سلوكيات الطلبة

01:12 صباحا
قراءة دقيقتين

معالجة الحالات السلوكية المختلفة عند طلبة المدارس الحكومية والخاصة، وفي مختلف المراحل العمرية، من القضايا المهمة التي يجب أن تظل محل اهتمام القائمين على القطاع التعليمي بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، باعتبار أن رصد هذه الحالات في بداياتها ومعالجتها في الوقت المناسب سيحميان الفئة المستهدفة من تبعات وآثار هذه السلوكات التي تكون مدمرة في حال استفحالها، وعدم التعامل معها بشكل صحي في الوقت المناسب.
 ونسبة كبيرة من الحالات السلوكية عند الطلبة، بمختلف أنواعها، هي انعكاس لواقع الأسرة، وبالتالي فإن الاضطرابات الأسرية، مهما كان حجمها تنعكس سلباً على الأطفال والطلبة الذين قد تقودهم إلى سلوكات تنطلق وتتوسع من البيئة المدرسية لتصبح ممارسة طبيعية لدى الطالب، وجزءاً من تفاصيل حياته، وأغلبيتها تؤثر سلباً في الطلبة الآخرين، إلى جانب أنها قد تجذب طلبة لممارسة هذه السلوكات السلبية نفسها.
 لا خلاف على أهمية ضبط الخلافات الأسرية والتعامل معها بحكمة، وضرورة حرص الآباء والأمهات على عدم وصولها إلى أطفالهم لحمايتهم والحفاظ عليهم من خلال تتبع سلوكاتهم، والتأكد من الالتزام بما هو إيجابي، بعيداً عن أي انحرافات، وبالتالي فإن بداية التحول عند الطالب تكون تدريجية ما يسهل معها اكتشافها إذا كانت هناك فعلاً متابعة مستمرة، ورقابة دقيقة للأبناء والطلبة داخل الأسرة والمدرسة.
 المجلس الوطني الاتحادي ممثلاً في لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية، وخلال مناقشة موضوع التلاحم الأسري، كشف عن محدودية عدد الأخصائيين الاجتماعيين النفسيين في المدارس لدراسة الحالات السلوكية للطلبة الذين يعانون اضطرابات أسرية. ومن جانبها أشارت وزارة تنمية المجتمع إلى أنها تتابع الأطفال والطلبة من خلال تقديم استشارات لحل الخلافات بكل سرية وخصوصية، ويوجد 47 اختصاصياً في وزارة التربية.
 السؤال الذي يطرح نفسه، هل 47 أخصائياً اجتماعياً ونفسياً عدد كاف للتعامل مع السلوكات السلبية للطلبة، بما فيها حالات التنمر؟ بكل تأكيد هذا عدد غير كاف، ويجب الاهتمام بهذا الجانب، وضرورة توفير المزيد من الأخصائيين في القطاع التعليمي، على أن يكونوا على درجة عالية من الخبرة والكفاءة في التعامل مع السلوكات الطلابية ورصدها في الوقت المناسب.
 وخيراً فعلت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، بتوظيف الذكاء الاصطناعي في البرامج والأنظمة التي سيتم تطبيقها تجريبياً ضمن منظومة المدرسة الذكية مطلع العام الدراسي المقبل، والتي ستكون في مدرسة جبل حفيت في مدينة العين، ومن شأنها أن ترفع جاهزية المدارس للتعامل بشكل استباقي مع السلوكات السلبية للطلبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"