بيت الحكمة

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

بيت الحكمة، هذا الصرح الثقافي البديع الذي افتتح مؤخراً في الإمارة الباسمة، إمارة الكلمة، إمارة التنوير، إمارة الشارقة، فخرنا وفخر كل عربي، الإمارة التي تنحاز دائماً وباقتدار للثقافة والمعرفة.
البيت الذي سمي بيت الحكمة تيمناً ببيت الحكمة أو خزائن الحكمة الذي أسس في بغداد في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد وازدهر في عهد المأمون وضم كنوزاً من المؤلفات العربية والعلوم والمعارف الإنسانية التي ترجمت من لغتها الأصلية إلى العربية، البيت الذي كان خزانة للكتب ومركزاً للترجمة والتأليف والأبحاث ورصد النجوم والذي يعد في ذلك العصر مجمعاً علمياً مميزاً وفريداً، هذا المجمع الذي دمر على يد المغول الذين اجتاحوا بغداد وألقوا ما فيه من كتب والتي تعد من ذخائر ونفائس العلم والمعرفة في نهر دجلة.
بيت الحكمة الذي زرناه الأسبوع المنصرم، مكان يثلج الصدر ويفرح القلب والروح، فهو ليس مكنزاً للكتب كما هو متعارف عليه في الكثير من المكتبات العامة في بلادنا العربية، بل هو مركز ثقافي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، من خلال ما فيه من تنوع متناغم يقدم المكان بروح مختلفة تساعد على المتعة سواءً الفكرية أو حتى بالمكان ذاته، فالمكان به الكثير من المرافق والخدمات، حيث نجد الأماكن المخصصة للمطالعة والغرف الخاصة التي يمكن عقد الاجتماعات فيها سواء للفرق الفنية أو من يعملون على أبحاث برامج معينة غيرها، وأماكن للأطفال، والأسر وخدمات وتسهيلات تبدأ من كوب القهوة وتنتهي بالطباعة، وإمكانيات لعقد المؤتمرات والندوات والأمسيات والفعاليات المختلفة بالإضافة إلى إطلالات خلابة من كل الجهات تمنح رؤية بصرية مريحة للنفس، هذا البيت وبالرغم من مرور فترة وجيزة على افتتاحه إلا أنه كخلية نحل يعج بالزائرين من طلبة العلم والباحثين ومن مختلف الأعمار والجنسيات وبشكل يومي يتراوح بين 500 إلى 700 شخص يومياً كما تقول إحصاءاته.
هذا البيت الذي شيد في هذا الزمن، زمن صاحب الأيادي البيضاء شيخ الثقافة والعلم والمعرفة الوالد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، يمنحنا الكثير من التفاؤل والأمل بأن للثقافة مكانتها وحصتها.
صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي يضع الثقافة أولوية في خططه وتطلعاته، يمنحنا كل يوم نوراً في درب المعرفة والرقي وبناء الإنسان والمستقبل.
شكراً والدي الكريم وجزاك الله عنا كل خير وأدامك ذخراً لهذا الوطن.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"