الحديث عن اليوم العالمي للكلى الذي يصادف اليوم، 11 مارس من كل عام، يقودنا للحدث عن حجم مشكلة أمراض الكلى وعلى وجه الخصوص الفشل الكلوي في الدولة، والبرامج التي تنفذ للتخفيف من معاناة مرضى الكلى الذين يتكبدون الآلام على أسرة المستشفيات بالذات ممن يخضعون لبرامج الغسيل الكلوي، والتي تجرى من 2 إلى 3 مرات أسبوعياً للمريض، وتستغرق الجلسة الواحدة عدة ساعات.
أطباء أمراض الكلى في مركز إمبريال للسكري التابع لمبادلة للرعاية الصحية في أبوظبي، كشفوا عن أن 25% من مرضى السكري يصابون في النهاية بأمراض الكلى، حيث يعد مرض اعتلال الكلى السكري من المضاعفات الخطيرة التي قد يتعرض لها مريض السكري، وكما هو معروف نسبة مرض السكري في مجتمع الإمارات مرتفعة، وإن قلّت النسبة مؤخراً مقارنة بالسنوات الماضية.
لنسبة الكبرى من حالات مرض الكلى المزمن في الغالب لا تظهر لها أعراض أو علامات واضحة، وتظهر الأعراض بعد أن تتضرر وظائف الكلى، الأمر الذي يؤكد أهمية التشخيص المبكر لأمراض الكلى، وذلك من خلال الكشف الدوري، بالذات لمرضى السكري ومرضى ضغط الدم المرتفع، وفي الوقت ذاته يجب على مرضى السكري بالحرص على أسلوب حياة صحي، يشمل ذلك الغذاء الصحي وممارسة الرياضة يوميا، والابتعاد عن التدخين.
المنشآت الصحية من مستشفيات ومراكز صحية حكومية وخاصة، مطالبة بتكثيف برامج التوعية حول أمراض الكلى، وإجراء الفحوصات المتخصصة والمتصلة بوظائف الكلى مجانا للفئات الأكثر عرضة، وبالطبع مثل هذه الفحوصات ولأنها مكلفة لا تجرى بالمجان من قبل غالبية المنشآت الصحية التي تكتفي فقط بقياس نسبة السكر في الدم وضغط الدم خلال حملات التوعية.
القطاعات الصحية أنشأت مراكز متطورة لعمليات الغسيل الكلوي للمرضى الذين يصلوا إلى مرحلة الفشل الكلوي، وتشير الأرقام إلى وجود اكثر من 4 الآف مريض بالفشل الكلوي في الإمارات، وهذا العدد الذي يتزايد سنويا يتطلب جهودا مشتركة للحد من مضاعفات الأمراض المزمنة ومنها السكري وضغط الدم، في الوقت ذاته مطلوب الإسراع في تعزيز برنامج نقل وزراعة الكلى الذي يسير بنجاح متواصل منذ سنوات طويلة، إلا أنه مطلوب المضي قدما في تشجيع أفراد المجتمع للتبرع بالأعضاء وفق البرنامج الوطني المعتمد للحد من معاناة مرضى الفشل الكلوي الذين يمضون ساعات طويلة أسبوعيا في مراكز الغسيل الكلوي.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
