يوسف الزعابي: بكاميرتي أوثق تنوع الثقافات والتسامح

حصد جائزة حمدان بن محمد بن راشد الدولية للتصوير
03:07 صباحا
قراءة 4 دقائق
حوار: فدوى إبراهيم

يوسف بن شكر الزعابي مصور ماهر، شغوف بما يجنيه سلاحه السلمي، فالكاميرا أداته لتوثيق عادات وتقاليد الشعوب والتأكيد على قيمة التسامح. وهو رئيس جمعية صقور الإمارات للتصوير، نائب رئيس اتحاد المصورين العرب، ومن أوائل المصورين الإماراتيين الذين سافروا إلى بقاع الأرض لالتقاط صور ذات معانٍ كامنة. مع الزعابي الفائز بإحدى جوائز مسابقة «جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي» كان لنا حوار..

* كيف تنظر إلى ظاهرة هواية التصوير لدى الشباب؟

الحمد لله نحن في دولة تدعم جميع المجالات ومنها المجال الثقافي الفني، وتدعم المواهب بتوفير البيئة المناسبة للتصوير، وتوفر البيئة التي يمكن استعراض تلك الفنون فيها كالمسابقات والمعارض، ووجود اتحادات وجمعيات تنظم ورش عمل ومحاضرات ومعارض يمثل دعماً للفنون بشكل عام والتصوير بشكل خاص، لتطوير المهارات لدى الهواة، وقد يكون هو الدافع لانضمام الكثيرين من أصحاب الرؤى الفنية للتصوير.

* ما أبرز الصور أو اللحظات التي دوّنتها عدستك بعيداً عن الصور الرسمية؟

لحظات جميلة قضيتها في عام2017 وتحديداً في 6 فبراير على قمة جبل جيس، حيث تساقطت الثلوج، ومن حسن حظي أن الكاميرا كانت برفقتي، وكنت محظوظاً بالتقاط لحظات جميلة لأبناء المجتمع وهم يلهون ويحتفلون بتساقط الثلوج على قمة جبل جيس، والجميل أن الصور تداولتها الصحف ووسائل الإعلام المحلية والدولية ومنها «CNN». وتعتمد جوالتي دائماً على شخصيتي وتخصصي في عالم التصوير، والتراث من أهم أهدافي الشخصية في توثيق عادات وتقاليد الشعوب حول العالم. في زياراتي للهند، جزيرة سقطرى، الصين، كشمير، النيبال، مينامار، إسبانيا، إنجلترا، الأردن، ومصر، في كل تلك الأماكن كان هدفي الأماكن ذات الطابعين الثقافي والديني.

* هل خضت مغامرات شعرت بها بالتحدي والخطر؟

المغامرات كثيرة لكن أغلبها مجازفة بحياتي، ففي إحدى رحلاتي في منغوليا تحديداً كنت برفقة أخي المصور عمر الكندي، وتعرضنا لحادث سير انقلاب المركبة في منطقة نائية، ولا يوجد إرسال في الهاتف ولا حتى سيارات مارة لطلب الإنقاذ، وبفضل الله تعالى بعد مرور 3 ساعات من الحادث والانتظار جاءت شاحنة أنقذتنا، وكان درس تعلمنا منه الكثير.


قيمة ومعنى


* هل تؤمن بأن التصوير توثيق، وأن يكون للصورة قيمة ومعنى؟

التوثيق أنواع، وهناك توثيق بشكل احترافي وفني للمصور الفنان الذي يوثق بأسلوبه ونظريته الفنية. أما النوع الآخر فهو توثيق للحياة اليومية بالهاتف المحمول وهو جميل كونه يقتنص لحظات جميلة من العمر.
والتصوير فن، وفي لحظة من الزمن يرسمها الضوء بكبسة زر حسب نظرة المصور وتخصصه تولد اللقطة.

* هل المصور اليوم أمام تحدٍّ حقيقي مع التطور التقني السريع في الكاميرات؟

تتطور الأجهزة والتكنولوجيا بشكل كبير في هذا العصر، ونحن كمستخدمين لهذه الأجهزة لابد أن نواكب التطور حتى نستمر في العطاء. صحيح أن تطور تكنولوجيا ومعدات التصوير تحديداً سهلت عملية التصوير على المصور، لكن تبقى بصمة المصور حاضرة، فكل مصور له بصمته ولمسته الخاصة في عالم التصوير حسب نظرته أولاً، ثم خبرته، والبعض الآخر بالفطرة.

* التصوير لديك هواية أم مهنة؟

من وجهة نظري حتى لو أصبح التصوير مهنة في الوقت الحالي وبلغنا عالم الاحتراف، يبقى في داخلي التصوير عبارة عن هواية أمارسها بشغف، لأن الهواية هي من توصلنا لعالم الاحتراف. وتصوير تفاصيل الحياة اليومية اعتبره توثيق للحظات بعيداً عن الفن، وأنا مع هذا النوع من التوثيق لكن مع مراعاة قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا.


لحظة في رحلة


* ما القصة وراء الصورة التي فازت بالجائزة مؤخراً؟

أعتبرها الجائزة الأهم في حياتي، ولم تكن رحلتي برفقة الصديق رفيق العمر المصور عمر الكندي إلى الأراضي المغولية لغرض السياحة أو الراحة بقدر ما كان غرضها تصوير وتوثيق عادات وتقاليد قبائل «الكزاخ»، التي تسكن شمال شرق منغوليا، وهو المكان الذي طالما كنا نبحث عنه كونه جديداً وغير مستهلك، وكنا في طريق العودة قبل أن تغرب الشمس إلى مقر السكن في مدينة «بيان أولجي»، حيث وقعت عيناي على بحيرة كبيرة متجمدة وبجانبها كان هناك أب وابنه من القبيلة يشربان الماء، فقلت في نفسي: «إنها اللحظة المؤثرة جداً التي أبحث عنها» بعد أن وجدتها في فضاء امتزج بألوان الغروب مع جمال ألوان السماء الزرقاء الصافية، حينها طلبت من السائق التوقف بسرعة كي لا تتلاشى هذه الألوان الربانية، وعلى الفور جهزت كاميرتي مستخدماً معها عدسة «24 - 70» فالتقطت لهما أكثر من صورة بوضعيات مختلفة، وكان هذا العمل الفائز من بين الأعمال التي نالت إعجاب ذاكرتي وعيني لحظتها، وكانت تلك الرحلة ذاتها التي تعرضت فيها لحادث انقلاب المركبة، كما أن «الماء» في هذه الصورة يترجم المعنى الحقيقي لقيمته في حياة البشرية، وهي رسالة إنسانية لا تقبل الشك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"