ضرورة دعم المتقاعدين

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين

تتغير حال الموظف بمجرد تقاعده، وتنقلب موازين حياته، وتختلف يومياته وتفكيره كلياً، وبعضهم يرى التقاعد بداية العزلة والمرض والتهاون، نتيجة طبيعة الحياة التي يغلب عليها الركون والجلوس في المنزل، وفقدان المصدر الرئيسي والنشاط المتمثل بالعمل، وآخرون يرون ما بعد التقاعد حياة جديدة ورحلة ملأى بالمغامرات، لكنهم أقلية.
وكثيراً ما يصاب المتقاعدون بأمراض، نتيجة قلة الحركة، ويشعرون بالعزلة، لانشغال أبنائهم بحياتهم، وليس تقصيراً منهم. وكثير من المتقاعدين لديهم القدرة على العمل والعطاء، ويملكون الخبرات التي يمكن استثمارها في مجالات مختلفة، ولديهم القابلية بالتطوع والعمل بنظام جزئي، لاستثمار أوقاتهم، وعدم الشعور بالعزلة.
يحتاج المتقاعدون إلى أندية خاصة بهم، وعوالم جديدة تحتويهم، وفعاليات تشجعهم من جديد على التفاعل مع المجتمع، ومنصات عمل مؤقتة تستثمر طاقاتهم وخبراتهم، خاصة للمتعلمين القادرين على العطاء، وفعاليات أخرى للأقل تعليماً ومهارة، ففي هؤلاء روح المجتمع وبركته.
الواقع أن مرحلة التقاعد تقطع فرص المشاركة في الأنشطة المختلفة، وهذا يترتب عليه الشعور السلبي تجاه الذات، واعتقاد المتقاعد أنه غير منتج، فكم ستكون لفتة رائعة من المؤسسات بدعوة المتقاعدين سنوياً لفعالياتهم الضخمة، وتنظيم لقاءات سنوية لهم في أجواء تسودها المحبة، وفي الوقت نفسه الاستفادة من خبراتهم، حتى لا تنخفض نشاطاتهم العقلية والجسمانية، خاصة أن ثمة متقاعدين شباباً، اضطروا للتقاعد لظروف صحية أو لأسباب أخرى.
توفير فرص اللقاء والتفاعل بين كبار المواطنين وأفراد المجتمع بفئاتهم المختلفة له دور كبير في دعم الصلة بين الأجيال، وإنشاء أندية للمتقاعدين في الدولة أو تشجيعهم على الحضور في مجالس الضواحي، قد يعزز هذه الصلة، ويكون ذلك بتكليفهم مهام أو مسؤوليات خفيفة في تلك المجالس والأندية، لتعزيز ارتباطهم بالمكان، فهم يستحقون من المجتمع الاهتمام، فمازالوا جزءاً مهماً منه، والاستثمار فيهم ضرورة.
دائماً ما نجد المتقاعدين يطالبون بمنحهم فرصاً جديدة بعد التقاعد، فقد تتغير حياتهم بعد أن يتركوا أصدقاءهم الذين تعودوا على التواصل معهم يومياً في العمل، وانتهت الكثير من الممارسات التي اعتادوها أيضاً، ولم يخططوا لمرحلة ما بعد التقاعد، ولهذا نقترح تأهيل الموظفين المقبلين على التقاعد لتلك المرحلة، لاستثمارها بطريقة أفضل تعود بالنفع عليهم وعلى أسرهم والمجتمع، وتدريبهم على كيفية الاستمتاع بتلك المرحلة.
في الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، نوقشت مبادرات عدة لدعم المتقاعدين والمقبلين على التقاعد، تشمل المنصة الوطنية للتقاعد، وبرامج التهيئة والتوعية بالتقاعد للمقبلين على التقاعد، والمجالس الاستشارية للمتقاعدين، وباقات خدمات المتقاعدين، التي يستفيدون منها، وتلك المبادرات سيكون لها الأثر العظيم في حياتهم، وهذا ما تتميز به الدولة باهتمامها بفئات المجتمع كافة، عبر إطلاق المبادرات وتفعيلها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"