عادي

الصلب المشقوق يؤدي إلى حدوث تشوهات للجنين

00:22 صباحا
قراءة 6 دقائق
الصحة


يعد الصلب المشقوق أحد التشوهات التي تصيب الجنين، ويؤدي هذا المرض إلى تشوه في الأنبوب العصبي؛ حيث يصيب دماغ الجنين ونخاعه الشوكي.
ويعرف كذلك بالسنسنة المشقوقة، وتحدث هذه الحالة بصورة رئيسية عندما لا ينغلق العمود الفقري للجنين بصورة كاملة خلال الشهر الأول من الحمل، ومن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى ضرر الأعصاب والنخاع الشوكي. ويتم تشخيص هذا التشوه خلال الحمل عبر التحاليل التي تجريها الأم الحامل، ويتسبب إهمال هذه الفحوصات في اكتشاف الإصابة عقب الولادة.

تجرى الجراحة في كثير من الأحيان خلال من 24 إلى 48 ساعة، ومن الممكن أن تجرى والجنين لا يزال في الرحم.
ونتناول في هذا الموضوع مرض الصلب المشقوق بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الحالة، وأعراضها التي تميزها، وطرق الوقاية والعلاج المتبعة والحديثة.
3 أنواع
يوجد لمرض الصلب المشقوق 3 أنواع؛ الأول هو الصلب المشقوق الخلفي، ولا يمكن كشف هذا النوع إلا بإجراء أشعة على الظهر، فلا نستطيع رؤيته من خلال الفحص السريري للطفل.
وينتج النوع الثاني، وهو القيلة السحائية، بسبب زيادة في حجم الغشاء المحيط بالحبل الشوكي، وهو ما يؤدي إلى بروز بسيط في الظهر، ويعد هذا النوع الأقل انتشاراً، كما أنه لا يمثل أي مشكلة للطفل. ويعد النوع الثالث، وهو الصلب المشقوق الكيسي، الأكثر خطورة، وهو كيس يحتوي على جزء من الحبل الشوكي، والأعصاب التي تحيط به.
ويمكن أن يتسبب هذا النوع في حدوث شلل تام، كما أنه في بعض الأحيان من الممكن أن يؤدي للوفاة، وبخاصة إذا لم يعالج بصورة سليمة.
عدة عوامل
يرجع العلماء والباحثون الإصابة بالصلب المشقوق إلى اجتماع عدة عوامل معاً؛ وذلك لأن السبب المباشر وراء هذه الإصابة لا يزال غير معروف.
وتشمل العوامل البيئة، كأن تتعرض الأم الحامل لمواد ضارة، وكذلك في الحالات التي تعاني سوء التغذية.
ويعد من الأسباب كذلك وجود تاريخ عائلي للإصابة، ففرصة إنجاب طفل ثانٍ مصاب بالسنسنة المشقوقة تزيد إلى 8 مرات عندما يوجد طفل أول مصاب بهذا المرض؛ وذلك على الرغم من أن أكثر من 90% من المصابين لا يوجد لديهم أي تاريخ عائلي سابق.
وتشير الدراسات التي أجريت على هذا المرض إلى أن نقص تغذية الأم بحمض الفوليك أو فيتامين (ب9) يعد من ضمن أسباب الإصابة به؛ ولذلك فلابد من تناول أقراص حمض الفوليك بمجرد التفكير في الحمل.
الإناث أكثر إصابة
يزيد خطر الإصابة بالصلب المشقوق عند توافر بعض العوامل، ومن ذلك النوع، فالإناث عرضة بشكل أكبر من الذكور للإصابة به.
ويعد من عوامل الخطر أيضاً كون المرأة مصابة بمرض السكري، وكذلك عند وجود سمنة مفرطة، ومن الممكن أن يزيد من خطر الإصابة به تناول بعض الأدوية خلال الحمل، كمضادات التشنج.
ويمكن أن يؤدي للإصابة بالصلب المشقوق تعرض الحامل للأشعة، وكذلك عند ارتفاع درجة حرارة الجسم في أسابيع الحمل الأولى، والتي تشمل حمام الساونا.
