حميد القطامي و«النعم ما قصرت»

01:02 صباحا
قراءة دقيقتين

لقد غادر الوظيفة العامة ولم يغادر القلوب، أعطى من القلب مخلصاً لوطنه وواجبه وعمله، لم يتوان عن خدمة الناس في أي وظيفة كان بها، سواء حينما كان وزيراً للصحة أو وزيراً للتربية والتعليم، أو مديراً عاماً لهيئة الصحة بدبي، أو غيرها من المناصب.. هو لا يحتاج إلى أي إطراء مني أو من غيري، فعمله يشهد له، وأداؤه يزكيه ويسبق ذلك خلقه الرفيع وتواضعه الجم.
لستُ أكتب اليوم هنا لأعدِّد مناقبه، ولكن لأنه يستحق الشكر والعرفان على ما قدمه طوال فترة عمله في جهات مختلفة دون كلل أو ملل أو تعالٍ على أحد، لم يأخذه زهو الكرسي أبداً، بقي على طبيعته وسجيّته؛ لأنه يعرف تمام المعرفة الحكمة التي تقول: «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك»، ويعرف أنه لا يبقى إلا الذكر، فإذا أردت أن تبقى في القلوب يجب أن تجيد صنعتك وعملك، وتعرف أنك في هذا الموضع لخدمة الوطن والناس فقط، لا غير.
لقد تعامل بذلك المنطق في كل مناصبه التي تقلدها طوال مسيرة حياته العملية، مؤكداً أنه مواطن سخّره الله وقادته ليقوم بما يجب عليه تجاه وطنه، متحملاً المسؤولية بكل إخلاص، مضفياً من شخصيته السمحة وروحه الطيبة الكثير إلى كل مكان كان فيه. تحمل المسؤولية بكل تفانٍ، كل الجهات التي عمل بها نقل فيها أسلوب العمل والأداء نقلة نوعية نحو الأفضل تقنياً وفنياً وخدماتياً، بأسلوب حضاري يعي طبيعة المجتمع ومتطلبات المستقبل؛ لذا لم نسمع بعد أنْ غادر آخر منصب عام له في الوظيفة الحكومية إلا «والنعم ما قصر».
حميد محمد عبيد القطامي مدير عام هيئة الصحة بدبي سابقاً، والذي غادر هذه المحطة الأخيرة في الوظيفة العامة قبل عدة أيام، عرفته مثل غيري من خلال عطائه فقط، لا غير. يستحق منا الشكر والتقدير والعرفان على كل ما قدم وأعطى وبذل في خدمة الوطن وناسه والمقيمين على أرضه، ولا نقول له إلا كما قال عنه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي: «حميد القطامي من رجال الوطن المخلصين، وله كل الشكر والعرفان لما قدمه من جهود وإسهامات ستبقى محل تقديرنا، راجين له كل التوفيق والسداد». ونقول إننا سنظل نحمل له التقدير والاحترام؛ لأنه يستحقه.
حميد القطامي رايتك بيضاء وما قصرت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"