الصيف ومشكلاته

00:42 صباحا
قراءة دقيقتين

موضوع البنايات السكنية، قديم جديد، لكنه يبقى حاضراً بقوة لدى سكان هذه الأبراج، التي يقطن في كل واحد منها المئات من البشر، خاصة بعد بدء الصيف ومشكلات المكيفات وارتفاع الحرارة، وانتهاءً بالحرائق التي يتسبب بعضهم بجهلهم أو سوء إداراتهم في اشتعال برج بأكمله.
في كل صيف نشهد بعض الحرائق التي تشتعل في الأبراج، وفي الأسبوع الماضي وحده كانت هناك ثلاثة حرائق في أبوظبي ودبي والشارقة، ولكن جميعها والحمد لله لم تسجل أي وفيات، والفضل بعد الله، لحسن إدارات الدفاع المدني، وما يرفدها من أجهزة تتعاون جميعها لإنقاذ البشر قبل الحجر.
هذه الحرائق، هي حرائق الصيف، كما يصطلح على تسميتها، وهي تسمية حقيقية لأنها لا تشبّ إلّا بالصيف، وكلنا نعيش حالياً درجات الحرارة المرتفعة جداً، التي قد تحول أي زجاجة في شرفة منزل، أو كومة أعشاب جافة في حديقة منزل إلى شرارة لحريق ضخم.
الحرائق في الدول التي تشهد مناخات مرتفعة الحرارة، مشكلة قديمة، لكن بلا شك أن أخذ دولة الإمارات بأسباب الوقاية خفف منها كثيراً، ولا ننسى مواصفات الأبراج السكنية التي بدأت بلديات الدولة تشترطها على المطورين، باستخدام مواد غير قابلة للاشتعال، ناهيك عن أنظمة الحريق التي بدأت البنايات الحديثة تتزود بها.. لكن المشكلة تبقى في البنايات القديمة التي لا يمكن إعادة تأهيلها بشكل كامل، لتكون مناسبة لأجواء الصيف وارتفاع الحرارة.
في هذا الجانب لا بدّ من الأخذ في الحسبان، بعض القضايا للتخفيف من وطأة الحرائق، خاصة في الأبراج التي يتطلب التعامل معها جهداً كبيراً ومقومات متطورة جداً، على غير البيوت التي قد يتعامل معها الدفاع المدني بسهولة أكثر.
في الأبراج، من الأهمية بمكان، تدريب حراسها، على قضايا السلامة، ورفدهم بدورات دفاع مدني على أفضل طريق التعامل والوقاية، ناهيك عن إلزامهم بالتفتيش الدائم حول هذه الأبراج، وضرورة توعية السكان من قضايا الشرفات وما يمكن أن يرتكب بها، عبر إعلانات يمكن أن توضع في المصاعد أو غيرها من الأماكن المتوافرة للجميع.
من الأهمية بمكان في هذا الجانب، أن أغلبية الأبراج يشرف عليها «حراس» أو موظفو استقبال لا يجيدون أي أبجدية في التعامل مع الطوارئ، وتجدهم في حال حدث عطل في مصعد أو حريق صغير حائرين في كيفية التعامل معه، وهو ما ينذر بخطر أكبر يلفّ سكان هذه الأبراج التي يصل تعداد قاطني بعضها إلى تعداد قرية بأكملها.
خطأ صغير.. أو إهمال غير مقصود.. أو جهل بأولويات السلامة والأمان.. قد تؤدّي إلى كارثة، وعواقب وخيمة، يمكن تجنّبها بالوعي والتدريب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"