إيران والحوثي عدوا السلام في اليمن

02:39 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

يعلم المجتمع الدولي منذ بداية الحرب في اليمن ومنذ أربع سنوات بأن إيران والحوثي يقومان بدور سلبي في اليمن ويعبثان بعملية السلام هناك ويتعمدان إفشال كل الجهود الخيرة التي تبذل لاستعادة الأمن في هذا البلد، فقد كشف الجميع ما تتبناه إيران من دعم لميليشيات منتشرة في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، وكانت إدانة واضحة من المجتمع الدولي لسياسات إيران التخريبية الخارجية التي تسعى من خلالها بشكل واضح للسيطرة على المنطقة العربية من خلال التدخلات الصريحة في الشؤون الداخلية لدولها.
نظام الملالي في إيران الذي يهتم اليوم بإشعال نيران الحروب في منطقة الشرق الأوسط أنفق مليارات الدولارات لجعل المنطقة عبارة عن مستنقع من عدم الاستقرار وانعدام الأمن، متناسياً شعبه الذي يذوق طعم الفقر ويعيش في ظل نظام ثيوقراطي جعل من إيران دولة للعمائم السوداء التي ترفع شعارات باطلة قتلت بها مصالح الشعب الإيراني.
التدخل الصريح في اليمن ومحاولة جعل هذا البلد العربي على شاكلة المدن الإيرانية في الخليج هو أمر مستحيل مهما حاولت طهران ذلك، ومهما أهدرت من المليارات للهيمنة والسيطرة لأن ذلك لن يكون في مصلحة الشعب الإيراني المحروم من أبسط حقوقه، وليس أيضا في مصلحة الشعب اليمني العربي الأصيل الذي لا يمكنه الانجرار خلف هذا . اليوم انكشف للمجتمع الدولي تلاعب إيران وميليشيات الحوثي في اليمن تجاه عملية السلام في اليمن، هذه الميليشيات التي تأخذ جميع توجيهاتها من طهران مباشرة. والهدف الإيراني من كل ذلك هو تدمير تنفيذ اتفاق السويد وجعل الاتفاق مجرد حبر على ورق. إن إيران تطمح لفرض نفوذها في المنطقة ، من خلال إفشال عملية السلام في اليمن. فقد أكد المجتمع الدولي رفضه التام لجميع العوائق التي يضعها الحوثي أمام تنفيذ اتفاق السويد، وأكد مدى التأثير الإيراني الواضح والصارخ في زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن من خلال دعم جماعة الحوثي بالأموال والعتاد المختلف الأشكال والأنواع، كما دان انتهاكات إيران الصريحة لقراري مجلس الأمن رقم 2216 و2231.
للأسف بعض هذا الطموح الإيراني تحقق في اليمن وهو إخضاع فئة من المواطنين اليمنيين لإرادة طهران ، وأقصد جماعة الحوثي التي وللأسف خذلت اليمنيين الشرفاء.
اليوم ‘ فإن إيران وميليشيات الحوثي وصلا بعد أكثر من أربع سنوات من حربهما على الشعب اليمني والحكومة اليمنية الشرعية إلى آخر الطريق، فهناك انشقاق كبير في صفوف قوات الميليشيات الحوثية وهروب أعداد كبيرة من هذه القوات ، واستسلام الكثيرين منهم للحكومة اليمنية خوفاً على أرواحهم . كما أن إيران تواجه ضغوطات كبيرة وبالأخص ضغوطات اقتصادية دولية جراء العقوبات الأمريكية ، وعدم القدرة على الوفاء المادي المناسب لدعم الميليشيات الحوثية ، وأيضا تخوف إيران الكبير من التهديدات الأمريكية التي سببت إرباكاً كبيراً لحكومة الملالي في طهران ما يجعل طموحهم في السيطرة على المنطقة أمراً مستحيلاً، فقد دفعوا مليارات الدولارات من أموال الشعب الإيراني لتحقيق أهدافهم ولكن ذهبت كلها سدى.
النصر قريب للشعب اليمني، وملف السلام في اليمن سوف يكون أكثر وضوحاً وتحقيقاً بمجرد الخروج الكامل لإيران من اليمن، ويرجع الاندحار الإيراني في اليمن إلى قوات جيش التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات، هذه القوات التي تدفع الغالي والرخيص لإرجاع الحق لأصحابه، وإعادة الشرعية ونشر الأمن والاستقرار في اليمن الذي يعتبر جزءاً من الأمة العربية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"