عادي

مصر تعلق الملاحة مجدداً في قناة السويس

10:54 صباحا
قراءة 4 دقائق
العمل على انتشال السفينة الجانحة
العمل على انتشال السفينة الجانحة
العمل على انتشال السفينة الجانحة

 

أعلنت مصر، الخميس، تعليق الملاحة مؤقتاً في قناة السويس. وأعلن رئيس هيئة القناة، أسامة ربيع، تعليق حركة الملاحة، لحين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة «EVER GIVEN» الجانحة بالكيلومتر 151 ترقيم قناة. وأبطأ انخفاض المد أثناء الليل جهود تعويم سفينة حاويات عملاقة طولها 400 متر وحمولتها 224 ألف طن أدى جنوحها إلى توقف مرور السفن في كلا الاتجاهين بقناة السويس وتسبب في أكبر ازدحام في حركة الشحن البحري في العالم.
وقالت هيئة قناة السويس في بيان إن السفينة إيفر جيفن جنحت صباح الثلاثاء وهو ما «يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية... مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها».
وتعوق الآن حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في واحد من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاما في العالم، والذي يربط بين آسيا وأوروبا.
وأصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (جي.إيه.سي) مذكرة لعملائها الليلة الماضية قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قطر مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير «يعرقلان العملية».
وتظهر برمجيات تتبع السفن أنه لم يطرأ سوى تغيرات طفيفة على وضع إيفر جيفن في الساعات الأربع والعشرين الماضية، على الرغم من استخدام عدة زوارق لقطرها إلى المياه الأعمق.
وتتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب، مما خلق واحدة من أسوأ وقائع اختناق حركة الشحن في سنوات.
ويمر نحو 30% من حاويات الشحن في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.
ويقول خبراء شحن إنه إذا لم يجر التغلب على ذلك التوقف في حركة الملاحة بالقناة خلال 24 إلى 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى جعل سفنها تسلك طريق رأس الرجاء الصالح عبر حافة أفريقيا الجنوبية، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعا تقريبا.
لكن رئيس هيئة قناة السويس أبلغ وسائل الإعلام بأنه على الرغم من ذلك، فإن بعض السفن تمكنت من التحرك جنوبا وبأن جهود تعويم إيفر جيفن مستمرة.

عمليات إنقاذ السفينة

وقال رئيس هيئة القناة في بيان، الأربعاء، إن عمليات إنقاذ السفينة التي جنحت الثلاثاء، تتمّ «بواسطة ثماني قاطرات» تصل قوة شد أبرزها إلى 160 طنا، إذ «يتمّ الدفع من جانبي السفينة وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويمها».
ووقع الحادث، بحسب البيان، بسبب «انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، حيث بلغت سرعة الرياح 40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه سفينة ومن ثم جنوحها».
وتم التداول بصورة لسفينة الحاويات التايوانية العملاقة «إم في إيفر جيفن» عالقة في القناة، التقطتها جوليانا كونا من على متن سفينة «مارسك دنفر» المتوقفة وراء السفينة الجانحة ونشرتها على حسابها على «إنستغرام».
كما نشرت هيئة قناة السويس صورا للسفينة، أوضحت واحدة منها تعثر السفينة بيابسة ضفة القناة، ووجود معدات حفر بجانبها لمحاولة إزاحة الطرف العالق عن اليابسة.

السفينة تغلق القناة بالكامل
السفينة تغلق القناة بالكامل

ويبلغ طول السفينة 400 متر وعرضها 59 متراً. وتبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، بحسب بيان الهيئة، وقد جنحت «في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام» في الناحية الجنوبية للقناة.
ونتيجة الحادث، كانت عشرات السفن لا تزال تنتظر لعبور القناة في انتظار تحرّك سفينة الحاويات.
وكان ربيع أشار إلى «انتظام» حركة الملاحة «مرة أخرى من خلال مجرى القناة الأصلية، و«عدم ادخار جهد لخدمة حركة التجارة العالمية».
ولم يكن الوضع قد عاد الى طبيعته بعد بعد الظهر، لكن مصدرا في هيئة قناة السويس قال لفرانس برس إن السفن القادمة من المتوسط بات في إمكانها الاتجاه جنوبا نحو البحر الأحمر. لكن لم يعرف ما إذا كانت هذه السفن ستضطر للانتظار في منطقة البحيرات في محيط الإسماعيلية قبل الإبحار نحو الجنوب في اتجاه البحر الأحمر.
وقالت خبيرة النقل واللوجستيات كاميلي إيغلوف من مجموعة»بوسطون كونسالتينغ«، إنها ستكون»مسألة ساعات«قبل أن تُستأنف حركة الملاحة البحرية مجددا، لكن كلفة ذلك ستكون عالية.
ووصفت إيغلوف تعطّل الملاحة في قناة السويس بأن سيكون له»تأثير الدومينو«على جميع الموانئ الأوروبية خلال الأيام المقبلة.
وأشارت الى أن السفن الكبرى لن تتمكن من المرور عبر الممر الأصلي القديم، لكن السفن الصغرى يمكنها ذلك، وبالتالي السيناريو ليس كارثيا».

ليس الحادث الأول 

وافتتحت قناة السويس التي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط في 1869. وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 2015 مشروعا لتطوير القناة يهدف إلى تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تستخدمها بحلول عام 2023. ولهذه الغاية، كان المصريون حفروا في 2014 مجرى جديدا هو الذي علقت فيه سفينة الحاويات.
ولا يعد جنوح سفينة الحاويات التايوانية العملاقة الأول من نوعه. فقد شهد المجرى الأصلي للقناة في عام 2012 جنوح سفينة يونانية بعد تعطّل محركاتها ما أدى إلى تعطل الملاحة حتى تمكنت وحدات الانقاذ من سحبها.
وفي 2014، وقع حادث تصادم بين سفينة حاويات ترفع العلم الألماني وأخرى ترفع علم سنغافورة وتسبب ذلك أيضا في تعطل حركة الملاحة مؤقتا في المجرى المائي الحيوي.

قناة السويس

وتؤمن قناة السويس عبور 10% من حركة التجارة البحرية الدولية، وتشكّل صلة وصل بين أوروبا وآسيا. واستخدمت هذه القناة العام الماضي نحو 19 ألف سفينة، وفقاً لهيئة قناة السويس. وتعتبر القناة مصدر دخل حيوي لمصر وبلغت إيراداتها 5,61 مليار دولار العام الماضي.
ووجه السيسي الشهر الماضي باتباع «سياسات تسويقية مرنة» لقناة السويس تتناسب مع الظروف الاقتصادية العالمية خصوصا في ظل تداعيات جائحة كوفيد-19، بشكل يحافظ على معدلات الحركة الملاحية بها.
وحذرت الهيئة العامة للأرصاد المصرية في بيان ليل الاثنين من نشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة على معظم أنحاء البلاد «تصل لحد العاصفة» في بعض المناطق، ما يضعف الرؤية ويحدث ارتفاعا في أمواج البحر. (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"