المحطة الأخيرة

04:34 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

أيام قليلة تفصلنا عن امتحانات نهاية العام الدراسي 2018-2019، فالجميع يرفعون درجة الاستعداد، والميدان التربوي بفئاته كافة يستنفر، استعداداً لانطلاقة قطار الامتحانات في آخر محطات العام الدراسي الجاري.
وعلى الجميع أن يدركوا مسؤولياتهم في هذا الوقت الفاصل، لاسيما لدى طلبة الثاني عشر، بمختلف مساراته، فعلى الطلبة التحلي بالثبات والجدية والتركيز بالمحتوى الدراسي المستهدف في المحطة الامتحانية الأخيرة، والتزام الدراسة حتى آخر يوم، والاستفادة من المراجعات النهائية، والابتعاد عن هواجس الغش، وما تحمله من آمال وطموحات وهمية، وعلى أولياء الأمور التعامل بإيجابية في هذا الاتجاه، لمساندة أبنائهم ورفدهم بالأخلاقيات التي يتمناها المجتمع المدرسي من أبنائه في موسم الامتحانات.
أما المدارس، فقد يقع على عاتقها الجانب الأكبر من المسؤولية، إذ إنها صاحبة اللمسة الأخيرة في تأهيل الطلبة وإعدادهم لدخول الامتحانات، فالأمانة المهنية والأخلاقية تفرض على جميع المعلمين، التعامل مع المراجعات النهائية للطلبة بكل جدية ومسؤولية، لاسيما أن هناك فئات كثيرة من الطلبة، لا تعتمد على الدروس الخصوصية.
وإذا توقفنا مع وزارة التربية والتعليم، نجد أن المسؤوليات أكثر وأعمق في المحتوى والمضمون، فكل ما نرجوه أن يلتزم واضعو الأسئلة، بما جاء في المقرر الدراسي للطلبة، ومراعاة الفروق الفردية للممتحنين، حتى نتجنب ما حدث في تجاربنا الامتحانية السابقة، من وجود أسئلة من خارج المناهج الدراسية، وهنا لا نقصد بالتأكيد الأسئلة التي تقيس مهارات الطلبة، بل التي لا تعني المهارات ولا تتضمن المناهج.
ومادام الأمر متعلقاً بمستقبل أبنائنا أجيال المستقبل، فإن وجود فريق فني متخصص لمراجعة محتوى الامتحانات، يشكل ضرورة ملحة، لضمان مواءمة الأسئلة مع المناهج، قبل وصولها إلى أيادي الطلبة، وهذا يجنب اللجان الامتحانية حالات التوتر وعدم الاستقرار.
وعلينا أن نتعلم من التجارب السابقة، وتجنب إشكالات «النظام»، الذي يدير العملية الامتحانية، فالفريق الفني في الوزارة ينبغي أن يكون جاهزاً للتعامل مع أي إشكالية قد تحدث عند إرسال أوراق الأسئلة، أو استقبال إجابات الطلبة، فضلاً عن عمليات التصحيح والرصد والمراجعة.
خلاصة القول، إن هذه الأوقات مرحلة مهمة للغاية، لجميع الفئات في الميدان التربوي، وما نرجوه أن يلتزم الجميع أدوارهم ومسؤولياتهم، بدءاً من الطالب، مروراً بالمدارس والمعلمين، وصولاً إلى الجهات القائمة على الشأن التعليمي في الدولة، لضمان المرونة، وتحقيق المزيد من الاستقرار في انتقال أبنائنا من مرحلة تعليمية إلى أخرى جديدة، بدون أي معوقات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"