قبل أن يأتي «كوفيد-19» ويحكم على العالم بالتغيير التام في أساليب العيش والتواصل، وتنتقل معه الوسائل الإلكترونية إلى الصدارة وتصير حاجة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها لاستكمال الكثير من معالم الحياة وضرورياتها، مثل التعليم عن بُعد، والتواصل مع الأهل عن بُعد، والتعاطف بين مختلف الشعوب والتضامن أيضاً عن بُعد لاجتياز المحنة.. قبل ذلك، كنا ما زلنا نبحث في شؤون الإعلام «التقليدي» كما يسمونه ومدى تأثير وسائل العصر الحديث في الصحافة الورقية، وإلى أي مدى يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تطغى على الوسائل الإعلامية وتسرق منها الضوء والدور؟.
جاء الوباء ليضع حداً للجدل ويفرض واقعاً جديداً، تقدم فيه العالم الافتراضي قفزات إلى الأمام ليصير الجزء الذي لا بد منه في عالمنا الواقعي، وتصدرت المنصات، ولحق الإعلام بالعالم الرقمي سريعاً. ولأن منتدى الإعلام العربي عودنا على مواكبة التطورات وطرح القضايا المهمة التي يواجهها الإعلام، مع تسليط الضوء على الرؤية المستقبلية، تنطلق دورته الـ 19 غداً بما يتوافق مع الظروف الراهنة، أي افتراضياً، والتي تحمل شعار «الإعلام العربي: المستقبل... رقمي».
كثيرة هي الموضوعات المهمة التي يطرحها المنتدى، وكلها من واقع الإعلام اليوم والظروف التي يواجهها وكيفية التحول إلى البيئة الرقمية، والمنصات ومدى قدرة الإعلام على الاستفادة منها.
نحن سعداء بإتاحة فرصة اللقاء افتراضياً أمام أكبر عدد من الإعلاميين وأهل الاختصاص حول العالم. فلا الجائحة أعاقت التواصل فيما بيننا، ولا استطاعت أن توقف أعمال المنتدى لتفرض عليه التغيّب هذا العام، إنما ما حصل هو العكس تماماً، حيث يفتح المنتدى في دورته الـ 19 مجالاً أوسع لاستقطاب أكبر عدد من أهل المهنة والمهتمين بها لمناقشة آفاق العمل الإعلامي خلال المرحلة المقبلة، والتطرق طبعاً إلى الحلول وكيفية التحوّل إلى البيئة الرقمية، وسبل الاستفادة من مميزات الثورة الصناعية الرابعة فيما يتعلق بالاتصال ومنصات بث المحتوى والمعلومات، استمراراً لدور المنتدى في رصد المقومات اللازمة للارتقاء بمضمون ورسالة الإعلام العربي بوضع المشاركين والمتابعين أمام مجموعة من الحقائق المهمة حول واقع الإعلام ومستقبله بما يخدم بناء تصورات جديدة للمشهد الإعلامي العربي خلال المرحلة المقبلة.
المنتدى لا ينفصل عن الواقع بل يغوص في العمق، حيث يطرح من خلال أحد ضيوفه، ميريل براون الصحفي والمدير السابق لكلية الإعلام والاتصال الجماهيري بجامعة مونتكلير الأمريكية، «مجموعة من الحقائق التي تنذر بثورة جديدة في الإعلام في أعقاب أزمة وباء كورونا»، والتي منها «هيمنة وسائل الإعلام الرقمية» التي يتوقع براون أن تصبح أكثر قوة خلال السنوات المقبلة.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