ويحدث هذا المرض نتيجة وجود عيوب بالأنبوب العصبي، وهو ما يؤدي إلى عدم قدرتها على الانغلاق خلال أول شهر من الحمل.
أعراض مختلفة
يمكن أن تختلف أعراض الصلب المشقوق من مريض لآخر؛ وذلك وفقاً لنوع التشوه الذي أصيب به وشدته، وتقسم هذه الأعراض بحسب 3 أنواع بارزة.
ويعد أول هذه الأنواع السنسنة المشقوقة الخفية، والتي تحدث لأن الأعصاب الشوكية لا تكون مصابة، وبالتالي فلا تكون هناك علامة أو أية أعراض واضحة.
ويقتصر الأمر في هذه الحالة على إشارات ظاهرة من الممكن أن ترى على بشرة حديث الولادة في منطقة التشوه العصبي، كالوحمة الولادية أو تشكل شعري خفيف في المنطقة.
ويمكن أن تدفع الأغشية التي تحيط بالنخاع الشوكي لمسافة بين الفقرات، وهو ما يعرف بالقيلة السحائية، ويتسبب هذا الأمر في تشكيل كيسة مملوءة بالسائل، ولا تتضمن القيلة وجود النخاع الشوكي.
أشد الأنواع
يحدث في النوع الثالث من الصلب المشقوق وهو أشد الأنواع، ويعرف بالقيلة النخاعية السحائية، أن تكون القناة الفقرية مفتوحة على طول عدة فقرات في منطقة الظهر أو أسفل منه.
وتكون الأغشية التي تحيط بالنخاع الشوكي ناتئة منذ الولادة، وكذلك النخاع، وتكون كيساً ظاهراً، كما أن الأعصاب والأنسجة تكون ظاهرة من خلال هذا الكيس، غير أنها من الممكن أن تغطى بالجلد أحياناً.
ويمكن أن يعاني المصاب بالسنسنة المشقوقة بعض المضاعفات والتي تبدأ بضعف تحكمه في المثانة والأمعاء، كما أنه يعاني التهابات بالمسالك البولية.
وتشمل المضاعفات أيضاً إصابة الساقين بشلل، سواء بشكل جزئي أو كلي، وفي بعض الأحيان تصاب القدمان بعيوب، ويكون هناك عدم تناسق في الوركين.
ويتعرض الطفل للإصابة بالجنف، وهو انحناء في العمود الفقري غير طبيعي، وربما أصيب بحساسية الحليب ومشتقاته، كما يصاب بالاكتئاب، ويعاني مشاكل لغوية يترتب عليها صعوبات في التعلم.
وتعد أخطر المضاعفات التي يصاب بها مريض الصلب المشقوق هو الإصابة باستسقاء الدماغ، والتهاب السحايا.
ألفافيتوبروتين
يمكن تشخيص الإصابة بالصلب المشقوق أثناء فترة الحمل؛ وذلك من خلال العديد من التحاليل والاختبارات الماسحة، والتي تكشف بعض التشوهات الأخرى.
وتشمل هذه الفحوصات تحليل «إيه إف بي»، والذي يشير إلى ألفافيتوبروتين وهو أحد البروتينات التي ينتجها الجنين قبل الولادة.
وتعد النسب العالية من هذا البروتين إشارة إلى الإصابة بالسنسنة المشقوقة، وتحليل «إيه إف بي» وهو واحد من 3 اختبارات أساسية والتي تكشف التشوهات العصبية والمشاكل الخلقية الأخرى.
ويمكن من خلال جهاز الأمواج فوق الصوتية الحصول على صورة كاملة للجنين من خارج جدار البطن، ويستطيع الطبيب اكتشاف التشوهات الولادية، ومن ضمنها هذا التشوه، من خلال هذا الفحص.
تشخيص بعد الولادة
يقوم الطبيب من خلال فحص السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين في الرحم بمعرفة نسبة إيه إف بي؛ حيث تشير القيمة منه إلى إصابة الجنين بالسنسنة المشقوقة.
