عادي
تربويون يدعون إلى استحداثها في المناهج

«الألعاب التعليمية» أقرب وسيلة إلى عقول الطلبة

23:59 مساء
قراءة 3 دقائق

تحقيق: أمير السني
صاحَب نظام التعليم «عن بعد» العديد من السلبيات التي ظهرت خلال الفترة الماضية، بالرغم من النجاح في استمرار المسيرة التعليمية، وحالت دون توقفها، إلا أن التجربة برزت فيها بعض الصعوبات التي تواجه الطلبة الذين اعتادوا على التعليم التقليدي، وتحولوا إلى التعليم الرقمي الذي بات يحد من حركتهم، ويصيب العديد منهم بالملل والتثاؤب، وعدم القدرة على تحمّل الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر.

يرى العديد من المختصين في مجال التربية ضرورة إيجاد وسائل فعالة تزيد من فاعلية التعليم عن بعد، وتسهم بشكل كبير في تجاح التجربة، باستحداث ألعاب إلكترونية تعمل على تحفيز المتعلم وكسر الملل لديه، وإكسابه المهارات المعرفية والمهارية، وما تمتاز به الألعاب الإلكترونية من خلق بيئة تعليمية متكاملة تزيد من دافعية المتعلم نحو التعلم.

متطلبات المرحلة

يوضح الدكتور محمد المجذوب أحمد، نائب عميد كلية الإنسانيات والعلوم بجامعة عجمان، والمتخصص في تقنيات التعليم، أن استراتيجية التعلم القائم على الألعاب (GBL) تهدف إلى تحسين مشاركة الطلاب في الأنشطة الصفية وتشجيع السلوكات المماثلة. ويمكن وصف ألعاب الكمبيوتر بأنها منصات تعليمية تفاعلية تعمل على تحفيز وتدريب العقل على بعض المهام العقلية، مثل صنع القرار، وهذا يعني أن استراتيجية التعلم القائم على الألعاب لا تصنع ألعاباً للطلاب ليستمتعوا بها، ولكنها تبني تدريبات ومهام وأنشطة تعليمية يمكن دمجها أثناء عملية التعليم وتوجيه المشاركين نحو الهدف النهائي.

ومن خلال استخدام التطبيقات الإلكترونية التعليمية القائمة على الألعاب، ستتاح للمتعلمين الفرصة لتقديم وتنفيذ ودمج إجراءات التعلم القائمة على التكنولوجيا في تعلمهم، وهي تقوم على الطبيعة المعرفية والتجريبية للعبة، والتي تمكّن التلاميذ من المشاركة بنشاط في الموقف التعليمي، وتشركهم في التفكير المنطقي، كما تعمل على تطوير فهمهم للحقائق، والمفاهيم وتثبيت المعارف والمهارات إضافة إلى حل المشكلات.

ويشير الدكتور المجذوب إلى أن اهم التحديات التعليمية التي تواجه المعلمين عبر منظومة التعلم الإلكتروني مهارة إدارة الموقف التعليمي عبر الإنترنت، خاصة في الصفوف الدنيا، حيث يعد عدم وجود تفاعل مناسب مع المتعلمين مصدر قلق كبير بالنسبة للمعلمين. إلا أن المعلم المتمرس المؤهل تقنياً الذي يعتمد أساليب تدريس مبتكرة تدعم التعلم الذاتي لطلبته، ويحسن التخطيط لعمله ويتعامل مع الفروق الفردية لطلابه، يتقن مهارات التفكير المختلفة ،ويعمل على تنميتها لدى طلبته، ويعلم أن دوره هو تيسير سبل التعلم لطلبته من خلال توفير فرص التعلم المختلفة لهم، ويدرك أن باستخدامه للتطبيقات التعليمية الإلكترونية المناسبة كتطبيقات الألعاب التعليمية يستطيع أن يجذب انتباه طلبته، وجعلهم مشاركين ومتفاعلين خلال الموقف التعليمي لما تتمتع به هذه التطبيقات من مؤثرات مشوقة وجاذبة تعمل على دمج الطلبة في الموقف التعليمي.

وسيط تربوي

ويقول المعلم خالد خليل الحوسني، إن أغلب أوقات الأجيال الحديثة باتت تضيع في الألعاب الإلكترونية، خصماً من المذاكرة واستيعاب المنهج الدراسي، ولذا فإن إيجاد روابط بين هذه الألعاب والتعليم، وإدماجها في العملية التعليمية من خلال توظيفها في برامج التعلم، يسهل عملية الاستيعاب حيث إن تلك الألعاب تتميز بالمشاركة الجماعية، وهذا يخلق تفاعلاً جيداً وسط الطلاب، كما تلعب دوراً كبيراً في خلق جو ممتع خلال الدوام الدراسي، وتساعد المعلم في توصيل المعلومة لدى الطالب بطريقة مسلية، ولا يملها الطلاب، ويمكن أن تتحول الممارسة إلى صفة مكتسبة.

وسيلة تعليمية

ويؤكد الخبير التربوي عزالدين الفاتح، أن الألعاب الإلكترونية تعمل على إشباع الميل الفطري للمتعلمين إلى اللعب، وفي حال إدماجها مع المناهج التعليمية، خاصة لصغار السن، فإن ذلك يساعدهم على تعلم مواضيع لم يرغبوا في تعلمها من قبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"