فن البورتريه

00:37 صباحا
قراءة دقيقتين

ملف عدد يوليو وأغسطس من مجلة «القافلة» التي تصدر كل شهرين عن «أرامكو السعودية» في الظهران حول فن البورتريه (رسم الوجه)، ينقل عن الرسام الفرنسي بول سيزان قوله، إن ذروة الفن كله تكمن في رسم الوجه البشري.
أعد الملف الكاتب اللبناني أحمد بزون، وفريق المجلة. وإذا كان من دافع قوي لقراءة مادة هذا الملف، فلأن الحياة برمتها ما هي سوى سلسلة من الوجوه، أو بكلمة ثانية سلسلة من البورتريهات. ثمة وجوه حميمة رخية هادئة، وثمة وجوه عدائية جافة، حيادية أو شمعية أو خشبية. وجوه مشرقة متفائلة حيوية، وأخرى كالحة عابسة متشائمة، حتى لو كان هناك ما لا يدعو للتشاؤم.
يخبرنا هذا الملف الذي من المفترض أن يحتفظ به كل من له علاقة بالرسم والنحت والفوتوغراف، أن النواة الأولى لفن البورتريه تعود إلى مصر الفرعونية في الألف الثالث قبل الميلاد، والبورتريه أنواع، كأن ينجز الرسام صورة لوجه رجل أو امرأة، أو ينجز الرسام صورة شخصية له، أو أكثر من صورة، كما فعل الرسام الهولندي رامبرانت الذي رسم نفسه أكثر من أربعين مرة.
ننتبه أيضاً من خلال الملف، إلى أن العملات الورقية والمعدنية هي شكل من أشكال البورتريهات الفنية، فهي تحمل صور وجوه شخصيات تاريخية قيادية من العالم مثل صورة المهاتما غاندي على عملة هندية.
من أكثر البورتريهات تأثيراً في المشاهد، صورة الطفل الحزين وقد سقطت من عينه دمعة، والبورتريه هذا، كان عبارة عن لوحة تشكيلية كانت متداولة على نطاق واسع في السبعينات من القرن العشرين، وأذكر أن سائقي الشاحنات كانوا يثبّتونها على مركباتهم، وكانت توضع على واجهات المحال التجارية.
من أكثر البورتريهات تأثيراً في المشاهد أيضاً، صورة الفتاة الأفغانية «شربات غولا»، وجرى تداولها على نطاق واسع أيضاً في مسابقات جوائز التصوير الضوئي، والتقطها المصور الصحفي الأمريكي ستيف ماكوري.
قوة صورة الفتاة الأفغانية تكمن في عينيها الحادتين، البرّيتين، وفي خضرة هاتين العينين، وفي طبيعة تقاطيع وجهها الكاريزمي الحاد. هل يمكن اعتبار العمل النحتي (التمثال) شكلاً من أشكال البورتريه؟ الإجابة عند أهل الاختصاص في الفنون التشكيلية والنحتية، غير أن الوجه المنحوت، له إيقاع مختلف تماماً عن الوجه المرسوم أو الوجه الفوتوغرافي. ويبعث الوجه المنحوت من الحجر، البرونز، الحديد، وغير ذلك من خامات، على الشعور بالثقل، بينما الوجه المرسوم بالماء أو بالفحم أو بالزيت يبعث على الشعور بالخفة والشفافية، ولكل من الوجهين إيقاعه اللوني والموسيقي.
البورتريه قراءة نفسية أيضاً لوجه الإنسان وملامحه، ولغته.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"