المرأة، اليوم أضحت رمزاً للتألق، بعد إثبات نفسها، منذ زمن طويل؛ بل وأصبحت مطالبة بالتألق أكثر وأكثر؛ لأنها أصبحت صاحبة القول الفصل في واحدة من كبرى مؤسسات الدولة الوطنية، ذات سلطات دستورية عليا، فقد أصبحت النساء، يشكلن نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، في سابقة ليست محلية، وحسب؛ بل في العالم أجمع.
عشرون سيدة تحت سمع الإمارات وبصرها، بدءاً من قادتها ثم مواطنيها، وحتى المقيمين على أرضها الطيبة، يراقبون الأداء والتعاطي مع القضايا، يتطلعون إلى جَلَد هؤلاء السيدات، وقدراتهن على التحمل والمتابعة، والتنقل بين إمارات الدولة؛ لمعرفة احتياجات الناس، والاستماع إلى مطالبهم، فضلاً عن نقل صورة الدولة إلى الخارج، عبر المؤتمرات والمشاركات الدولية.
عدد كبير من كبار المواطنين يتحدثون عن أيام المجلس الوطني الخوالي، قوته الدستورية والتشريعية التي كان يمارسها في وقت سابق، والآن يقع على عاتق المرأة دور كبير، في إعادة ذلك التألق إلى هذا المجالس بالمراقبة والتشريع، والوقوف بالمرصاد لكل مشروع قانون أو قرار ترى أنه قد يضر بالمصلحة العامة، أو أنه قد ينعكس سلباً على المجتمع.
عشرون سيدة عليهن تقديم أكثر مما قدمه المجلس في 4 عقود ونيف مضت، عليهن الإثبات لقيادة الدولة التي وثقت بهن، وفتحت لهن مجالاً واسعاً من التشريع والعمل الدؤوب، أنهن قادرات على العطاء، ولن نقول مثل الرجال؛ بل أكثر من ذلك، إنهن قادرات على الانسجام فيما بينهن وكذلك مع محيطهن؛ لخدمة المصلحة العامة، والارتقاء بكل فعل أو فكرة؛ لأن تكون في مصلحة الدولة وأبنائها.
عشرون سيدة سيتم تعيين 13 سيدة منهن، بعد أن فازت 7 نساء أمس، في الانتخابات، ما يعني أن ثقة قيادة الدولة منذ توجيهات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، برفع نسبة تمثيل المرأة إلى 50% بهن كبيرة جداً، ويجب أن تكون هؤلاء السيدات على مستوى هذه الثقة، بكل محفل أو مجال يدخلنه، ترجمة لكلام صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حين قال: «المرأة نصف المجتمع وتستحق أن تمثل هذا النصف في مجلسنا الوطني الاتحادي».
العيون كبيرة الآن نحو المجلس، والمتابعة ستكون أدق وأكثر تفصيلاً، والشارع يترقب كل قول وفعل يصدر عن أعضائه، الذي يقع على عاتقه حمل كبير، وكبير جداً؛ فهذا المجلس سيعبر اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، ويذهب إلى المريخ، بعد أن حطت الدولة أقدامها في الفضاء.
ألف مبروك لمن حالفهم الحظ أمس، ونجحوا في الانتخابات، وحظاً أوفر لمن لم يحالفهم، لكن المحصلة أن الوطن هو من فاز في هكذا تجربة واعية.
جمال الدويري
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
