عادي

الألوان.. طريقنا لفهم السلوك البشري

23:40 مساء
قراءة 3 دقائق
2101

يتناول كتاب «محاط بالحمقى» للمؤلف السويدي توماس إريكسون السلوك البشري وأنماطه المختلفة.

ويشير المؤلف إلى أن السلوك البشري - في معظمه - يبدو معقداً وغامضاً، متسائلاً: ما الذي يقبع وراء خيارات الشخص من أسباب ومسببات؟ ويقدم طريقة يراها مبتكرة لفهم الأشخاص من حولك والتي ستغير طريقة تفاعلك مع الجميع، من زملائك في العمل، إلى زوجتك.

يبين إريكسون أن هناك أربعة أنواع رئيسية من السلوك تحدد كيفية تفاعلنا مع الأشخاص من حولنا، وإدراكنا لهم، ففهم نمط سلوك شخص ما هو إلا مفتاح التواصل الناجح، ويقسم تلك الأنواع الأربعة للسلوك ببساطة لأربعة ألوان: الأحمر: المهيمنون والقادة، والأصفر: الاجتماعيون والمتفائلون:، والأخضر المسترخون والودودون، والأزرق: وهم الذين يتسمون بالتحليل والدقة.

ويسرد كيفية التعرف إلى كل نوع والتفاعل الشخصي معه، بدلاً من التعثر في التصنيفات الفنية بشكل مفرط، إذ يتيح لك نظام الألوان الأربعة البسيط التعرف بسرعة إلى صديق أو زميل في العمل وتعديل طريقة التحدث والمشاركة معه.

ويلفت الكتاب النظر إلى أنه قبل عدة سنوات، طور بيل بونستيتر، وابنه ديفيد نظاماً حاسوبيّاً يعتمد على طريقة ديسك، وهي طريقة لوصف التواصل البشري وتصنيف السلوك، وهي الطريقة المستخدمة في هذا الكتاب، وقد توفي بيل منذ ذلك الحين، لكن يواصل خلفه ديفيد إدارة شركتهم حتى يومنا هذا، ومن أصولها في ولاية أيوا الريفية، أصبحت تُستخدم الآن طريقة التصنيف الشخصي هذه من قبل الشركات والمؤسسات في جميع أنحاء العالم.

يقول إن كل شيء بدأ بسؤال واحد، سؤال بسيط ومحدد: هل يمكن لمندوب مبيعات زراعي أن يبيع المزيد من البذور بمجرد النظر إلى المزرعة؟ ويقول: في طفولتي بينما كنت أترعرع في ولاية أيوا الريفية، كنت أشاهد والدي يطبق المبادئ الأساسية لكتاب ويليام مولتون مارستون، وعنوانه «مشاعر الأشخاص الأسوياء»، في ذلك الوقت، كان والدي يركز على سمات شخصية المشتري، ما يمنح مندوبي المبيعات الزراعيين المعرفة بأدوات لفهم أنفسهم وعملائهم من المزارعين بشكلٍ أفضل. لا يزال بإمكاني تذكر الأيام الأولى، حيث كنا نجلس على طاولة من خشب الصنوبر ذي العقد الدائرية مع وجبات، بينما كان والدي يعمل من خلال ملاحظاته «المداخل العريقة والبساتين الأنيقة؟ بالتأكيد أزرق، مبانٍ ومواشٍ جديدة وتجريبية؟ أنت تنظر إلى أحمر».

ويضيف: رغم أننا كنا مترابطين، إلا أن مساراتنا كانت مختلفة بشكل لا يصدق، كان أبي رجل أعمال حقيقيّاً وشخصاً أصفر/ أحمر بكل معنى الكلمة، لقد كان متحمساً لبناء شركات ووكالات استشارية ساعدت مندوبي المبيعات على صقل حرفتهم، بينما سعيت أنا نحو المسار الجامعي، حيث التحقت بالدراسة الجامعية في جامعة أيوا، مُعتمداً على طبيعتي الحمراء/ الزرقاء.. أثناء دراسة المحاسبة وعلوم الكمبيوتر كنت أقضي وقت فراغي في مختبر الكمبيوتر، حيث أصب روحي في البرامج الحاسوبية من خلال أطراف أصابعي، وبينما كنت أدرس، أتقن والدي قدرته - التي تُشبه السحرة - على فهم الناس.

ويخاطب القارئ بقوله: بينما تقرأ، أعتقد أنك ستفهم قيمة الشخص الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق، وآمل أن تحظى ببعض النصائح العملية في التواصل الفعّال مع كل نوع، لكن أهم درس يمكن أن تتعلمه هو أن الحمقى الذين يحيطون بك، في الواقع، ليسوا حمقى على الإطلاق، بل هم أفراد يستحقون الاحترام والفهم والتقدير.

ويؤكد أنه يمكن لأي شخص استخدام الأطر المحددة في هذا الكتاب للمضي قدماَ في لعبة الحياة، قائلاً: انظر إلى الأمر بهذه الطريقة، إذا لم تفهم المبادئ وتستخدمها، فستظل مُحاطاً بالحمقى، ولا أحد يريد ذلك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"