ويؤدي إهمال الأم للفحوصات الدورية خلال فترة الحمل، أو بسبب بعض الأخطاء عند الفحص بالإيكو، إلى أن يتم تشخيص الإصابة بعد الولادة.
ويحدث ذلك من خلال رؤية منطقة مشعرة أو نتوء على المنطقة الظهرية عند الوليد، ومن ثم يطلب إجراء عدد من صور الشعة، كالاشعة السينية والأشعة المقطعية، حتى يمكن تكوين صورة دقيقة للتركيب العصبي للعمود الفقري عند الوليد.
جراحة مبكرة
تتاح الخيارات العلاجية الجراحية لمريض الصلب المشقوق في فترة مبكرة من حياته، ومن الممكن حتى أن تتاح خلال عمر الجنين وهو في الرحم.
ويمكن إجراء الجراحة خلال فترة من 24 إلى 48 ساعة من الولادة؛ وذلك عند وجود القيلة السحائية البسيطة؛ حيث يضع الجراح غشاء حول النخاع الشوكي بمكانه، ويغلق مكان التشوه.
ويتم وضع الأنسجة والنخاع الشوكي مرة أخرى في أماكنها في حالة وجود القيلة النخاعية السحائية، مع تغطيتها بالجلد.
ويوضع أنبوب ضمن الأجواف الدماغية، وهو ما يعرف بالشنت الدماغي البيرتواني، حتى ينقل السائل المتراكم في الدماغ إلى البطن، ومن ثم يتخلص منه، وتجرى هذه الجراحة في فترة لا تتجاوز 48 ساعة.
ويمكن إجراء الجراحة على الجنين وهو في الرحم؛ وذلك قبل الأسبوع 26، ويتم من خلال الدخول للرحم وإجراء شق والوصول للجنين وتصحيح التشوه.
وتساعد هذه العملية في تقليل التشوهات التي تحصل للجهاز العصبي للجنين، غير أن من آثارها الجانبية حدوث ولادة مبكرة.
تصحيح التشوهات
يحتاج أحياناً بعض الأطفال إلى جراحات تصحح التشوهات في القدمين أو الورك أو النخاع الشوكي أو استبدال الشنت الموجود في الدماغ.
ويجري البعض جراحات لاحقة؛ لإزالة الارتباط الحاصل بصورة تلقائية بين النخاع الشوكي والقناة الشوكية؛ وذلك حتى نمنع حدوث أي مشاكل تتعلق بالمثانة والسبيل الهضمي.
وينصح الأطباء ببعض الإرشادات المهمة عقب إجراء جراحة الصلب المشقوق؛ ومن ذلك تشجيع الطفل على شرب الكثير من السوائل وتناول الأطعمة بالألياف، كالفواكه والحبوب الكاملة؛ لأنها تساعد على منع الإمساك.
ويجب فحص الجلد يومياً من أجل تجنب الإصابة بأي تقرحات أو عدوى، مع ضرورة المتابعة مع أخصائي عيون؛ بهدف التأكد من عدم وجود مشاكل بالرؤية، لأن مرض الصلب المشقوق من الممكن أن يسبب ضعفاً في العضلات التي تحيط بالعين.
ويوصي الأطباء بالنسبة للمصابين الذين يعانون مشاكل في القدمين، والتي تعيق الطفل عن المشي، بتلقي العلاج الطبيعي.


حمض الفوليك
ينصح الباحثون والأطباء بالالتزام ببعض الخطوات؛ بهدف وقاية الطفل من الإصابة بمرض الصلب المشقوق، ومن ذلك الحرص على تناول حمض الفوليك كمكمل غذائي قبل الحمل بشهر على الأقل.
ويجب الاستمرار عليه خلال أول 3 أشهر من الحمل، مع ملاحظة أن هناك بعض الحالات التي تحتاج جرعة إضافية.
وتشمل هذه الحالات توافر أحد عوامل الخطر، كإنجاب طفل مصاب به، أو عند تناول الحامل لأدوية مضادة للتشنجات، وأيضاً لو كانت الحامل مصابة بداء السكري. وينبغي عند تناول مكملات غذائية تحتوي على جرعات مرتفعة من حمض الفوليك بالرجوع إلى الطبيب واستشارته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"