كلمة السر

23:59 مساء
قراءة 3 دقائق
إمارة الشارقة لا تهدأ فيها حركة الثقافة ولا تتوقف، وعجلة الفعل الأدبي والنشاط الشعري فيها دائمة الدوران ومتجددة، ولا يمكن أن نقول في كل عام يتجدد فيها هذا النشاط لأن أنشطتها دائمة الحضور في كل أيام السنة، وتكاد تكون كلها متساوية في أهميتها وتكمل بعضها، وهذه الحركة التي لا تعرف الركود أو الملل تشبه النهر المتدفق الذي لا يتوقف، وكأنها بهذا العطاء الذي لا ينضب تتمثل بقول الشافعي:

إني رأيتُ ركودَ الماءِ يُفسِدُهُ

                إن ساحَ طابَ وإن لم يجرِ لمْ يطِبِ

انتهى قبل أيام قليلة عرس شعري سنوي عرفته الشارقة واعتادت عليه وأكمل دورته الرابعة عشرة، هو مهرجان الشارقة للشعر العربي الذي ينظمه بيت الشعر في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ويستضيف في كل دورة عدداً من نجوم الشعر ونقاده من الوطن العربي، وحظي بأهمية كبيرة وبفرحة عارمة بحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي مساء هذا اليوم تحتفل الشارقة بعرس شعري آخر، عرس مهرجان الشارقة للشعر الشعبي الذي ينظمه مركز الشارقة للشعر الشعبي، ليثبت الشعر حضوره بلغته الفصيحة ولهجته الدارجة، ويؤكد أن للشعر مكانة خاصة في هذه الدولة، وأنه يحظى بالرعاية الدائمة والعناية المستمرة والدعم الذي لا ينقطع، ولا سيما في هذه الإمارة التي أراد لها حاكمها أن تكون حاضنة للثقافة، وهو ما يؤكده سموه في كل مناسبة ثقافية، ومن خلال مبادراته الكبيرة التي تصل بخيرها وبركتها إلى الشعراء والمثقفين في دولهم، وتستضيفهم من خلال مسابقات ومهرجانات وفعاليات مختلفة تقيمها الشارقة باستمرار.
اليوم تنطلق الدورة الثانية عشرة لمهرجان الشارقة للشعر الشعبي وهي تحمل عنوان «الشعر الشعبي.. ضمير ورسالة» ويتجلى دور الشعر من خلال هذا العنوان الذي يؤكد أنه حاضر في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الأمة، وأن رسالة الشعر سامية، وهي للإنسانية ولضميرها الذي لا يمكن له أن يموت وبه شعراء يحملون هذا الحس تجاه أمتهم وإنسانيتهم، ولا يعني أننا نحمل الشعر فوق ما يستطيع، لكنه يثبت منذ عصر ما قبل الإسلام حضوره في قضايا الأمم، والشعر الشعبي له حظوة وتقدير لدى الشعب العربي وخصوصاً الخليجي الذي يتعاطاه في جميع المناسبات، ويتمثل به وبأبياته في مواقف عديدة، لكن ما هو سر هذا التدفق الكبير والمتواصل للشعر والثقافة وجميع الفنون في إمارة الشارقة؟.
إن المتابع لأنشطة الشارقة الثقافية يكاد يجد في أغلب المناسبات رعاية وحضوراً من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ويلمس من خلال كلمات سموه عن الثقافة وعن دورها وأهميتها ما يجعله يعرف سبب هذا التواصل، فسموه يعطي الثقافة عطاء محبّ، ويدعمها بسخاء من خلال إيمان عميق وراسخ ورؤية مستنيرة تستشرف المستقبل، وتحافظ على المنجز الحضاري للأمة، وترى أن هذا الحراك الثقافي والأدبي هو السد المنيع ضد ما يراد بهذا الإرث العربي العظيم من تشويه أو تدمير، فالأمم تبقى شامخة راسخة مفتخرة بحضارتها ومنجزها وتراثها، ولذلك فلا غرابة في أن تجد الحركة تدب في كل مؤسسات الشارقة الثقافية والأدبية بنشاط، وترى الهمم عالية لا تنقطع عن العمل، لأنها تجد الدافع الكبير الذي يأتي من محبة كبيرة مؤمنة بهذا الجهد، إنها كلمة السر، تلك الابتسامة المشرقة على محياه وهو يتابع بفخر وبسعادة منجزات مؤسسات الشارقة، وذلك التواصل بين المؤسسات والعمل الجماعي والتفاني من أجل تحقيق رؤية سموه لهذه الأمة العظيمة.

محمد عبدالله البريكي

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"