التوسع في حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في دبي، يمثل امتداداً لجهود الدولة في عمليات المكافحة وحماية أفراد المجتمع من هذا الوباء اللعين، كما يمثل دعماً للفرق المكلفة بالتعامل مع الجائحة ومكافحتها والحد من المخاطر الناجمة عن هذا المرض، وهذا يصب في بوتقة استراتيجية الدولة التي تبنتها مع تسجيل أولى الحالات قبل أكثر من عام، وجعلت الإمارات في صدارة دول العالم في عمليات المكافحة والوقاية من كورونا وتحصين سكان الإمارات.
عمليات التطعيم تسير بوتيرة رائعة من خلال عشرات المراكز المخصصة على مستوى الدولة لاستقبال الراغبين في الحصول على لقاح كورونا، الأمر الذي ساعد على تحقيق نتائج مذهلة، وذلك بحصول أكثر من 3 ملايين و614 ألف نسمة من سكان الإمارات على جرعتين من لقاح كورونا، وتطعيم أكثر من 61.41% من فئة كبار السن، وهذا ما كان يتحقق لولا عناية الله، وجهود الدولة التي وفرت حتى الأمس أكثر من 6 ملايين جرعة من اللقاح.
في الوقت ذاته تتوسع إمارة أبوظبي في عمليات إجراء الفحوص للسكان، من خلال مراكز الفحص الثابتة التي يعمل بعضها طوال الأربعة والعشرين ساعة، وفرق المسح المتنقلة، التي أصبحت لافتة لكثرة أعدادها وتغطيتها مختلف المناطق السكنية على مدار اليوم، ليلاً ونهاراً، والتي تقوم بفحوص عشوائية لسكان البنايات، وما يميز عمل فرق المسح المتنقلة أنها تجري الفحوص مجاناً.
مضاعفة فرق المسح المتنقلة وبالذات في الضواحي والمناطق السكانية والصناعية ومساكن العمال سيحقق مزيداً من الأهداف الإيجابية في عمليات المكافحة، وذلك بالوصول إلى الحالات المصابة في الوقت المناسب والتعامل معها مبكراً؛ حيث إن التقييم المبكر للحالات المصابة والمخالطين يعد سلاحاً مهماً وفعالاً في الحد من انتشار الفيروس والحد من مضاعفات المرض وتقليل الوفيات، ومع فتح المجال لإجراء الفحوص مجاناً من خلال الفرق المتنقلة يزيد الإقبال على إجرائها من مختلف فئات المجتمع، أو على أقل تقدير دراسة إمكانية تخفيض رسوم الفحص الحالية، في ظل إلزامية الفحص بشكل دوري.
إن الجهود المبذولة في إعطاء اللقاحات وإجراء مزيد من الفحوص اليومية تتطلب تعاوناً مستمراً من أفراد المجتمع في الالتزام بالإجراءات الاحترازية لتحقيق مزيد من النتائج المشجعة نحو التعافي التدريجي ومحاصرة المرض.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
