عادي

بغداد تكتب يوميات طفل

22:07 مساء
قراءة دقيقتين
1501

يحضر في رواية «يوميات طفل سعودي في بغداد»، الصادرة عن الدار العربية للعلوم، ما يسمى بالعنوان المكان، فعندما ننظر إلى العنوان نجده مكوناً من مركب إضافي موازٍ (محلّة: 649. زقاق: 37. دار: 5)، أُضيف إلى العنوان الرئيسي؛ ولعل الكاتب سفيان خالد السعدون يبتغي به التعريف لمكان محدد هو فضاء الأحداث في الرواية، بما يمثله من أهمية كبيرة، ثم يترك للقارئ حرية تصور (عراقِ التسعينيات)، وإلى أين تقوده ذاكرته عن تلك المرحلة، وما صاحبها من أحداث، طرأت على المجتمع، وأثّرت في أفراده.

ترسم الرواية مدارات اغتراب مميزة في اختياراتها السردية؛ فهي تشكل رغم تقاطعاتها الدرامية العديدة وحدة نصية متجانسة، وبناءً أسلوبياً بليغاً في التقاطها لدينامية الحياة في مدن العراق وخاصةً في عقد التسعينات وهي الفترة التي أعقبت حرب الخليج الثانية بما فيها من عقائد وسياسة، وعادات وتقاليد وموروثات وملبس ومأكل وطريقة حياة جسدتها شخصيات الرواية. ويفعل السعدون ذلك من خلال رصده رحلة عبور عائلة سعودية «الحدودُ الأُردنية – العراقية» إلى بغداد، فكان هذا العبور بمثابة الإيذان بحياةٍ عراقيةٍ عاشها الطفلُ وعائلته بعدما اقتلعهم والدهم من عَالَمِ السُّعوديةِ الآمنِ ليزرعَهم في أرضِ العراقِ النَّاضِحَة بالألمِ.

في قِصّة الطفل السُّعودي «سيف».. لا القرار كان قراره.. ولا الطريق كان باختياره، وبعد مغادرة والدهم للعمل خارج العراق بقي سيف يغرقُ في دَوّامَةِ الأسئلةٍ: لماذا كان أبوهُ لُغزاً عَجَزَ عن فَهمِه؟ لماذا لم يكن يُحِبُّهم؟ لماذا كان غاضباً في أغلبِ الوقت؟ لماذا كان يعتزلُهم ويُصرُّ على البقاءِ وحيداً في مكتبه؟ تساؤلات بقيت تحاول إيجاد تفسيرات لها، ولكنها لم تصل إلى إجابات شافية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"