خيانة ووحشية

02:57 صباحا
قراءة 3 دقائق

الشارقة: محمود محسن

«الحب أعمى»، عبارة طالما استخدمت في الروايات العاطفية، واعتدنا سماعها في الأفلام الرومانسية، وهي كناية عن شدة الحب التي تحجب عين المحب عن رؤية مساوئ محبوبه، وفي نهاية مطاف النكران لن يجني من الحب سوى ظلم ذاته لا أحد سواه.
ولكن حين يتخطى الحب حدوده ويدفع صاحبه إلى ظلم صديقه بسلب روحه ليستحوذ على عشيقته، فحينها لا يكون أعمى العينين والحواس فحسب؛ بل إن الأمر يتعدى ذلك ليلغي الحب إنسانيته وينتزع الرحمة من قلبه.
عامان من العشق المتبادل تخللتهما علاقات غير شرعية جمعت الجاني بزوجة المجني عليه الذي هو في الأصل صديق الجاني، وخلال تلك الفترة مارس الاثنان حياة زوجية مستترة هي في الحقيقة خيانة، فالرجل خان أعز أصدقائه، والزوجة خانت شريك حياتها ووالد أطفالها، حتى إن الحب أعمى إنسانيتهما ليقررا إنهاء حياة المجني عليه بصورة تقشعر لها الأبدان.
مشاعر الزوجة الخائنة لم تمكنها من معايشة رجلين مختلفين ولم يكن لزوجها نصيب من قلبها وعقلها، فكانت تشعر بالضيق لدى وجوده بقربها؛ لذا عزمت بمشاركة عشيقها على وضع خطة للتخلص من زوجها، واقتضت الخطة افتعال الخلافات مع زوجها حتى تتفاقم وتبلغ ذروتها، ومن هنا يبدأ تنفيذ باقي أركان الخطة المتفق عليها بين زوجة المجني عليه وصديق الزوج الضحية.
وفي يوم الواقعة اختلقت الزوجة مشكلة مع زوجها ضمن الخطة الموضوعة مسبقاً، وأخبرت عشيقها عبر اتصال هاتفي بذلك، طالبة منه أن يحضر إلى منزل صديقه الضحية ويصطحبه في مركبته محاولاً حل الخلاف بينه وبين زوجته، وأثناء وجودهما معاً أقنع الرجل صديقه الضحية بقبوله تقييد قدميه ويديه، موهماً إياه بأنها الطريقة المثلى للإصلاح بينه وبين زوجته، وبعد موافقة الضحية اصطحبه المتهم إلى موقع الجريمة، وما إن وصلا إلى المكان المقصود حتى شرع الصديق الخائن في سحب صديقه الضحية خارج المركبة وطرحه أرضاً، حيث انهال على رأسه بطابوق، إلا أن الصديق الخائن لاحظ أن الزوج الضحية كان لا يزال على قيد الحياة، فقرر بالاتفاق مع عشيقته (زوجة الضحية) التخلص منه نهائياً بقتله، فنقل الضحية مجدداً بمركبته وألقى به في المنطقة الصناعية الثانية، بعد أن ضرب رأسه بباب المركبة مرات عديدة، ثم رماه على الشارع ودهسه مرات، ثم اختتم جريمته بسكب مادة قابلة للاشتعال على جسده وأضرم فيه النار.
وفي محكمة التمييز أعادت زوجة المجني عليه اعترافها باتفاقها مع عشيقها الجاني على تنفيذ الجريمة، وأيدت محكمة التمييز في دبي حكم محكمة الاستئناف بتطبيق حكم الإعدام على المتهم الأول بقتل صديقه عمداً، وإضرام النار في جثته، وتشديد العقوبة على المتهمة الثانية عشيقة الجاني وزوجة المجني عليه بالسجن المؤبد والإبعاد عن الدولة لاشتراكها في الجريمة، وتمكين المتهم الأول من هتك عرضها بالرضى.
وجاء تأييد حكم الإعدام للجاني والمؤبد للزوجة الخائنة، بعد أن أصدرت المحكمة الابتدائية حكماً بإعدام المتهم الأول (ي.خ.ب - آسيوي 32 عاماً)، كما حكمت بالسجن 15 عاماً والإبعاد عن الدولة على المتهمة الثانية (ف.ن.ب - آسيوية 22 عاماً)، بينما تقدم دفاع المتهمين بطلب تخفيف العقوبة، إلا أنه قوبل برفض محكمة الاستئناف وتأييدها حكم المحكمة الابتدائية؛ بل تشديد العقوبة على المتهمة الثانية (الزوجة) بالسجن 25 عاماً والإبعاد عن الدولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"