإن معدلات زيادة كثافة الشعر بالخلايا الجذعية تصل إلى 70 أو 80%، ولكن هناك بعض الحالات التي لا تستجيب، أو تتحسن ببطء، ولا تزال النتائج المتفاوتة تتطلب منا إجراء دراسات أكبر وأعمق، كما أن المريض يجب أن يستمر في المعالجات الموضعية أو تناول حبوب الفيتامينات، في حال بينت فحوص الدم أي نقص في هذه العناصر.

مشكلات مرضية

توضح الدكتورة إيمز جريتشين أخصائية أمراض الدم والأورام أن العلاج بالخلايا الجذعية هو الاستعاضة عن الخلايا الموجودة في مجرى دم المريض، بأخرى جديدة كاملة الصحة، وخاصة أن الخلايا الجذعية قادرة على التحول لأي نوع من الخلايا؛ ولذلك فهي تساعد في معالجة العديد من المشكلات مثل أمراض الجهاز المناعي أو آفات الدم الشديدة، بعض أنواع السرطان كالغدد اللمفاوية، الخلايا البدائية العصبية، الدم، والأورام الصلبة الأخرى لدى الأطفال، أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة، اضطرابات الدم مثل التلاسيميا أو داء الكريات المنجلية، واضطرابات فشل نخاع العظم.

معدلات الاستجابة

تؤكد د.إيمز أن العلاج بالخلايا الجذعية يعد خياراً متاحاً لبعض الأمراض؛ ولكن ربما لا يتطابق مع فئة من المرضى؛ حيث يعتمد الترشيح للعلاج بحسب تقبل جسم المريض والحالة الصحية العامة، ويختلف معدل الاستجابة والبقاء بشكل كبير، اعتماداً على المرض المعالج ووضع المريض في وقت الزرع وكذلك المانح ونوع الزرع، وبشكل عام تكون النتائج أفضل عند الأطفال من البالغين.

تجديد البشرة

يبحث العديد من الأشخاص عن الحفاظ على بشرة نضره وصافية وذات مظهر شبابي متجدد، ويعتبر العلاج بالخلايا الجذعية من الطرق المستخدمة في هذا المجال، عن طريق حقن الدهون، حيث إن الخلايا التي يتم استخلاصها من المريض، يعاد حقنه بها لتنقسم وتتحول إلى خلايا دهنية ونسيج حيوي يدعم نضارة الوجه ويساهم في تكوين أوعية دموية جديدة.
كما أنها قادرة على إفراز الكولاجين، والتخلص من التجاعيد والخطوط الدقيقة، كما تعالج الهالات السوداء والندوب، وتحقق نتائج تدوم لفترة أطول.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"