في مثل هذا الوقت من كل عام، نترقب جميعاً موعد انطلاق معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي ارتبط بذكريات طفولتنا، وغدا شاهداً على دعم جميع المفكرين والكتّاب والناشرين في كل مكان.
واليوم، على الرغم من جميع التحديات التي نواجهها، نرى الحرص على إقامة هذا المعرض الذي أصبح مزاراً سنوياً للجميع من كل أنحاء العالم، لتجتمع تحت سقفه شتى صنوف الكتب القيمة والعقول النّيرة.
ولهذا فليس غريباً على صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، إصدار بيان يؤكد فيه إعفاء دور النشر من الرسوم المترتبة عليها نظير مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين.
وجاء قرار سموه تبعاً لما تلمّسه من ضرورة دعم هذه الدور خلال الظرف الطارئ الذي يمر به الناشرون جراء جائحة كورونا، مما اضطرهم إلى تحمل أعباء السفر ومصاريف الشحن والإقامة، في هذه الأوقات نتيجة الأوضاع الاقتصادية في العالم.
وبلغت الإعفاءات حوالي 6 ملايين درهم إماراتي، وهذا يعتبر دعماً حقيقياً يسهم بشكل كبير في ديمومة عمل دور النشر واستمرار عطائها. ولا شك في أن الإجراء الذي اتخذه سموه، جاء محافظة ودعماً للثقافة عموماً، وخاصة في عاصمة الإمارات الثقافية باعتبار أن الشارقة باتت منارة الشرق في ريادة العالم، حيث تجمع بين أروع المتاحف العلمية والطبيعية، وأغنى المكتبات القيّمة والمخطوطات النادرة.
ولا ننسى المدينة الجامعية التي يقصدها آلاف الطلبة لعراقتها ورفعة علومها في جميع التخصصات، كما تضم الشارقة أرقى المسارح الفنية، والمعالم الفكرية التي يرتادها أهل الفكر لينهلوا من هذا الزخم الزاخر بالعلم والمعرفة.
إن هذه المكانة العريقة التي حظيت بها الشارقة، كانت بفضل حاكم عرف قيمة العلم، وأدرك بحكمة بالغة، أهمية الثقافة في تنمية الشعوب، فسخّر كل الإمكانيات من أجل الاستثمار في الإنسان.
ولقد بات من المعلوم دولياً، أن معرض الشارقة من أعظم الأعراس الثقافية، حيث يضم سنوياً كل الكفاءات ويجمع بين دفتيه معظم ما كتبته أقلام المؤلفين، وما نظمه الأدباء والشعراء من روائع الأدب والشعر، محتفياً بالكتاب والكاتب والناشر.
من هذا المنطلق، كانت مبادرة سموه للمحافظة على ضوء الشعلة ساطعاً في الآفاق، لتبقى الشارقة نبراساً رفيعاً للعلم والحضارة. فشكراً سلطان الثقافة على هذا العطاء، وهذه المكرمة، وهذا الاهتمام الكبير، وسيقرأ العالم دائماً من عاصمة الثقافة الشارقة.
