جلسة المجلس الوطني الاتحادي الثامنة والتي تمت خلالها مناقشة سياسة وزارة الداخلية في شأن الدفاع المدني، كانت مميزة ومختلفة إلى حد ما عن الجلسات الأخرى، لجهة المشاركة الفاعلة من وزارة الداخلية في الجلسة، والتي بدأت بتحويل الساحة الرئيسية لمدخل مقر المجلس في أبوظبي إلى معرض احترافي ضم مختلف أنواع سيارات الدفاع المدني التي شاركت في التعقيم الوطني، وأحدث سيارات الإنقاذ، والمختبر المتنقل الذي يعتبر الأول من نوعه للكشف عن كورونا باستخدام الكلاب البوليسية، إلى غير ذلك من التقنيات الحديثة التي تم عرضها.
المعرض بحد ذاته بما تضمنه من آليات ذات صلة بأعمال الدفاع المدني من إنقاذ وإسعاف إلى غير ذلك، قدم صورة مميزة عن جهاز الدفاع المدني والجهود التي يقوم بها، خاصة وانه تواجد في المعرض ضباط مختصون قدموا شرحاً وافياً عن المعروضات بأدق تفاصيلها للأعضاء والحضور.
في قاعة زايد بالمجلس والتي تعقد فيها الجلسات كان عدد من كبار الضباط من وزارة الداخلية والأجهزة الشرطية المختلفة على مستوى الدولة يفوق عدد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وكان حضور كبار الضباط ليس شكلياً، إنما لتقديم البيانات والمعلومات الشاملة لحضور الجلسة وفق محاور مناقشة الموضوع وفي ضوء أسئلة واستفسارات الأعضاء.
في بداية الجلسة حرص سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على تقديم إحاطة شاملة عن جهود وزارة الداخلية والدفاع المدني في مكافحة فيروس كورونا، وفي تنفيذ الإجراءات الاحترازية، إلى جانب جهود التعامل مع الحوادث والحرائق، كما حرص سموه على توزيع الأدوار بين كبار الضباط في التحدث في الجلسة كل في مجال اختصاصه، فكانت النتيجة إعطاء صورة شاملة ودقيقة للأعضاء ولجميع الحضور في الجلسة عن كافة جوانب الموضوع قبل الدخول في مناقشة محاور الدفاع المدني.
مثل هذا الإعداد والتحضير والحضور الذي فاق جميع التوقعات من قبل وزارة الداخلية ليس بجديد على الوزارة بقيادة سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، الذي سبق وأحضر في جلسة سابقة إلى المجلس فريق إحدى المهات الناجحة لتعريف الأعضاء بكل فرد في الفريق تقديراً وتكريماً لهم، وهذا النموذج الناجح من الجلسات يتطلب أن يكون سائداً ومعمماً، بحيث لا يقتصر حضور ممثلي الحكومة عند مناقشة موضوع عام على مشاركة الوزير المختص وعدد من المرافقين والمستشارين، وإنما وجود أكبر عدد من المختصين مع الوزير المعني إلى جانب إقامة معارض تظهر الإمكانيات المتوفرة وتبرز الإنجازات التي تحققت.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
