عادي

مجمع الشارقة للابتكار يطلق شبكة للمستثمرين «الملائكة»

22:00 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1

الشارقة: «الخليج»

أطلق مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار شبكة الشارقة للمستثمرين «الملائكة»، أو ما يعرف بالاستثمار الملائكي تهدف إلى دعم الشركات الناشئة الابتكارية ورواد الأعمال. ويأتي هذا الإطلاق ضمن منظومة متكاملة تعمل عليها دولة الإمارات لترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للابتكار. ومن شأن هذه المبادرة المساهمة في أن يصبح الاقتصاد الإماراتي مختبراً عالمياً مفتوحاً لتجريب المفاهيم الجديدة لتكنولوجيا المستقبل المتقدّمة ومنصّة عالمية للابتكار وريادة الأعمال، ما يسهم في تطوير صناعات وقطاعات جديدة تكون الدولة سبّاقة في تطويرها أو تبنيها عالمياً.

ستقوم شبكة الشارقة للمستثمر الملائكة بتحويل الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية إلى مستثمرين ملاك، حيث تمنحهم برنامجاً تدريبياً، للتعريف بعناصر الاستثمار الملائكي وكيفية تنويع المخاطر، والتفاوض على شروط الصفقات والتعامل مع رواد الأعمال، وفي المرحلة اللاحقة يتعرف المستثمرون الى كيفية متابعة الصفقات وكيفية دعم الشركات الناشئة بعد الاستثمار.

ستساعد هذه الشبكة في دعم رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا الناشئة، وتوفير رؤوس الأموال في مراحل مبكّرة لتحويل البحوث والأفكار إلى مشاريع عملية، وتطوير تجمّعات اقتصادية عالمية في الدولة في مجالات الابتكار والإبداع والتصميم، ما يجعل الشركات المحلية ضمن الأفضل عالمياً في التكنولوجيا والخدمات المتقدّمة، اذ ستساعد الشبكة أصحاب الشركات في تلقي الاستثمارات والتفاوض على شروط كل صفقة من خلال الانضمام إلى مسرعة الأعمال وإعداد بياناتهم المالية والاستعداد لعرض أفكارهم على المستثمرين «الملائكة». وتستمر عملية انضمام المستثمرين طوال العام. أما الشركات الناشئة فيتم اختيار مجموعة من الشركات الواعدة تخضع لشروط معينة يضعها المجمع وضمن برنامج مسرع للأعمال يتم استحداثه لفترة زمنية محددة.

وجاء الإعلان عن الشبكة خلال ملتقى خاص نظمه المجمع في مقره حضره عدد من كبار المستثمرين ورواد الأعمال في مختلف القطاعات الابتكارية والتقنية الواعدة في الدولة، بهدف التعريف بنموذج «الاستثمار الملائكي» ودوره في النهوض بقطاع الاستثمار في الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشارقة لتقديم التمويل والمساعدات اللازمة لرواد الأعمال الابتكارية الناشئة وربطها بالخبرات المختلفة. وقد تناول اللقاء العديد من الموضوعات الهامة بداية من التعريف بنموذج الاستثمار الملائكي بشكل عام، ومن هو المستثمر «الملائكة»، كما تم مناقشة أفضل الوسائل الممكنة التي يمكن من خلالها الوصول إلى مجتمع رجال الأعمال المحتملين، سواء من خلال إطلاق المبادرات وعقد اللقاءات والجلسات التعريفية، كما تم تحديد المعالم الرئيسية للمرحلة القادمة.

ربط شركات التقنيات 

وفي مستهل اللقاء رحب حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار بالحضور معلناً عن إطلاق شبكة الشارقة للمستثمرين الملائكة والغاية من إطلاق هذه المبادرة من خلال خطة موضوعة يطمح المجمع من خلالها لربط شركات التقنيات الحديثة والابتكار بمجتمع المال والأعمال والمستثمرين في الشارقة وتعزيز تنافسية الإمارة ودعم رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في ترسيخ مكانة الشارقة كعاصمة للابتكار واستقطاب التقنيات الحديثة إضافة إلى دعم الاستثمارات الذكية وربط المستثمرين بالشركات الرائدة والفرص الصاعدة في هذا المجال الحيوي فى إطار استراتيجية لتحويل الإمارات إلى مركز إقليمي ودولي لجذب وتنفيذ المشروعات التكنولوجية الجديدة.

