التعليم الفضائي

04:39 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

يشكل يوم 25 سبتمبر/ أيلول المقبل، موعداً مرتقباً لدى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وشعبها وجميع المقيمين فيها؛ إذ يعد هذا التاريخ محطة جديدة من إنجازات الدولة في مجال الفضاء، وفيه ينطلق أول رائد فضاء إماراتي في رحلة استثنائية إلى محطة الفضاء الدولية.
ولو تابعنا جهود الإمارات في هذا المجال، نجد أنها حققت إنجازات مشهودة خلال فترة وجيزة على هذا الطريق، ودخلت السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، بإنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، والإعلان عن مشروع «مسبار الأمل»، أول مسبار عربي يتم إرساله إلى كوكب المريخ، في رحلة علمية استكشافية للكوكب الأحمر المقررة خلال العام 2021.
الإمارات تصدرت العالم العربي في استكشاف الفضاء، وسنّت قوانين تنظيم هذا القطاع، التي تعد الأولى في منطقة الشرق الأوسط، لتركز على أنشطة الفضاء الوطنية، وفق معايير وآليات، تضمن أمنه وازدهاره، ليكون قطاعاً اقتصادياً ومعرفياً لأجيالنا القادمة.
ولا شك أن الإنجازات التي بلغت إطلاق «خليفة سات»، أول قمر صناعي مطور بسواعد إماراتية 100%، واختيار أول رائدي فضاء إماراتيين، من بين 4000 شاب وشابة، تفرض التعاطي مع هذا الملف بخصوصية أكبر، لاسيما أنه يفرز مسؤوليات وأدواراً جديدة في المستقبل، تتطلب بناء كوادر وطنية وقادرة على استيعاب الواقع، وقراءة توجهات الغد القريب.
جهود الدولة مشهودة ومقدرة في مجال الفضاء، ورعاية القيادة الرشيدة ودعمها اللامحدود، أمر لا يقبل التشكيك، والتعليم الفضائي أحد أهم المسارات الفاعلة التي استحدثتها وكالة الإمارات للفضاء، لتأسيس بنية تعليمية وعلمية متكاملة، لإعداد وتأهيل الكوادر الوطنية، واستقطابهم للعمل، وفق احتياجات القطاع الفضائي الوطني.
وهنا نسأل مدارسنا وجامعاتنا، عن مدى درايتها ببرنامج التعليم الفضائي، الذي يركز على استقطاب الطلاب المتميزين من مواطني الدولة، لتحصيل درجات علمية في مجال الفضاء داخل وخارج الدولة، وإلى أي مدى نجحنا في رصد المواهب الناشئة في «العلوم والهندسة والتكنولوجيا والرياضيات»؟، وكيف يتم توجيه قبلة تفكيرهم المستقبلية نحو علوم الفضاء؟
لن نجادل، بحثاً عن إجابات لتلك الأسئلة، ولكن يكفي أن نعلم أن جهود الإمارات تمكنت خلال 48 عاماً في هذا القطاع، من تسجيل حضور لافت في سباق الفضاء العالمي، وتصدرت عربياً في استكشاف الفضاء.
وهنا تكمن المسؤولية الحقيقية، التي تقع على عاتق الجميع، لاسيما مدارسنا وجامعاتنا التي نعوّل عليها، في إدراك ماهية التعليم الفضائي، ورصد المواهب القادرة على استيعاب التطوير ومسارات التأهيل، فالإنجازات زادت من حجم المسؤوليات، والمستقبل بحاجة إلى جيل من رواد الفضاء الإماراتيين؛ ليسطروا اسم الإمارات في فضاء الكون، لتلمع بين الكواكب والنجوم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"