عمرو دياب يحيّر جمهوره

عين على الفضائيات
03:02 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

كبر، تغيّر، تزوج، لم يتزوج، يحافظ على لياقته، يجري عمليات تجميل.. كمّ من الأخبار يلاحقه في كل تحركاته، ويستفزه عله يخرج عن صمته فيقول كلمة تحسب له أو تؤخذ عليه، لكنه تعود الصمت، ولا يفتح فمه إلا ليرد بأغانٍ تفاجئ الجمهور.

عمرو دياب عرف كيف يكون الحدث الفني مجدداً. لم يعد في سن الشباب، لكنه شاب في محاكاته لكل الأجيال الصغيرة والفتية بأغانيه. أصدر ألبوم «سهران» ورافق أيضاً موجة الأغاني الفردية، فضرب كل العصافير بحجر واحد، وحقق نجاحاً فاق توقعات الكثيرين، خصوصاً وسط تراجع إصدار الألبومات، وارتفاع موجة «المهرجانات» والأغاني الشعبية.

جريء، واثق من نفسه أو مغامر. جعل من لقبه «الهضبة» صفة تلازمه في صمته وترفعه فوق كل الصغائر والشائعات. هو من الجيل الذي اعتُبر متمرداً على الطرب الكلاسيكي، أخذ خط الغناء «المودرن»، لكنه عرف منذ البداية كيف يبني لنفسه منصة يتربع عليها، دون أن يزاحم سائر الفنانين على عروشهم أو على جمهورهم. خلق لنفسه لوناً فصار ماركة مسجلة باسمه.

وكأنه جدد حيويته وموهبته في ألبوم «سهران» فاحتار في أمره الجمهور، أي أغنية هي الأجمل، وأيها تستحق الانتشار أكثر.

قد لا تكون من محبيه، لكنك لا تستطيع سوى احترامه بسبب تقديره للفن وللجمهور، واحترام المجهود الذي يبذله ليبقى على نفس المستوى ولا يجاري أي موضة غنائية متذبذبة. وإصداره لألبوم «سهران» وسط الأزمات الاقتصادية والغنائية وأزمة انحدار الذوق العام، يؤكد ثقته بنفسه، وأنه ما زال يملك مفتاح قلوب الشباب، والقدرة على مجاراة العصر دون الانجراف خلفه لتقليده.

أغاني الألبوم بسيطة وشعبية أيضاً، لكن عمرو بذكائه يختار الارتقاء ب «الشعبي»، من خلال ارتقائه بالكلمة واللحن، فينزل إلى الأحياء الشعبية حبة ليرفعها حبة، فيلتقيان عند منتصف الطريق، وتصبح أغانيه الرقم واحد، جامعة الناس من مختلف طبقاتها وأحيائها.

إنها المعادلة السلسة التي ترمز إلى الذكاء في التعامل مع الغناء ومع تطلبات الزمن وتغير أذواق الناس، وورقة تثبت إمكانية النجاح بل التفوق ب ١٢ أغنية دفعة واحدة، علماً بأن الرهان على الأسماء وحدها والشهرة والنجومية لا يكفي لإقناع الجمهور بعمل، خصوصاً وسط ساحة يعلو فيها صوت المهرجانات عالياً، وينبت فيها مغنو الأفراح بكثرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"