تواصل الشارقة الثقافي

00:47 صباحا
قراءة 3 دقائق
محمد عبدالله البريكي

مهم جداً التوقف عند معنى كلمة الأستاذ الطيب أحمد بدوي وزير الثقافة السوداني عن الشارقة التي قالها خلال لقاء وفد دائرة الثقافة والإعلام مؤخراً، وثمّن فيها دور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في مد جسور التواصل الثقافي انطلاقاً من متانة العلاقات الأخوية بين الشعبين وتطويرها في هذا الجانب، وأهمية التواصل مع دول العالم لنقل المشروع الثقافي الوطني، وجعل الخرطوم جسراً للتواصل الثقافي بين شعوب المنطقة، ومن خلال كلمته وجه المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون بالتعاون والتنسيق لإنجاح هذا المشروع بالسودان الذي يوضح عمق التواصل العربي.
ومهم جداً ترحيب رئيس جامعة الخرطوم بمبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء بيوت للشعر في أقطار الوطن العربي، ومنها السودان، إضافة إلى تعاون الجامعة الكبير في جعل هذا المشروع منارة ثقافية، ومنبراً أدبياً مشرقاً.
ومهم جداً ما كتبته الصحف السودانية من تغطيات كثيرة ورائعة عن ترحيبها بهذه المبادرة، وعن حرصها على نشر كل ما يتعلق بها، وما يرافقها من خطوات تهدف إلى جعل هذا المشروع واقعاً ملموساً.
ومهم جداً ذلك الحضور الكبير من قبل الشعراء والعلماء والمثقفين والأكاديميين، خصوصاً في جامعة الخرطوم الذين جمعتهم قاعة الشارقة في الجامعة وهم يحضرون أمسية شعرية، ذلك السرور الذي تنطق به ابتسامة وجوههم قبل ألسنتهم، وهم يرددون الشكر، ويعبرون عن فرحتهم بهذا التكامل الثقافي والتواصل الإنساني العربي بين الشعوب.
ومهم جداً أن ترى ثقافة الشعوب المختلفة من شعر وفنون، وأن تستمع إلى غناء المكان وتمايل الناس طرباً شفيفاً وأنغاماً شجية.
ومهم جداً أن تقترب من المثقف في بلده، وتستمع إلى إبداعه، فالصورة في اللقاء تكمل ما قبلها من تواصل عبر وسائل مختلفة اختصرت الزمن وألغت المسافة الجغرافية.
إن مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة حول بيوت الشعر في أقطار الوطن العربي تكشف يوماً بعد آخر عن وجهٍ مشرق من أوجه هذا التواصل الثقافي، وما سيكون له من أثر كبير على صعد كثيرة، فهي تفتح أبواباً يدخل من خلالها المثقف مدينة الأدب آمناً سالماً، وأبواباً أخرى للتواصل الاجتماعي والمعرفي والإنساني، وأبواباً للسياحة العربية والتعرف إلى جغرافيا الروح والمكان، وتبادل الزيارات والخبرات والمعارف، وتقترب من الإنسان كثيراً لتشعره بأهمية إنسانيته، وأنها تحظى بالرعاية في زمن أصبحت الإنسانية لدى البعض هي السلعة الرخيصة الكاسدة.
إن هذه المبادرة هي جزء من مبادرات ثقافية للشارقة التي سعت منذ زمن إلى فتح آفاق ثقافية مختلفة للتواصل مع الشعوب، وإبراز دور العرب الحضاري في التقارب ونشر المحبة والتسامح والسلام، ولتوصيل رسالة مفادها أن العرب أمة تجعل الثقافة مشروع حياة وبقاء، وأنها القادرة على لم الشتات وجمع الأمم، والساهرة على ثغور الإخاء والمدافعة عن حياض الإباء، ولو لاقت من المعاناة وطال بها أمد الصبر.
إن ثقافة الشارقة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحاكمها، وقائد مسيرتها وحارس نهضتها، فهو المتابع دائماً والحاضر أبداً في كل منشط، وهو الداعم بكل الوسائل لها، ليجعل منها شرياناً حيوياً متدفقاً، ولذلك فهي تحظى بالمحبة الصادقة، والإيمان العميق بقدرتها على التغيير والتنوير، وأسس سموه لهذه الغاية بنية ثقافية ومرافق علمية ومعرفية يكون همها العمل المتواصل على تنفيذ هذه الرؤية الحكيمة، والوصول بصوت الثقافة والمعرفة ليعبر الآفاق ويلامس الأذواق، ويملأ العقول بنقاء المعرفة، بدلاً عن عفونة الأفكار، وبهذا تسود المحبة بين الناس، ويأمن الخائف على نفسه، ويتحقق للجميع الرخاء والعيش بسلام.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"