موسوعة تاريخ الإمارات

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

إبراهيم الهاشمي

 ما مرت به الدولة خلال ال50 عاماً الماضية على كافة الصعد سواءً السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، والتحولات التي حدثت فيها من تطور قوانينها وبنيتها العمرانية والسكانية والمعيشية والتعليمية، كل ما مرت به الدولة في إرهاصات البناء والتأسيس من مشاكل ومعضلات وكيفية تجاوزها بحكمة الآباء المؤسسين، كيفية التحول إلى دولة اتحادية مترابطة ومتجانسة لها كيانها وهيبتها وقوانينها وأنظمتها وسياستها الواحدة، كل ذلك وغيره من الأحداث في تاريخ هذا الوطن الجميل الذي فيه الكثير من نكران الذات والتضحية والإيمان بالمصير الواحد والعمل الدؤوب لبناء دولة حديثة شارك في ترسيخ وتدعيم قواعدها قادة مؤسسون ورجال ونساء أصحاب فكر وحدوي أخذوا على عاتقهم بناء هذا الصرح كلٌ في حقله ومجاله.
كل ذلك يحتاج منا إلى توثيق، فهو تاريخ أمة حولت الصحراء إلى أعجوبة من عجائب الدنيا في التطور والنماء والبناء، لذا أتقدم بهذا المقترح للجهات الفاعلة وللأرشيف الوطني كجهة توثيقية على كتابة تاريخ ال 50 عاماً الماضية من الجوانب كافة، وذلك بتشكيل فرق عمل من الباحثين المعنيين في كل مجال تجهز الوثائق والمخطوطات المتعلقة بكل جانب، وكل فريق يكتب الأحداث وتغيراتها حسب التسلسل الزمني، حتى نخرج بتاريخ مدون لوطننا يروي أحداثه بشفافية وصدق وعمق يضيء لنا مقدار ما بذل لصناعة وطن بهذا البهاء، يكتب هذا التاريخ بيد أبنائه وليس بيد غيرهم، فما مضى من تاريخنا قبل تكون الاتحاد كنا نرجع حينا نريد أن نجمع شتاته إلى أرشيف مصادره أجنبية كتبت ما فيه من منطلق وجودها الاستعماري ومن جانب سياسي بحت ومن منطق مصالحها وأولوياتها الدبلوماسية والعسكرية والأمنية.
حتى اليوم ليس بين أيدينا كتاب يدون تاريخ الوطن كاملاً منذ تكون الاتحاد، ومن حقنا وحق الأجيال القادمة أن تعرف، لا شفاهة فقط، ما بذل لصناعة هذا الوطن، بل عبر كتب موثقة تروي وترصد كل الجوانب عبر موسوعة تاريخية للخمسين سنة الماضية فيها ما نعرفه وما لا نعرفه، يمكن أن نسميها موسوعة تاريخ الإمارات من 1971 إلى 2021 نقدمها في اليوبيل الذهبي لتأسيس وطننا الحبيب نحفظ فيه لأجيالنا وللعالم ما حدث في هذا المكان حتى أصبح قبلة للعالم، نروي لهم فيه كيف كنا وكيف أصبحنا بالوحدة والتكاتف والإصرار والعمل والمحبة ونكران الذات.
تاريخ الإمارات ليس مجرد تاريخ بل هو معجزة من المعجزات سطرها رجال أبرار يستحق أن يقرأه العالم كله.
هذا اقتراحي وحب الوطن من وراء القصد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"