عادي

موناكو.. مملكة القصور الخيالية ورمز التألــق والجمــال

00:22 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1
1

إعداد: هشام مدخنة

إنها الإمارة المستقلة ذاتياً في منطقة الريفييرا الفرنسية، والتي تشبه إلى حد كبير مملكة القصص الخيالية. ساحرة بشكل مذهل، حيث يتربع قصرها الفخم الذي يقطنه الأمير ألبير الثاني في مشهد فريد على قمة الجرف الساحلي. وتضم الكثير من مناطق الجذب السياحية من حدائق غريبة وهندسة معمارية مذهلة.

إمارة تتحدث عن الصباح الذي يمكن قضاؤه في الانزلاق إلى الخلجان الصغيرة على متن يخت فاخر، والتأرجح تحت أشجار النخيل المتمايلة في فترات ما بعد الظهيرة، وكوكتيلات غروب الشمس التي يتم الاستمتاع بها على طول البحر الأبيض المتوسط. 

كل من يزورها يقع تحت تأثير ثاني أصغر دولة في العالم، فهي امتداد بحري مشمس بين فرنسا وإيطاليا، وعلى بعد أقل من ثلاث ساعات من لندن. وتحظى بشعبية كبيرة، وتفوّق في كثير من المجالات، كما تتميز بالثراء والحياة المترفة، عدا عن أنها موطن سباقات «الفورمولا 1» لجائزة موناكو الكبرى، وسباقات رالي مونت كارلو.

قصر الأمير

أصبحت موناكو منذ عهد قديم نطاقاً لعائلة جريمالدي، وهي سلالة حافظت إلى حد كبير على استقلالها منذ مئات السنين. وتبنت العائلة حصناً في موناكو كمعقل لها، حيث طورته على مر القرون إلى قصر فخم ممزوج بأسلوب العمارة الغربية، والفن الباروكي. يقع القصر على ضفاف البحر المتوسط بين فرنسا وإيطاليا، ويعتبر المقر الرئيسي لأمير موناكو، إذ تم بناؤه سنة 1191م، ويضم أرضيات رخامية، ولوحات جدارية براقة، وثريات مورانو شاهقة، ومجموعات فنية مذهلة. ويعد قصر الأمير في موناكو من أهم المعالم الأثرية والسياحية في المنطقة، ومن أشهر وأبرز القصور الأوروبية عبر التاريخ. وهناك الكثير من الأنشطة التي يمكن فعلها داخل القصر، فهو مفتوح أمام الجميع، وبحريّة مطلقة، لكن بداية تأكد من الوصول قبل 11.55 صباحاً لتشهد بروتوكول تبديل الحراس.

مونت كارلو.. جوهرة موناكو

تقع مونت كارلو على مرتفع صخري شمالي ميناء الإمارة، وتوفر إطلالة خلابة على البحر. وتشتهر هذه المنطقة باجتذابها للمشاهير والأغنياء، وهي مكان جيد للقاء السكان المحليين والاستمتاع بالطعام اللذيذ، حيث تضم ثلاثة مطاعم حاصلة على نجمة ميشلان، كما تحتوي مونت كارلو على العديد من شوارع التسوق الأنيقة، وأبرزها شارع دي لا كوستا الذي يحتوي على محال فاخرة تضم أبرز علامات الأزياء العالمية والفرنسية الشهيرة.

ثقافة فريدة

تتمتع الإمارة الصغيرة بهوية ثقافية قوية تمزج بين التأثيرات اللغوية والثقافية، إضافة لفنون الطعام من فرنسا وإيطاليا المجاورتين. وينعكس هذا في المهرجانات الدورية، لا سيما العيد الوطني والعروض الفنية والمسابقات المحلية والدولية.

ويمكن الاستمتاع بنزهة صباحية في الحديقة اليابانية، مع الجسور المنتشرة عبر البرك والفوانيس وبيت الشاي التقليدي، ولا تنس اقتناء الهدايا التذكارية المصنوعة يدوياً في البلدة القديمة بالمدينة، ولا تفوّت أيضاً تناول الكمأة والمشروبات الساخنة من أحد المقاهي المنتشرة، واحرص على حضور عرض شيّق لباليه مونت كارلو قبل انقضاء الزيارة.