وقال المحمودي «إننا نطمح إلى استقطاب 30 مستثمراً في 2021 لتكون هذه الشبكة محددة للأعضاء فقط، انطلاقاً من سعي الإمارات نحو تحقيق رؤيتها الخمسينية الطموحة، وإيماناً بأهمية تعزيز ريادة الأعمال ودعم الاستثمار في الشركات الناشئة، حيث تم إطلاق مجموعة من المبادرات والبرامج التي أثمرت تطور مشهد الاستثمار الجريء في الدولة بسرعة هائلة لاسيما في الشركات الناشئة التي تتخذ من الامارات مقراً لها، من هذا المنطق أطلقنا ملتقى الاستثمار الملائكي بهدف المساهمة في نمو وتنويع اقتصاد الدولة ضمن منظومة ابتكارية تسير وفق خطط مدروسة، إضافة لتمكين ودعم الشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وتشجيعهم على استكشاف مجالات جديدة من خلال رفدها بنوع آخر من التمويلات».

وحول بيئة الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فإنها تواصل نموّها، بنسبة 66% مقارنة بالأشهر الستة الأولى من عام 2018، إذ تحافظ الإمارات على مكانتها كأكثر بيئات الشركات الناشئة نشاطًا، حيث استحوذت على 26% من مجموع صفقات الاستثمار للشركات الناشئة والبالغة 238 صفقة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بإجمالي استثمار 471 مليون دولار لتعكس هذه النتائج زيادة قياسية 66% في إجمالي التمويل و28% في عدد الصفقات، بالمقارنة مع النصف الأول من العام الماضي 2019 حسب تقرير تمويل المشاريع الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للنصف الأول من العام 2019 الصادر عن منصة الشركات الناشئة «ماجنيت» MAGNiTT.

ما هو الاستثمار الملائكي؟

المستثمرون الملائكة أو المستثمر الملاك (بالإنجليزية: Angel investor)‏، هم أفراد لديهم ملاءة مالية عالية، أو مؤسسات لديهم ثروة كبيرة يقومون بتمويل المشاريع الناشئة من أموالهم الشخصية، يقدم رأس المال للشركات الناشئة غالباً مقابل سندات قابلة للتحويل أو حصص في المشروع اذ يقوم أحياناً عدة مستثمرين ملائكة بالتجمع معاً لتشكيل مجموعة استثمارية يشتركون فيها بالاستثمارات والبحوث. وأنهم لا يقدمون الدعم المالي فقط، وإنما يقدمون خدمات استشارية وخبراتهم الطويلة للشركات التي يستثمرون بها، إضافة إلي توفير سبل التواصل والعلاقات بما يعود بالنفع عليهم، ويساعد في توسيع نشاط صاحب العمل، موضحاً أن الهدف من وراء هذه الخطوة هو تقديم مزيد من الدعم للمستثمرين الناشئين وتمكينهم اقتصادياً، لما لذلك من انعكاس إيجابي على الاقتصاد الوطني

يقوم المستثمر الملاك بالاستثمار بماله الخاص عكس المستثمرين في رأس المال المخاطر، الذين يديرون أموال الآخرين لتمويل المشاريع الناشئة، ويديرونها بطريقة احترافية تضمن تحقيق عوائد للمستثمرين. ورغم أن قرار الاستثمار يكون بالعادة معتمداً على صاحب الشركة الناشئة نفسه، الإ أن السبب الجوهري الذي يقف خلف قرار التمويل قد يكون الثقة، طبيعة المشروع أو كمية المال المستثمر به واعتماداً على تقارير عالمية في هذا المجال تثبت أن المشاريع الناشئة الممولة من قبل المستثمرين الملائكة هي أقل عرضة للفشل من مثيلاتها التي تعتمد على التمويل المبدئي.

إن الفرق بين المستثمر الملاك والمستثمر في المشروعات التي تكتنفها المخاطر بسيط جداً: فالأول يستثمر أمواله الخاصة، في حين أن نظيره الآخر يستثمر أموال عدد محدد من الشركاء غالباً. ومع التطور التقني وعالم الاعمال الجديد فإنه منذ حوالي 20 سنة فقط، أصبح المستثمر الملاك عنصراً قوياً في تأسيس الشركات الجديدة، وصاحب دور مهم في تطويرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"