تقييم الحكومة.. والإعلام

04:47 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

كثيرون منا قرأوا وسمعوا ما أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من تقييم للخدمات التي تقدمها المؤسسات الحكومية من وزارات وهيئات عبر مواقعها المختلفة على مستوى الدولة، وهي نتائج 600 مركز خدمات تمثل 29 وجهة حكومية اتحادية، مع تحديد المراكز الخمسة الأفضل، والأسوأ. وقرار سموه المباشر بتغيير مديري أسوأ المراكز فوراً، وإحلال مديرين جدد مكانهم يعرفون فن التعامل مع الجمهور وبمستوى يليق بسمعة الدولة ومكانتها، وأن ينزل المدير العام للجهة أو الوزارة التي يتبع لها المركز الأسوأ ليباشر عمله لمدة شهر في ذات المركز ليشرف على تطوير الخدمات فيه بما يليق ويلبي ما تنشده الحكومة من مستوى مرتفع وراق من الخدمات، مع تأكيد سموه بأنه سيزور تلك المراكز للتأكد من تطور آلية العمل وتطور مستوى الخدمات. هذا من جهة، أما من الجهة الأخرى فقد قرر تقدير المراكز المميزة وتكريمها عبر صرف مكافأة راتب شهرين لكل الفرق في المراكز الحكومية الخمسة المتقدمة.
ذلك التقييم جاء عبر تقييم ودراسات وزيارات ميدانية قامت بها فرق عمل تتبع لمكتب صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء مباشرة، وهنا بيت القصيد، فما دفع الحكومة للقيام بذلك هو غياب المؤشرات الحقيقية التي يجب أن يقدمها الإعلام بكافة جوانبه سواءً المرئية أو المسموعة أو المقروءة، حيث يغيب النقد البناء والدور الواجب القيام به كسلطة رابعة تساهم في رصد كل الجوانب من الإيجابيات أو السلبيات، ما يمنح الحكومة مؤشراً حقيقياً وواقعياً عن وضع الخدمات ومستواها من دون خوف من هذا المسؤول أو ذاك، أو خشية ردة الفعل التي تقطع الأرزاق من إعلانات أو خدمات أو حجب للمعلومات، فقيادتنا واعية مسؤولة تدرك دورها، ولولا ذلك لما وجدنا ذلك التقييم، وتلك القرارات الحازمة الحاسمة بحق المقصرين، بجانب ذلك التقدير للمتميزين المثابرين، مع وضوح تام في الرؤية والهدف.
هل يملك إعلامنا الجرأة المطلوبة للمساهمة في رفد الحكومة بما يساعد في القيام بعملها وكشف الحقائق أمامها ليس حول ضعف الأداء والخدمات فقط، بل أيضاً حول الأداء الجيد والمميز سواءً بسواء من دون مجاملة أو خوف أو وجل؟ ألا يستطيع المسؤولون في الجهات الإعلامية المختلفة الوصول للسلطة وإبلاغها عن أي تهديد أو وعيد أو غمز في قناة منع الإعلانات أو الحرمان من المعلومات.
ما أعلنه سموه بكل شفافية ووضوح يدعو من جهة أخرى إعلامنا لأن يقوم بدوره المنشود والمطلوب، فهو المصدر الحقيقي للمعلومات بعيداً عن أي خوف أو محاباة أو توجس.
فهل يواكب إعلامنا رؤية سموه وتطلعاته ويقوم بدوره الحقيقي المنشود كبوصلة حقيقية للرأي العام، أم أنه يحتاج إلى تقييم من قبل الحكومة لتعديل بوصلته؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"