على غير العادة

03:46 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد إبراهيم

منذ أيام ونحن نتلقى نتائج نهاية العام الجاري، مرحلة تلو الأخرى، في مشهد ينم عن التنظيم، وجودة الإنجاز وسرعته، ولا شك أنه يعكس أيضاً مسارات التطوير المختلفة التي تتبعها وزارة التربية والتعليم مؤخراً، على مختلف الصُعد، لمواكبة المتغيرات المتسارعة في هذا القطاع الحيوي.
ولكن إذا نظرنا إلى آليات إعلان نتائج الثانوية العامة هذا العام، والأعوام السابقة، فسنجد أن هناك مفارقات عديدة، ومعوقات أربكت مختلف فئات المجتمع، لأسباب بعضها معلوم، والبعض الآخر لا يعلمه الميدان.
فعلى غير العادة أعلنت «التربية» نتائج طلبة 12 بمختلف المسارات، على مستوى الدولة أولاً، وأُجلت قوائم الأوائل في مختلف الإمارات، «للمواطنين والمقيمين» إلى يوم الخميس الموافق ال 10 من يوليو / الجاري، وإذا اعتبرنا أن الآلية الجديدة في إعلان النتائج، تبلور أحد أوجه التطوير في منظومة التعليم، فلماذا يعاني أولياء الأمور للحصول على نتائج أبنائهم؟
موعد إعلان النتائج كان غير موفق، إذ جاء في الساعة التاسعة من مساء الخميس الذي يتبعه يوما «الجمعة والسبت» اللذان يعتبران إجازة أسبوعية، وإدارات المدارس فيهما غير متاحة، وهنا تعثر حصول أولياء الأمور على نتائج أبنائهم والتواصل مع مدارسهم، لمدة ثلاثة أيام على الرغم من توفرها على نظامي «المنهل وإيسيس».
نعم.. أفرزت المحاولات المستمرة لأولياء الأمور على مدار الأيام الثلاثة، عن حصول بعض الطلبة على نتائجهم، ولكن بقيت الإشكالية الحقيقية في طلبة المدارس الخاصة، الذين يفتقرون إلى صلاحية الدخول على النظام والحصول على نتائجهم، إلا من خلال مدارسهم التي كانت خارج نطاق الخدمة آنذاك، فلماذا لم تؤجل الوزارة إعلان النتائج ليوم الأحد بدلاً من الخميس، وما يتبعه من إجازات؟ تجنباً لحالات القلق والارتباك والتوتر التي سادت الميدان.
أوائل الثانوية نعتبرهم «الورود» التي تزين «عرس النتائج» نهاية العام، تنتظرهم جهات مجتمعية كثيرة احتفاء بهم وتقديراً لتفوقهم، ولكن حتى اليوم ما زلنا نبحث عن قوائمهم، التي لم تعلن في الموعد الذي حددته الوزارة، على الرغم من أن منطقية المشهد تؤكد الانتهاء من إعدادها، وإلا ما أُعلنت النتائج على مستوى الدولة، والسؤال: أين المشكلة في الإفراج عن تلك القوائم؟
أقاويل كثيرة وجدل واسع في الميدان بسبب تلك المفارقات التي لا تعبر مطلقاً عن الجهود التي تبذلها الوزارة، لتذليل العقبات أمام الطلبة وأولياء الأمور، وهذا يدعو إلى المزيد من التركيز على إيجاد آلية أكثر مرونة توفر الوقت والجهد على الجميع، فلا يجوز أن نبقى على إعلان النتائج أكثر من تسعة أيام، ولدينا بنية تحتية تعمل وفق أحدث النظم التكنولوجية، ونظامين ذكيين نستطيع من خلالهما إعلان نتائج جميع الصفوف «بكبسة زر».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"