عادي

86% في الإمارات يفضلون «العمل عن بُعد» حتى انتهاء الجائحة

14:51 مساء
قراءة 4 دقائق
العمل عن بعد
دبي: «الخليج»
استعرضت «مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب» (BCG) عبر استبيان أجرته مؤخراً بالتعاون مع «بيت.كوم»، تأثيرات انتشار جائحة «كوفيد-19» التي أدت إلى تبديل الممارسات المهنية في الإمارات العربية المتحدة على نحو جذري، حيث بيّن الاستبيان رغبة ملحوظة لدى نسبة كبيرة من العاملين في مختلف القطاعات لمواصلة العمل عن بُعد، على أقل تقدير، بعد انتهاء الجائحة.
وألقى الاستبيان الجديد الضوء على تفضيلات العاملين في مشهد ما بعد الجائحة، فقد صرح 86% من المشاركين الدراسة برغبتهم في مواصلة العمل بشكل افتراضي كلياً أو جزئياً، على نحو يتماشى تقريباً مع المتوسط ​​العالمي البالغ 89%.
ويقيّم التقرير المشترك بعنوان «استكشاف التغييرات الطارئة على الممارسات المهنية العالمية»، تأثير انتشار الجائحة على تفضيلات الموظفين وتوقعاتهم، وذلك عبر استطلاع رأي شارك فيه أكثر من 707 أشخاص على صعيد الدولة.
قال الدكتور كريستوفر دانيال العضو المنتدب والشريك في «بوسطن كونسلتينج جروب - الشرق الأوسط»: «فرض انتشار الجائحة لأول مرة على القوى العاملة حول العالم ضرورة التكيف والتأقلم مع التغييرات المفاجئة والثورية لضمان استمرارية الأعمال ونجاحها، إلا أن المشهد لم يكن واضحاً آنذاك، حيث كان من الصعب تحديد مدى فعالية التحول الرقمي بشكل دقيق، واستكشاف إمكانات القوى العاملة وقدراتها على التكيف مع الواقع الجديد عبر مساحات العمل الافتراضية، وإنجاز مهامها الوظيفية رقمياً، إلا أن هذا المشهد أصبح الآن أكثر وضوحاً بعد الاستبيان الذي أجريناه بالتعاون مع «بيت.كوم»، والذي يؤكد الرغبة الواضحة لدى الغالبية العظمى من المشاركين في الاستبيان للاستمرار في إنجاز العمل عن بُعد، ويشير إلى رضاهم التام عن المرونة التي وفرتها لهم بيئة العمل الحديثة، فضلاً عن الارتقاء بمستوى الإنتاجية والكفاءة، نظراً لتوفر مجموعة واسعة من الفرص والإمكانات التي ساهمت في تعزيز قدراتهم وأدائهم المهني على نحو واضح.
وعلى صعيد آخر، سلط الاستبيان الضوء على المواقف والممارسات المهنية المختلفة التي عبرت عنها القوى العاملة في الإمارات».
وفي ما يخص العمل عن بعد خلال الأزمة، أتت الإمارات العربية المتحدة في مرتبة أدنى من المتوسط ​​العالمي، حيث أفاد 43% من المشاركين في الاستبيان أنهم يعملون عن بُعد بطريقة أو أخرى، مقارنةً بنسبة 51% في جميع أنحاء العالم، ويعود السبب في انخفاض هذه النسبة إلى الحاجة إلى الاستئناف المبكر للأعمال التجارية، وأن غالبية القوى العاملة تعمل في قطاعات الخدمات والصناعة وتجارة التجزئة، إضافة إلى ذلك، استعرض الاستبيان نماذج العمل التي يتمناها الناس في المشهد المستقبلي، فأشار إلى أن القوى العاملة في الإمارات أكثر انفتاحاً إلى حد ما على فكرة استمرارية العمل عن بُعد. ونظراً للتطور الرقمي الهائل الذي تشهده الدولة والذي يتيح إمكان نجاح ممارسات العمل عن بُعد، أشار 31% من المشاركين إلى أنهم يفضلون العمل من المنزل بدوام كامل مقارنةً بـ 24% من القوى العاملة على المستوى العالمي.
وتابع دانيال قائلاً: «كان للوباء تأثير إيجابي في ممارسات العمل والمهام الوظيفية عبر دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أكد المشاركون في الاستبيان عدم مواجهتهم أية صعوبات ملحوظة في ما يتعلق بالحفاظ على رفاههم الوظيفي للتكيف مع بيئة العمل الافتراضية، على عكس ما شهدته القوى العاملة العالمية. وبالتالي، يأمل الكثيرون في استمرارية سياسات العمل عن بعد، التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة، نظراً للنتائج الإيجابية التي تمت ملاحظتها على مستوى الأداء والإنتاجية».
كذلك يقدم التقرير صورة واضحة ومفصلة حول تفضيلات العمل لدى القوى العاملة، حيث أظهرت النتائج أن القيم التي يبحث عنها الأفراد على الصعيد المهني لم تتغير إلى درجة كبيرة في الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2018. وقد ألقى التقرير الضوء أيضاً على أهمية توسيع دائرة العلاقات المهنية وتحقيق التقدم والتطور الوظيفي، فحتى في ظل تطبيق سياسات العمل عن بُعد، ظل الحفاظ على علاقات جيدة مع الزملاء والإدارة أمراً في غاية الأهمية، تليه فرص التطوير المهني.
على صعيد آخر، أصبح الاستقرار والأمن الوظيفيان أكثر أهمية لدى الموظفين في السنوات الأخيرة، مع تراجع الرغبة في إيجاد التوازن الأمثل بين الحياة المهنية والشخصية والحصول على فرص التدريب والتطوير المهني على سلم الأولويات إلى حد ما.
في الوقت نفسه، أشار الكثير من المشاركين في الاستبيان إلى مدى أهمية قيم التنوع والشمول في مكان العمل، مقارنةً بالعام الماضي على نحو يعكس تنوع المجتمع الإماراتي الذي يضم جنسيات متنوعة من أرجاء العالم كافة ، وأكد 70% من المشاركين الشباب و77% من المشاركين إجمالاً أن التنوع والشمول يعتبران من أهم القضايا التي تؤثر في اختياراتهم الوظيفية، متخطين المستوى العالمي البالغ 68.7% من حيث الاهتمام بهذه القيم. وعند سؤالهم عن احتمالية رفض دور وظيفي لا يتماشى مع القيم الشخصية التي يؤمنون بها في ما يتعلق بالتنوع والشمول، أتت ردود 50% من الشباب و52% من المشاركين بشكل عام إيجابية في هذا الصدد، الأمر الذي يتوافق تقريباً مع المتوسط ​​العالمي البالغ 51.4%.
وفي ما يتعلق بالمسؤولية البيئية، أفاد 72% من المشاركين في الاستبيان بأن القضايا ذات الصلة بالبيئة أصبحت أكثر أهمية خلال العام الماضي، تماشياً مع تركيز القيادة الإماراتية الرشيدة على قضايا الاستدامة كأولوية قصوى في خططها التي تستشرف المستقبل، وتتخطى هذه النسبة المتوسط العالمي ​​البالغ 69.6% في هذا الصدد، بينما أفاد 51% من المشاركين برفضهم العمل لدى الشركات التي لا تتوافق مع قيمهم في مجال الاستدامة البيئية، وهي نسبة أدنى بقليل من المتوسط العالمي ​​البالغ 51.7%.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"