عادي

مخاض طويل لميلاد روما

22:12 مساء
قراءة دقيقة واحدة
3

كانت إفريقيا ميداناً لحرب ضروس، تردد صداها في كل أنحاء البحر المتوسط، وكأن فكرة البؤر الساخنة التي اصطنعها الاستعمار الأوروبي الحديث خارج أوروبا، ليست وليدة التطور الاستعماري الرأسمالي الحديث؛ بل يبدو أن لها جذورها القديمة، ربما منذ التنافس الإغريقي – الفينيقي في حوض البحر المتوسط إلى الحرب الإفريقية بين القيصريين والبومبيين، مروراً بحملات الإسكندر المقدوني في الشرقين الأدنى والأوسط، والتي تعد حروب القيصر امتداداً لها، حتى قيل إن الأعمال الحربية لقيصر ما هي إلا مرحلة متأخرة للهلينيستية الإسكندرية.

يؤكد العربي عقون في كتابه «حملة يوليوس قيصر على إفريقيا وكفاح يوبا الأول» أن روما بلغت من القوة في القرن الأول قبل الميلاد درجة، جعلت الصراع يصل إلى مرحلة متقدمة من التطور العسكري والسياسي؛ بحيث عبر عن القوة والنضج؛ لأن الصراعات التي تمثل حالة مرضية، هي تلك التي تنتهي بانهيار الدول، أما الصراع في روما فكان مخاضاً طويلاً، انتهى بميلاد الإمبراطورية.

يوضح الكتاب أن هذا القائد في حروبه في اليونان والإسكندرية وآسيا الصغرى وإسبانيا مروراُ بإفريقيا يذكر بالإسكندر المقدوني، وإذا كانت الهيللينية هي الفكرة التي حركت الإسكندر، ليكر على ممالك الشرق المتداعية فإن نضالات طبقة العامة في روما هي التي جعل منها قيصر إدارة حديدية لفرض طموحاته، التي أصبحت جزءاً من طموحات التحرر من قبضة الأرستقراطية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"