عادي

مصر: السفينة الجانحة تحركت.. والسيسي يأمر بالاستعداد لسيناريو جديد

11:30 صباحا
قراءة 6 دقائق
Video Url
السفينة

السويس- وكالات

صرح رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، اليوم الأحد، بأن جهود تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة EVER GIVEN مستمرة على مدار الساعة من خلال القيام بأعمال التكريك نهاراً، وعمل مناورات الشد بالقاطرات في أوقات تتلاءم مع ظروف المد والجزر، في حين صرح لقناة «إكسترا نيوز»، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر بالاستعداد لسيناريو تخفيف أحمال السفينة الجانحة، بينما أكد أن السفينة تحركت خلال محاولات تعويمها ليل الأحد.
وأوضح رئيس الهيئة أن نتائج أعمال التكريك بواسطة الكراكة مشهور إحدى كراكات الهيئة بلغت حتى الآن 27 ألف متر مكعب من الرمال، على عمق وصل إلى 18 متراً، مع مراعاة حدوث انهيارات ترابية من أسفل السفينة للمناطق التي يتم تكريكها.
وتتواصل أعمال التكريك لإزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة لتسهيل عملية تعويمها وذلك جنباً إلى جنب مع القيام بمناورات الشد بواسطة قاطرات الهيئة في توقيتات تتلاءم مع المد والجزر واتجاه الرياح.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن مناورات الشد تمت السبت، بواسطة 12 قاطرة تقوم بالعمل من ثلاثة اتجاهات مختلفة، حيث تعمل القاطرتان بركة 1 وعزت عادل على شد مقدمة السفينة، فيما تقوم 6 قاطرات بدفع مؤخرة السفينة جنوباً، وتقوم أربع قاطرات أخرى بشد مؤخر السفينة .
وأعلن رئيس الهيئة بأنه من المقرر الدفع بالقاطرتين الجديدتين القاطرة «عبد الحميد يوسف» والقاطرة «مصطفى محمود» للمشاركة في مناورات الشد بعد اكتمال بنائهما بترسانة بورسعيد البحرية بقوة شد 70 طناً وانتهاء تجارب البحر وتجارب التشغيل، بما يحقق الاستفادة من إمكانياتهما وقدراتهما التي تواكب أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا صناعة الوحدات البحرية المعاونة.
جدير بالإشارة، إلى أن القاطرتين الجديدتين تتماثلان في المواصفات الفنية، يبلغ طول كل قاطرة 35.87 متر، وعرضها 12.5 متر، بغاطس كلي 5.75 متر، وسرعتها 13 عقدة، كما تمتاز برفاصات ذات قدرة وكفاءة عالية مصنوعة من قبل شركة Voith الألمانية، وماكينات من شركة DAIHATSU اليابانية.

وقال أسامة ربيع، السبت، إن سوء الأحوال الجوية لم يكن السبب الرئيسي لجنوح سفينة الحاويات الضخمة بالمجرى المائي، مشيراً إلى احتمال وجود خطأ فني أو بشري بانتظار نتائج التحقيق. وقال في مؤتمر صحفي في مدينة السويس: «لم تكن الرياح والعاصفة الترابية السبب الرئيسي في جنوح السفينة لكن هذا ما في يدنا الآن.. وقد يكون خطأ فنياً أو خطأ شخصياً.. سيظهر كل ذلك في التحقيقات». وأضاف: «لا أظن أنها حادثة متعمدة، وقد طلبنا من ربان السفينة التحفظ على جميع الوثائق المكتوبة والمصورة والمسجلة، لحين إتمام التحقيقات بعد تعويم السفينة».
وتابع: «كنا متفائلين للغاية بالأمس والسفينة كانت تتجاوب... وربما ننتهي اليوم أو غداً معتمدين على الموقف الحالي وسرعة المد والجزر».
وقال أسامة ربيع، إن الجهود المبذولة لإخراج سفينة حاويات ضخمة تسد القناة سمحت بعودة حركة رفاص ودفة السفينة، لكن لا يزال من غير الواضح متى ستتم إعادة تعويمها. وقال مصدران بالهيئة إن التجريف حول السفينة ودفعها وجذبها بسفن القطر أحرز تقدماً محدوداً في تحريكها يوم السبت. وقال مصدر إن مقدمة السفينة تحركت قليلاً. وقال ربيع إن المياه بدأت في الجريان تحت السفينة.
وكان بيتر بيردوفسكي المدير التنفيذي لمجموعة «رويال بوسكاليس»، الشركة الأم للشركة الهولندية المكلفة بالمساعدة في هذه المهمة قال في وقت سابق إنه قد يتم «مطلع الأسبوع المقبل» تعويم سفينة الحاويات الضخمة العالقة في قناة السويس منذ الثلاثاء.
إلا أن خبير الإنقاذ البحري الجنوب إفريقي نيك سلوني قال: «أعتقد أن الأمر سيأخذ أسبوعاً آخر في أفضل الأحوال».
وأضاف: «الأسرع هو استخدام الجرافات فعلياً وتجريف كل الرمال من حولها، ثم مد جزء المياه العميقة من القناة إلى الجوانب.. وإنشاء بركة حولها بحيث تطفو مرة أخرى». من جهة ثانية، أبدى رئيس شركة «شوي كيسن كايشا» المالكة لناقلة الحاويات الضخمة العالقة أمله في تعويم السفينة مساء السبت، فيما أجبرت الأزمة شركات الشحن على تحويل مسار سفنها حول رأس الرجاء الصالح جنوب قارة إفريقيا.
وجنحت سفينة الحاويات «إم في إيفر غيفن»، التي تعد أطول من أربعة ملاعب لكرة القدم، بالعرض في مجرى قناة السويس منذ صباح الثلاثاء، ما أدى إلى عرقلة حركة الملاحة لليوم الخامس في الاتجاهين في المجرى المائي البالغ الأهمية. وأدى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل يضم أكثر من 300 سفينة كانت بصدد عبور القناة البالغ طولها 193 كيلومتراً، ما تسبب بتأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.
والجمعة، أعلنت شركة «برنارد شولته شيبمانجمنت» (بي أس أم) التي تشرف على الإدارة التقنية للسفينة، ومقرها سنغافورة، فشل محاولة تعويم ناقلة الحاويات البالغ طولها 400 متر. وقالت إنّ «التركيز الآن بات على التجريف لإزالة الرمل والطين من حول مقدمة السفينة».
وأكّدت شركة «سميت سالفدج» الهولندية، التي استدعيت مراراً في السنوات الأخيرة للمشاركة في عمليات إنقاذ سفن منكوبة، أن «قاطرتين إضافيتين» ستصلان بحلول الأحد إلى القناة للمساعدة.
وأوضحت أنه «لا توجد تقارير عن حدوث تلوث أو تلف في الشحنات وأن التحقيقات الأولية استبعدت أي عطل ميكانيكي أو في المحرك كسبب لجنوح السفينة العملاقة». لكن هذه المحاولات فشلت في تعويم السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، والتي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.
ما دفع كبرى شركات الشحن الدولية مثل «ميرسك» و«هاباج لويد»، لدراسة البدائل الممكنة لتخطي أزمة تكدس السفن أمام تعطل المجرى الملاحي المصري.
ومن جهته قدّر ربيع في مؤتمر السبت الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة بما بين 12 و14 مليون دولار.

