كيف غيرت التكنولوجيا المتصلة المنازل التي نعيش فيها؟

21:44 مساء
قراءة 3 دقائق

أنمار فرانجول *

ساهم التقدم التكنولوجي وظهور اتصالات الإنترنت عالية السرعة بوصول الكثير منا بشكل أسهل إلى مجموعة كبيرة من المعلومات حول المباني التي نعيش فيها.
وبفضل انتشار الأجهزة والبرامج داخل المنزل، لا يُظهر هذا الاتجاه أي علامة على التوقف، بل ويأتي بأشكال مختلفة، من أجهزة مراقبة جودة الهواء الداخلية إلى أجراس الباب الذكية التي تزودنا بإشعارات مرئية في الوقت الفعلي عندما يحاول شخص ما دخول منازلنا.
كما بدأ توليد الكهرباء السكنية من مصادر طاقة متجددة يكتسب زخماً، حيث يقوم عدد متزايد من الأشخاص بتركيب الألواح الشمسية على أمل تقليل الفواتير وتأثير ذلك على البيئة.
ووفقاً لتقرير حديث صادر عن جمعية صناعات الطاقة الشمسية و«وود ماكنزي» للطاقة، ساهم سوق الطاقة الشمسية السكني في الولايات المتحدة وحدها بـ 738 ميجاوات من السعة الكهربائية في الربع الثالث من عام 2020، بزيادة قدرها 14% مقارنة بالربع الثاني.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت شركة «صن باور» الأمريكية المتخصصة في تصميم وإنتاج الألواح والأنظمة الشمسية، عن طرح تطبيق سيمكن أصحاب المنازل من تقييم وإدارة توليد الطاقة الخاصة بهم، وإعدادات تخزين البطاريات باستخدام الهاتف المحمول. وتعتبر هذه الخدمة مثالاً آخر على كيفية قيام التقنيات المتصلة بتزويدنا بمعلومات قيمة حول آلية عمل المباني.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل العروض المماثلة في هذا السوق المزدحم بشكل متزايد ما يسمى بالعدادات الذكية، والتي تتيح للمستهلكين معرفة مقدار الطاقة التي يستخدمونها والمال الذي ينفقونه في الوقت الفعلي. وتمكّن منتجات أخرى مثل جهاز تنظيم الحرارة الذكي «هايف» من إنتاج شركة «سنتريكا» للطاقة، المستخدمين من تثبيت مجموعة من الأدوات المتصلة كالمقابس والإضاءة ومنظمات الحرارة والكاميرات الداخلية، التي يمكن التحكم فيها من خلال تطبيق على هواتفهم المحمولة، وفي بعض الحالات يمكنهم استخدام الأوامر الصوتية.
شحن السيارات
تمثل الألواح الشمسية إحدى الطرق التي يمكن من خلالها دمج التكنولوجيا المستدامة في المنازل. وتشمل الأمثلة الأخرى تركيب نقاط شحن للسيارات الكهربائية.
ونظراً لأن الحكومات في جميع أنحاء العالم تتطلع إلى التخلص التدريجي من بيع سيارات الديزل والبنزين وتشجيع المستهلكين على شراء الكهربائية منها، يمكن أن تصبح أنظمة الشحن السكنية جزءاً لا يتجزأ من البنية التحتية للبيئة في السنوات المقبلة.
ومن ضمن الشركات التي تقدم حلول الشحن من المنزل، شركة «بود بوينت»، و«بريتيش بيتروليوم». وتقدم كلتا الشركتين تطبيقات توفر بيانات مهمة مثل مقدار الطاقة المستخدمة وتكلفة وسجل عمليات الشحن.
كما أعلنت شركة «وولبوكس» مؤخراً أنها ستطلق أول شاحن سيارة كهربائية لمنازل أمريكا الشمالية.
وقالت الشركة، ومقرها إسبانيا، إن النظام متوافق مع جميع أنواع السيارات الكهربائية، وسيسمح للعملاء بجدولة الرسوم، ويمكن التحكم في الشاحن صوتياً من خلال «مساعد جوجل» ونظام «أمازون أليكسا».
بعيداً عن القطاع الخاص، تبذل الحكومات أيضاً جهوداً لتشجيع تطوير البنية التحتية للشحن المنزلي. وقالت سلطات المملكة المتحدة إن مخطط الشحن المنزلي للمركبة الكهربائية، الذي يوفر للسائقين ما يصل إلى 350 جنيهاً إسترلينياً (487 دولاراً) باستخدام أنظمة الشحن، سيتم تمديده وتوسيعه، وسيستهدف أولئك الذين يعيشون في العقارات المستأجرة. ورحبت جمعية مصنعي وتجار السيارات في بريطانيا، بإعلان الحكومة الأخير واعتبرته خطوة في الاتجاه الصحيح.
وقال مايك هاوز المدير التنفيذي للجمعية: «بينما نسابق نحو التخلص التدريجي من مبيعات السيارات والشاحنات الصغيرة الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2030، فإننا بحاجة إلى تسريع توسيع شبكة شحن السيارات الكهربائية».
وأضاف: «سوف تحتاج ثورة المركبات الكهربائية إلى تجهيزات منزلية وضمن أماكن العمل، وسيشجع هذا الإعلان الحكومي القيام بذلك، مع زيادة نقاط الشحن السريع على شبكة الطرق الاستراتيجية الخاصة بنا».
* سي إن بي سي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"