صناعة العطور.. مهنة نسائية أريجها البراعة

03:35 صباحا
قراءة دقيقتين

إعداد: فدوى إبراهيم

برعت المرأة الإماراتية وما زالت في صناعات العطور والدخون، وخلفت الجدات تلك المهنة العطرة لأجيال حتى أننا اليوم نجد في كل محفل عصري وتراثي حضور تلك المهنة التي لم تندثر كغيرها من المهن التراثية، وبرغم أن العطور المستوردة لا تزال هي الأكثر شيوعاً إلا أن العطور التقليدية المحلية هي الأكثر عبقاً.
ولدى الإماراتيات اللاتي يمتهن صناعة الدخون والعطور خلطات خاصة بل وسرية، كل منهن تعلمتها واستلهمت خطوطها من الجدات، فقلة منهن مستجدات في المهنة، وهذه الجذور تمنح المهنة أصالة تضفي عليها القيمة.
العود، المسك، العنبر، الزعفران، دهن الورد، العطر السائل تلك هي المكونات الأساسية التي تصنع منها أقراص الدخون، وفي الأصل فإنها تصنع من بقايا خشب العود أو نشارته، وتضاف لها مكونات عطرية مما سبق، وفي الغالب فإن العطر السائل مكون من الياسمين أو الفل، ويخلط بالصمغ العربي أو السكر بعد طحن العود ليصبح مسحوقاً، ويعرض للحرارة ليصبح ليناً يمكن عجنه وتكوين أقراص منه تترك لتجف، ثم يستخدم للتبخير وتعطير الأماكن والملابس.
وانتقالاً للعطور والدهون فإن لها مكانتها الخاصة لدى سكان الإمارات والخليج عموماً، فهي ذات روائح قوية وفواحة تتميز بوضوح عن العطور العالمية، ويعتبر دهن العود بأنواعه والمستورد من دول شرق آسيا والهند أحد أهم أنواع الدهونات التي يتعطر بها، أما أنواع الزهور فهي أساسية لصناعة العطور في العالم، إلا أن المرأة الإماراتية أدخلت لخلاصات الزهور والورود أنواع خلاصات النباتات كالمشموم والريحان والزعفران على أنواعه والياس والصندل والشبه وغيرها، وتكمن مهارة المرأة الصانعة للعطور والدخون في خلطاتها وقوة عطرها ودوامه، كما أن قدرتها على صناعة عطور مميزة يعتبر أمراً يحسب لها، ولعل الخلطات الخاصة بالعروس وللصيف والشتاء وللمناسبات الاجتماعية قيمتها المعنوية والمادية، ومن ذلك فإن خلطات العطور والدهون كانت وما زالت تسمى بأسماء نسائية أو نباتية عطرية تميز صانعاتها.
وللقيمة الكبيرة للعطور والدخون فقد كانت تخبأ، وخصوصاً الثمينة منها، في الصناديق والمندوس لتخرج فقط في المناسبات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"