ترانسفير وتهويد

03:34 صباحا
قراءة دقيقتين

أحداث بلدة عكا التي دخلت يومها الخامس وما صاحبها من اعتداءات اليهود الصهاينة على أهلها، وإحراق متعمد للبيوت وتهجير سكانها قسراً، يعيد إلى الأذهان السياسة العنصرية التي تتعامل بها قوات الاحتلال مع العرب، الذين صمدوا في أراضيهم ومنازلهم التي اغتصبتها سلطات الكيان من دون وجه حق. الاعتداءات الجديدة تكشف فظاعة الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ، وايضا بالمقدسات الاسلامية، وخير شاهد على ذلك ما يحدث من تهويد في المسجد الاقصى، الأمر الذي يدين ممارسات الكيان ويؤكد مدى الحقد الصهيوني ضد كل ما هو عربي واسلامي.

ما يجري الآن في عكا هو امتداد لما جرى قبل ستين عاماً وهو استمرار لتنفيذ مخطط الترانسفير والتهجير وهو مثال حي وشاهد على الجرائم والإرهاب الصهيوني والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان ، يؤكد للعالم اجمع ان العدو الاسرائيلي ماض في تنفيذ سياسة التهويد والاستيطان وتكريس الاحتلال ونسف الحقوق العربية.

الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين في عكا والتي تحدث تحت سمع وبصر، وبمشاركة الشرطة الصهيونية تؤكد سيطرة الفكر المتطرف في الكيان الغاصب، وهي تكريس لسياسة الترانسفير التي قامت بها العصابات الصهيونية عام 1948 وما بعدها في طرد المواطنين العرب من بيوتهم ومدنهم وقراهم بالقوة تمهيداً لقيام دولتهم اليهودية العنصرية المتطرفة على أنقاض الشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته.

عرب عكا يواجهون الآن خطراً محدقاً يستهدف وجودهم وهويتهم، نتيجة سياسة الإقصاء والتضييق التي تنفذها حركات صهيونية استيطانية تحرض ضد العرب، بعد ان تغلغلت في المدينة وحاصرتها برفع شعار الإخلاء والتهويد، متبعة سياسة تضييق الخناق على السكان العرب وحرمانهم من الخدمات وتهميشهم لدفعهم لترك الأحياء القديمة طوعاً أو كرهاً.

تزامناً مع أحداث عكا، تسود مدينة القدس حالياً أجواء مشحونة بالتوتر خاصة في محيط المسجد الأقصى على خلفية إعلان السلطات الإسرائيلية عزمها افتتاح كنيس يهودي، بالقرب من مدخل المسجد الأقصى في انتهاك جديد صارخ واستفزازي لحرمة المقدسات الاسلامية. هذه السياسات العنصرية تتطلب التحرك عربياً وإسلامياً واتخاذ موقف موحد وعاجل يضع حداً لها ويقف سداً منيعاً في وجه مخططات التهويد والتدمير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"