هندسة معمارية متطورة

تمتد موناكو على مساحة أقل من ميل مربع، وهي أصغر من منطقة سوهو في لندن، ومع ذلك فهي تحمل ثقلاً معمارياً عظيماً. وهناك كلام كثير ليقال حين تندمج فنون العمارة مع تلال موناكو الصخرية شديدة الانحدار والساحل الضيق باستخدام الحجر المحلي والطين، إلى جانب المزيد من المباني الشاهقة الحديثة. وتمتد أنماط البناء المتنوعة من قصر الأمير، وكاتدرائية القديس نيكولاس الرومانية البيزنطية إلى أمجاد فندق دي باريس، مع إضافات معاصرة فريدة. وستعجب بروعة صندوق الحلي لدار الأوبرا، والجلوس تحت القبة الزجاجية الساحرة التي صممها المهندس المعماري المخضرم جوستاف إيفل لفندق هيرمتاج، ويمكن أيضاً زيارة متحف علوم المحيطات الشاهق أعلى المنحدر الصخري، الذي يبدو كأنه امتداد طبيعي للأمواج التي تنهار عنده.

متحف «علوم المحيطات»

يتميز هذا المتحف بموقع رائع على ارتفاع 90 متراً فوق مستوى سطح البحر، وقد استغرق بناء هذه التحفة الهندسية أكثر من 11 عاماً في عام 1910 وبتكليف من الأمير ألبرت الأول ليحتضن واحداً من أقدم أحواض السمك في العالم، ويستضيف المتحف في الوقت الحالي معارض ذات صلة بالعلوم البحرية. ومن أبرز عوامل الجذب هي الأحواض المائية داخله والتي تحتوي على أنواع نادرة من الأسماك. كما يضم المتحف مطعماً رائعاً في التراس مع إطلالة خلابة على البحر تمتد حتى الريفييرا الإيطالية.

حدائق سانت مارتن

تمتد حدائق سانت مارتن على طول الساحل حول شبه جزيرة لو روهر مع منحدر حاد باتجاه البحر، وتحتوي هذه الحدائق على أنواع غريبة من الزهور ومسارات للمشي حول المنحدرات الصخرية والتلال العشبية والبرك المائية والنوافير، إضافة إلى تمثال للأمير الأول الذي كان يشتهر بكونه باحثاً بحرياً.

موناكو صديقة البيئة

أطلق الأمير ألبرت الثاني المؤسسة التي تحمل اسمه للمساعدة في حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة في عام 2006، وألزم نفسه بتشجيع العيش المستدام في موناكو وخارجها. ويتضح جهد الإمارة الكبير في تحويل نظام النقل العام إلى الهجين والكهربائي بالكامل، بما في ذلك اليخوت والدراجات. إضافة إلى سلسلة من نقاط الشحن المجانية والمنح المقدمة للمواطنين لاقتناء السيارات الكهربائية. كما تحتاج المباني الجديدة إلى الامتثال للوائح البيئية الصارمة، وعلى الفنادق المحلية أن تزرع الخضار والأعشاب والزهور الصالحة للأكل في حدائق الأسطح العضوية، وفي قاعدة ناطحة السحاب «أوديون» توجد قطعة أرض ضخمة تضم خلايا نحل ومداجن لتوفير العسل والبيض، لذلك تعتبر موناكو تجربة بيئية بامتياز. 

دار الأوبرا في مونت كارلو

بنيت دار الأوبرا عام 1878، وتقع في ساحة رائعة مزينة بأشجار النخيل في مونت كارلو، وتتوسط الساحة نافورة ساحرة. وتشتهر الدار بتصميمها الساحر وزخارفها ذات الألوان الحمراء والذهبية وهي من تصميم المهندس الشهير «تشارلز جارنييه» الذي أتحفنا بتصميمه لأوبرا باريس.

ولأكثر من قرن من الزمان استقبل هذا المكان الثقافي والتاريخي العديد من الفنانين العالميين والحفلات الموسيقية وعروض الباليه، ويبدأ موسم الأوبرا مع حفل افتتاح كبير في سبتمبر/ أيلول ويمتد حتى إبريل/ نيسان من كل عام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"