هزاع المنصوري أنموذجاً

04:43 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

في نص خطاب الدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ألقاه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي قال: «يُسعدني أن أتوجه بتحية إجلال إلى هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، يزور محطة الفضاء الدولية. وبهذه الخطوة الكبيرة، تبدأ الإمارات عصراً جديداً تساهم فيه مع دول العالم للاستثمار في علوم الفضاء، وبناء جيل جديد في عالم العلوم والتكنولوجيا والتنوير».
هكذا تنظر حكومة الإمارات لأبنائها وتعتز وتفتخر بهم من منصة أحد أهم المحافل الدولية، حريصة على أن يكون لكل مجتهد نصيب من الإجلال والتقدير على عطائه وعمله واجتهاده وتدعمه بشتى الطرق لتحقيق طموحه الذي ترى أنه طموحها المشروع.
وكان الكلام عن أهمية الدور الذي يقوم به هزاع المنصوري، قد بدأه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حين قال في أول حديث دار مع هزاع وهو على متن محطة الفضاء الدولية: «أنت فخر شعب الإمارات... وأنت الأول.. والأول دائماً يُذكر.. ولكن أبشرك أن طوابير من بنات وأبناء الإمارات سيتبعون خطواتك لاستكمال المسيرة».
ومع عودة هزاع المنصوري وزميله سلطان النيادي وفريق العمل الذي أعد تلك الرحلة الفضائية لأرض الوطن، واستقبالهم من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشيوخ والمسؤولين والمواطنين، خاطب سموه هزاع وسلطان قائلاً: «أنتما نموذجان للشباب الذي نفخر به ونراهن عليه للمنافسة الحقيقية والجادة في مضمار التطور والتقدم في العالم، وأنتما اليوم نموذج وقدوة حسنة لكل الشباب الإماراتي والعربي وستظل الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية مصدراً للإلهام وحافزاً لشباب الوطن للعمل بصدق من أجل رفعة الإمارات وتقدمها».
هكذا تعاملت الدولة مع هذا الحدث العالمي من خلال قيادتها التي تعي قيمة الحدث وأهميته عالمياً وعربياً ومحلياً، مقدمة أنموذجاً لفن تقدير وإجلال أبنائها المتميزين هذا من جهة، أما من جهة أخرى فهي توجه رسالة لكل أبناء الوطن أن التقدير والإجلال سيكون نصيب كل من يجتهد ويعطي ويعمل من أجل الوطن ويثابر لنكون في الصدارة وفي شتى المجالات، ومن نظرة أخرى لما صاحب هذه الرحلة التاريخية من تفاعل وصناعة القدوة ليكون أنموذجاً يحتذي به الآخرون، خصوصاً لأبنائنا الصغار والشباب، وأصحاب الطموح من المبدعين في شتى المجالات.
إن صناعة الأنموذج فن نجحنا فيه أيما نجاح مع هزاع المنصوري مما يجعلنا نطمح في أن يتطور ويطال كل المجالات من علوم و فنون وإبداع، بحيث نستطيع أن نقدم لأبنائنا نماذج حية من الوطن وواقع الحياة يمكنهم أن يحذو حذوهم ويتطلعوا للاقتداء بهم.
دولة، لدى قيادتها هذا الفكر، قادرة على ذلك وأكثر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"