عادي

رسالة من: شيخة المطيري: إشراك النقاد في العملية الإبداعية أمر ملح

20:04 مساء
قراءة 4 دقائق
منصات التواصل الاجتماعي

الصحافة الثقافية مطالبة بعدم الوقوع في فخ التكرار
الإبداع شأن فردي منوط بالتجويد وتطوير الأدوات
 


الشارقة: علاء الدين محمود

تثير الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، جملة من القضايا المتعلقة بالحراك الثقافي في مجال الشعر، التي ينبغي تجاوزها بالعمل المستمر، وتعتقد أن الصحافة مطالبة بتطوير موضوعات إبداعية جديدة تحرك الفعل الثقافي وتنشطه.
 وفي مستهل حديثها، وصفت المطيري، الحركة الشعرية في الإمارات بأنها تتطور بصورة مستمرة، وتقوم على الدوام ببناء محاولات وأفكار جديدة، ودعت إلى دعم المبدعين من الشعراء الجدد، والذين يرغبون في كتابة الشعر، وعدم رفضهم، وترى أن من الضروري أن نعرف متى نقدم صاحب المحاولة على أنه شاعر، ومتى نقول عنه مبتدئ، من أجل المساندة والتشجيع.

*مجاملة
 وتشير المطيري، إلى أن العالم الشعري واسع ومتعدد ومثير، وهو يغري باقتحامه من قبل البعض، وبسبب وجود مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، أصبح بعض الذين يكتبون الشعر يطلقون على أنفسهم الألقاب، أو يصفهم أصدقاؤهم بالشعراء من باب المجاملة، وترى أن المبدع الحقيقي يترفع عن الألقاب، ولا يتسلل إليه الشعور بأنه قد وصل بنفسه إلى القمة، وأجمل ما يقدمه هو التواضع، فذلك هو الأمر الذي يدفع به إلى الأمام، ويجعله ناجحاً، لذا، فهي تعتقد أن مواقع التواصل فتحت الباب لمثل تلك الممارسات التي لا تنتمي إلى الأدب. 
ودعت المطيري، الكتاب، الذين يرغبون في الاستمرار في ممارسة الإبداع إلى صقل مواهبهم، وأن يتعلموا من الأدباء والمبدعين من جيل الرواد الذين أسسوا للحراك الثقافي في الإمارات، وأن يلتقوا بهم، وأن يطلعوا على تجاربهم الثرية، وسيرتهم النضرة، وتقول: «إن الأدباء الجدد وكذلك الذين يتصدرون الحراك الثقافي الراهن، هم امتداد طبيعي للأصوات التي بنت هذا المشهد في وقت لم تكن تتوافر فيه كافة التسهيلات السائدة اليوم، لذا يجب على الكتاب الجدد ألا يبتعدوا عن الأصل ويهاجروا نحو أغصان بعيدة». 

*بشارات نقدية
وفي معرض توصيفها لواقع الممارسة النقدية الشعرية على وجه الخصوص، دعت المطيري، إلى إشراك النقاد في العملية الإبداعية بشكل أكبر وإعطائهم الفرصة، إذ إن هناك «بشارات نقدية» في الإمارات انتقلت من مقاعد الدراسة إلى العمل وممارسة النقد بصورة جادة، فعلى سبيل المثال هناك: د. مريم الهاشمي ود. بديعة الهاشمي ود. زينب الياسي، وتقول: «ما نريده من النقاد هو أن يوصلوا الصوت الشعري والإبداعي كل بطريقته، دون أن يكون هناك تدخل، أو أن يفرض عليهم اشتراطات معينة في آلية النقد». وتوضح المطيري تلك النقطة بقولها: «ربما في مرحلة ما، كنت أظن أنني بحاجة إلى نظرة نقدية مختلفة فيما يتعلق بإنتاجي الشعري، ولكنني الآن بت أقول إن لكل ناقد رؤية وأدوات، وعلى الشاعر والناقد أن يتكاملا دائماً».

*دور النشر
وفيما يتعلق بدور النشر وما هو مطلوب منها، تذكر المطيري أن الاهتمام بالكم في مجال الإصدارات على حساب النوع هو معضلة حقيقية، حيث لا علاقة للكم بالنجاح، والأرقام والأعداد لا تخلق مجتمعاً قارئاً، ومن الضروري أن تهتم دور النشر بالكيف، فرب كتاب واحد يغني عن مئة مؤلف، وتقول: «إن الناشرين هم صوتنا المعرفي خارج حدود الوطن، وعليهم أن يتقنوا اختيار ملامح هذا الصوت». 
ودعت المطيري الصحافة الثقافية البحث عن طروحات جديدة، وإن تتجنب أن تكرر نفسها، فهي مطالبة بارتياد آفاق أكثر تنوعاً، وأن تبتكر في أساليبها وطرق تناولها للقضايا المحلية، حتى تسهم بصورة أكثر فعالية في دعم الحراك الثقافي.
وفي معرض حديثها عن المؤسسات الثقافية، أوضحت أن الكثير من الجلسات النقاشية، سواء في الصحف أو في وسائل الإعلام المختلفة، ظلت تثير قضية المؤسسات الثقافية ودورها في دعم المبدع الإماراتي، وتؤكد المطيري، أن تلك المؤسسات بمختلف أنواعها وأشكالها ليست ببعيدة عن تطلعات المجتمع، وتكمن المشكلة في أن بعض المثقفين هم في بعض الأحيان غير واقعيين ولا منصفين، بل وبعيدين عن المؤسسات الثقافية، وتوضح أن هناك تكامل أدوار فيما يتعلق بعمل تلك الجهات، وهي تقدم عطاء يستحق الشكر، والمطلوب من الكتاب والمبدعين أن يهتموا بتطوير أنفسهم وتجويد أدواتهم، وألا يعتمدوا فقط على المؤسسات في هذا الشأن، وتقول: «بالنسبة لي، إذا أردت شيئاً من أية جهة منوط بها أمر الإبداع، فسأقوم بالتواصل المباشر معها والاقتراب من أنشطتها دون أن أكتب عنها في الصحف، أو أن أتحدث عنها في المقابلات مع وسائل الإعلام المختلفة، لأنني جزء من تلك المؤسسات التي منحتني الكثير».

*تواصل افتراضي
وفي معرض توصيفها للفعاليات الشعرية عبر المنصات الافتراضية، تشير المطيري، إلى أن الأمر في بدايته كان غريباً، ومع مرور الوقت صار عادياً ومقبولاً، فتلك المنصات الافتراضية، مثلت حلاً جيداً في مواجهة الظروف غير الطبيعية التي تعرقل إقامة الفعاليات في حضور الجمهور بصورة مباشرة، على نحو ما فعلت جائحة كورونا، كما أكدت كثير من الإيجابيات التي نجمت عن تلك التجربة، حيث إن المنصات الافتراضية ساعدت في مسألة تنويع الجمهور واتساع رقعته الجغرافية، فصار صوت الشاعر يصل إلى كل مكان في العالم، وبات في مقدور المتلقي حيثما كان، أن يحضر جلسات لكتاب وأدباء عالميين، وتقول: «أنا معجبة بفكرة قراءة الشعر، ومختلف أنواع الأدب، عبر المنصات الافتراضية، فهي قد أثبتت أننا نستطيع أن نكون معاً رغم كل الظروف».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"