عادي

عامل في بلدية اشترك في تعقيم الطرقات صائماً

20:26 مساء
قراءة 3 دقائق
1

أبوظبي:«الخليج»
صاغ العاملون في الصفوف الأولى في الإمارات بطولات حقيقية، بنيت على الإخلاص والوفاء والتفاني، وتداخلت فيها المشقة العامة مع الخاصة؛ ففي الرابع والعشرين من إبريل/ نيسان الماضي، كان مُشرّف حسين شاهد، البالغ من العمر 38 عاماً، العامل في بلدية دبي، يشارك بهمة في برنامج التعقيم الوطني، ويجوب شوارع الإمارة متصدياً للجائحة في مناوبة عمل وصلت إلى 16 ساعة، وفي الوقت نفسه، وعلى بعد آلاف الأميال كانت آلام المخاض تدهم زوجته التي أنجبت ابنته الثانية.
لم يتمكن مشرّف من التحدّث إلى زوجته، لكن لسانه كان يلهج بالدعاء لله أن يحميها، ويقول «كنت أعلم مسبقاً أنني لن أتمكن من حضور ولادة ابنتي في قريتنا «كوميلا» جنوبي بنجلاديش، لكنّي كنت أدرك أن برنامج التعقيم مهم ودوري فيه أساسي».

 شرف ومسؤولية

ويقول: «سعدت كثيراً بالحديث إلى زوجتي بعد الوضع، فقد كانت هي والمولودة بصحة جيدة، وذهبت راضياً للنوم في تلك الليلة».
ويعد مشرّف واحداً من خط الدفاع الأول في الدولة الذي يضم مئات المتطوعين والمتخصصين العاملين في الخطوط الأمامية الذين دعمهم مكتب فخر الوطن.
وعن بداية عمله في التعقيم يقول مشرّف: «أصبحت جزءاً من فريق التنظيف ابتداء من مارس/ آذار، حيث طُلب إلي الانضمام إلى الفريق الذي يعمل على حماية دبي من انتشار الوباء. كان العمل طويلاً ومرهقاً، ولكني كنت فخوراً بكوني جزءاً من خط الدفاع الأول في تنظيف المدينة وتعقيمها. كنت مصمماً على تأدية واجبي».

الاستعداد لمواجهة الجائحة

التحق مشرّف بورشة تدريبية، استعداداً لانضمامه لفرق التعقيم، تعلم خلالها التدابير الوقائية التي تسهم في الحد من انتشار الفيروس. وآليات التعقيم.

مهمة شاقة

وكانت كل مناوبة عمل له تبدأ بارتداء أدوات الحماية، ثم ينطلق، هو وزملاؤه، لتمشيط الشوارع والأبنية والمرافق أثناء مكوث المواطنين في بيوتهم خلال ساعات الحظر.
واضطرت فرق التعقيم أحياناً للتنقّل عبر المركبات أو الدرّاجات المعدّلة لتتمكن من رشّ المواد المعقِّمة في الطرق الضيقة، وفي بعض الأوقات، كانوا يستخدمون طائرات الدرون (المُسيّرة عن بعد).
يقول مشرّف «كانت مهمة صعبة، ولكني ظللت أذكر نفسي بأهمية هذا العمل وبأني مدين لهذه الدولة لما قدمته لي من فرص، وهذا ما دفعني إلى الاستمرار يوماً بعد يوم، وليلة بعد ليلة. لم أكن أخشى الإصابة بالفيروس رغم طبيعة عملي وإقامتي في مساكن العمالة؛ فقد كنّا مدَّربين على كيفية حماية أنفسنا. لكن أسرتي كانت قلقة عليّ، وكنت أكلمهم يومياً محاولاً طمأنتهم. كما كنت أخضع لفحص كورونا PCR بشكل دوري. والحمد لله لم أصب، لكن أحد زملائي أصيب».

التصدي للجائحة في رمضان

تزامنت أكثر أوقات التعقيم كثافة، خلال ذروة الموجة الأولى للفيروس في إبريل ومايو، مع شهر رمضان.
ويقول مشرّف «فضلاً عن الساعات الطويلة في ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في دبي، كنت صائماً أيضاً، وعندما كان يحل الغروب، كنا نجلس معاً ونفطر بوجبة خفيفة، ثم نواصل عملنا في تنظيف الشوارع».
ويعترف مشرّف بافتقاده أسرته وأحباءه في وطنه، وأنه يتوق إلى رؤية ابنته المولودة حديثاً، لكنه يؤكد تصميمه على الوفاء بمسؤولياته تجاه الإمارات: «إن العالم بأسره بصدد مواجهة الفيروس، لذا ينبغي علينا مواصلة القتال حتى النهاية. أحلم باليوم الذي أتمكن فيه من ضم مولودتي الصغيرة بين ذراعي، ولكن حتى يأتي ذلك اليوم، سأبذل كل ما بوسعي للمساهمة في مكافحة هذه الجائحة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"