الألعاب الأولمبية والتكنولوجيا المتقدمة

23:13 مساء
قراءة 3 دقائق

د. عبد العظيم محمود حنفي*
لنظم المعلومات والنقل أهمية أساسية في تنظيم ونشر الأحداث الرياضية الكبيرة في عالم اليوم، حيث تسهل نظم المعلومات زيادة المعرفة عن المسابقات الرياضية في جميع أنحاء العالم، بينما يقلل نظام النقل الحواجز المكانية بين الدول، وتظهر النتيجة  عادة في الظروف الطبيعية  في مشاركة أكثر من مئتين من اللجان الأولمبية الوطنية في دورة الألعاب الأولمبية، مما يؤدي إلى عوامل أخرى في تنشيط السياحة الدولية وإقامة علاقات اقتصادية جديدة في جميع أنحاء العالم. ولكن في دورة طوكيو للألعاب الأولمبية لن تتمكن الجماهير الأجنبية من حضور منافسات أولمبياد طوكيو المؤجل من الصيف الماضي إلى يوليو 2021، بعدما فرض منظمو الألعاب، حظراً على حضورها إلى اليابان تخوفاً من تفشي فيروس «كورونا». وكان من المقرر إقامة الدورة في العام الماضي، لكنها تأجلت إلى العام الحالي بسبب تفشي العدوى بفيروس «كورونا» المستجد سريع الانتشار حول العالم. وتناقلت وكالات الأنباء ما أعلنته صحيفة «نيكاي» اليابانية عبر موقعها الإلكتروني من أن الاقتصاد الياباني سيفقد 150 مليار ين؛ أي ما يعادل نحو 1.37 مليار دولار على خلفية قرار عقد الألعاب الأولمبية هذا الصيف دون مشجعين أجانب.
خلال كل دورة من دورات الألعاب الأولمبية يتم تقديم الإبداع وأمور تظهر للمرة الأولى: مثل علم الدورة الأولمبية واليمين الأولمبية التي ظهرت خلال دورة الألعاب الأولمبية في أنفرس 1920، والقرية الأولمبية التي ظهرت خلال دورة الألعاب الأولمبية في عاصمة فرنسا عام 1924، وهو العام الذي تم فيه تنظيم الدورة الأولى من دورات الألعاب الأولمبية الشتوية (في شاموني)، وإضاءة الشعلة الأولمبية في حفل في أولمبيا ثم نقلها من خلال سباق التتابع إلى المدينة المضيفة (أمستردام 1928)، وكذلك استخدام الفيلم في دورة برلين للألعاب الأولمبية عام 1936.
بدأ المسار الأول للشعلة الأولمبية من أولمبيا، ثم مر بمدن أثينا وسالونيك، وصوفيا، وبلجراد، وبودابست، وفيينا، وبراج، ودرسدن وبرلين. ولإحياء ذكرى ذلك الحدث، توجد في تاجيو في إقليم أركاديا، وهي ليست بعيدة عن أولمبيا، منذ عام 1936، لوحة رخامية بمناسبة إضاءة الشعلة الأولمبية للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية الحديثة.
في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 1964، غطت الشعلة الأولمبية مسافة نحو 25000 كيلومتر، يحملها قرابة 100000، كان الشخص الأخير في التتابع الأولمبي الطالب يوشينوري سكاي البالغ 19 عاماً، الذي ولد في هيروشيما صباح 6 أغسطس 1945، عندما تعرضت المدينة لمحنة القنبلة الذرية. وللمرة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية، أضيئت الشعلة الأولمبية في المكسيك على يد امرأة للمرة الأولى، وهي الرياضية المكسيكية انريكيتا باسيليو قبل الوصول إلى الملعب، غطت الشعلة الأولمبية 14000 كيلومتر بحراً من أوروبا إلى المكسيك. وفي دورة الألعاب الأولمبية عام 1976، أضيئت الشعلة الأولمبية عبر القمر الصناعي باستخدام أشعة الليزر، من أولمبيا في اليونان مباشرة في ميدان في كيبك، أحد أهم أقاليم كندا. تأتي شعلة ألعاب طوكيو الأولمبية عام 2020 بتصميم مستوحى من أزهار الكرز، ويبلغ طولها واحداً وسبعين سنتيمتراً، ويبلغ وزنها ألفاً ومئتي جرام تقريباً. 
أما لون الشعلة فيقع بين اللونين الوردي والذهبي. وقامت اللجنة بتسمية اللون «ساكورا وذهب». يذكر أن كلمة «ساكورا» تعني «أزهار الكرز» باللغة اليابانية.
ولما كانت دورة طوكيو الأولمبية ستقام من دون جماهير من خارج اليابان، فسيعتمد عشاق الرياضة في العالم على البث التلفزيوني. خلال الثمانينات من القرن الماضي، اعتمدت إيرادات لجان تنظيم المدن المضيفة من مبيعات حقوق البث التلفزيوني بقوة على المفاوضات مع قنوات التلفزيون الأمريكي. اليوم أصبحت هذه المفاوضات مسؤولية اللجنة الأولمبية الدولية (IOC)، وأدت المنافسة الشديدة بين الشبكات التلفزيونية الأمريكية التي بدأت في سبعينات القرن الماضي، إلى قوة موقف الولايات المتحدة في هذا المصدر التمويلي. كانت القنوات الأمريكية تزايد في الأسعار بسهولة؛ لأن الشركات الأمريكية كانت على استعداد لدفع أسعار أعلى للقنوات التلفزيونية التجارية. حتى نهاية الثمانينات، عندما تم تعديل أسعار حقوق البث التلفزيوني في الولايات المتحدة وفقاً للطلب، تسببت خصخصة قنوات التلفزيون في زيادة كبيرة في الإيرادات في أوروبا. وستزداد تلك الأرباح في دورة طوكيو، وتزداد أكثر خلال الدورتين الأولمبيتين القادمتين للألعاب الأولمبية الصيفية المقرر أن تقام في العاصمة الفرنسية باريس عام 2024، وفي لوس أنجلوس الأمريكية عام 2028.
* أكاديمي مصري

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"