 رأس الرجاء الصالح 

وقالت شركة أخبار وبيانات الشحن العالمية «لويدز ليست» إنّ «شركات الشحن البحري أجبرت على مواجهة احتمال اتخاذ مسار أطول بكثير حول رأس الرجاء الصالح للوصول إلى أوروبا أو الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية».
وأوضحت الشركة أن «أول سفينة حاويات تقوم بذلك هي إيفر غريت التابعة لإيفرغرين.. وهي سفينة حاويات بنفس حجم وسعة السفينة الجانحة»، مشيرة إلى أنّ ذلك قد يستغرق 12 يوماً إضافية. وقالت شركة «لويدز ليست» إن الغلق يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9,6 مليار دولار يومياً بين آسيا وأوروبا.
وأشارت «لويدز ليست» إلى أن «الحسابات التقريبية» تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار.
وقالت أستاذة السياسات الدولية في جامعة «كوين ماري» في لندن لاله خليلي إنه من الصعب تحديد الجهات المسؤولة عمّا جرى.
وكتبت في صحيفة «واشنطن بوست» إن «تشعّب الملكيات والعمليات وتنوّع المرجعيات القانونية والدول المعنية» يصعّب مهمة تحديد الجهات المسؤولة عن الحوادث البحرية.
والسبت، أعلنت وزارة النفط السورية أنها تعمد إلى «ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية» لتجنّب انقطاعها، بعدما تأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية إلى البلاد بسبب تعطّل حركة عبور قناة السويس. وجاء في بيان لوزارة النفط والثروة المعدنية السورية أن تعطّل حركة الملاحة في قناة السويس «انعكس على توريدات النفط إلى سوريا وتأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية للبلد».
وأعلنت وكالة الصحة الحيوانية في رومانيا السبت أن 11 سفينة محمّلة بالماشية تأثرت بتعطّل حركة عبور القناة. وحذّرت منظمة «أنيمالز إنترناشونال» غير الحكومية من «مأساة» محتملة تتهدد نحو 130 ألف حيوان.

 «مخاطر مرتفعة للغاية» 

 وقالت هيئة قناة السويس إنه سيتعين إزالة ما بين 15 و20 ألف متر مكعب من الرمال للوصول لعمق 12-16 متراً وتعويم السفينة.
وإذا فشلت هذه الجهود، سيبحث فريق شركة «سميت سالفدج» في تخفيف حمولة السفينة مع استغلال المد العالي الربيعي المتوقع أن يبدأ الأحد لتعويم السفينة.
وقال الخبير في الشؤون البحرية بلامين ناتزكوف إنه من المرجح أن تستخدم فرق الإنقاذ في جهودها مزيداً من الموارد في الأيام المقبلة للاستفادة القصوى من هذه الفرصة.
وتابع: «إذا لم يتمكنوا من تعويمها خلال هذا المد العالي، فإن المد التالي لن يحدث قبل أسبوعين آخرين، وهو ما سيطرح مشكلة». وأكّد أنّ «المخاطر مرتفعة للغاية أن يستغرق الأمر شهوراً».
وأبدت الولايات المتحدة أيضاً استعداها لإرسال دعم، بما في ذلك فريق من خبراء البحرية الأمريكية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"