عودة مظفرة

مظفّراً، مكلّلاً بالحب والدعاء بالعودة السالمة، إلى الأرض، ثم إلى الوطن الذي تاقت إليه أرضه وقادته وشعبه والمقيمون فيه، حطّ هزاع، في منطقة سهلية جنوب شرقي مدينة جيزكازجان، في كاراغندا، وسط كازاخستان، في تمام الثانية و59 دقيقة من بعد ظهر أمس الخميس.
هدأت نفوس الأهل والأحبة والمعنيين، بعد نجاح هزّاع في مهمّته التي رفعت رؤوس العرب، فهو أول إماراتي وأول عربي يقوم بهذه المهمة، وسيسجّل الإنجاز في سفر الخلود العربي أولاً، ثم الإماراتي.
ولم يسع الإماراتيين، قادة وشعباً، والمقيمين على الأرض الطيبة، إلا الترحيب بالبطل، حيث قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «فخورون بالإنجاز، وفرحون بالمعرفة والخبرة المكتسبة، ومتفائلون بالطريق الجديد الذي فتحناه لأجيالنا نحو الفضاء». وهذا القول المسؤول من قائد، يثق بأبنائه، يجعلنا جميعاً نعيش الشعور المتفائل نفسه. وكذلك نحسّ بالفخار، وقوة العزائم، عندما أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أننا «ماضون بعزم أبناء زايد، لتحقيق طموحنا للوصول إلى المريخ. ونبارك لشعب الإمارات الإنجاز التاريخي والرحلة الناجحة»؛ فالطموح لا ينتهي بوجود قادة يصلون النهار بالليل، ولا تعرف الراحة إلى نفوسهم سبيلاً، في سبيل أن تكون الإمارات وطن الإنجازات المميّزة، والأرقام الأولى.
وفي هذا اليوم الذي هبط فيه هزاع، نرى أهداف برنامج الإمارات لروّاد الفضاء تتحقق، فقد أجرى 16 تجربة علمية، وهذه التجارب ستكون فتحاً جديداً، في العلوم بعامة، وعلوم الفضاء، خاصة؛ لأنه رغم صعود رواد فضاء قبل هزاع، إلا أنهم لم يجروا مثل تلك التجارب، وهذا يعني أن الرحلة الإماراتية سيسجّلها التاريخ بمداد الذهب، فأبناء الصحراء، الذين حولوها إلى جنات خضر، وواحات غنّاء، لا يصعب عليهم سبر الفضاء واختراق مجاهله. ورحلة المريخ ليست ببعيدة، فهي على مرمى شهور من أيامنا هذه.
طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وعلى نهجه صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإكمال مسيرته يتحقق اليوم.. رائد فضاء إماراتي عربي تشمخ به هاماتنا إلى العلا.