«ملتقى الثريا».. رحلة ذكريات ترسخ الهوية

جسر عبور إلى زمن الآباء والأجداد
02:23 صباحا
قراءة 5 دقائق
أبوظبي: علي داوود

«ملتقى الثريا الطلابي» الذي ينظمه نادي تراث الإمارات، ويحظى برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، يهدف إلى شغل أوقات فراغ الطلبة بما ينفعهم من نشاطات تراثية ورياضية وفنية وثقافية ومجتمعية متنوعة، والعمل على غرس الهوية الوطنية لدى الناشئة وترسيخ قيم العادات والتقاليد لديهم.

وضمن الأنشطة والفعاليات التي شارك فيها 200 طالب وطالبة من المنتسبين لمراكز وفروع النادي، رصدت «الخليج» انطباعات المشاركين وآرائهم حول إقامة مثل هذه الملتقيات التراثية.
يشير عادل البلوشي الطالب في الصف الثامن أنه أصبح عضواً في نادي تراث الإمارات منذ أكثر من أربع سنوات، شارك خلالها في مجموعة من المسابقات التراثية والثقافية التي تحكي عن تراث الدولة، مضيفاً أن الفعالية تحتوي على ألعاب ترفيهية متنوعة ونشاطات بيئية هادفة، حيث تعرف خلالها إلى برامج ونشاطات كثيرة كان لا يعرفها من قبل، إضافة إلى التعارف على آخرين وبناء صداقات جديدة بين زملائه الطلبة، مؤكداً أن قيام مثل هذه الأنشطة تعتبر فرصة للتعبير عن المهارات في أجواء مفتوحة، بخلاف تحقيقها لمكاسب وتجارب كبيرة ورائعة تقود إلى خبرات متنوعة استعداداً للمستقبل.
وأكد البلوشي أن المرافق الحضارية والواجهة البحرية كانت جميلة جداً بالنسبة له، وعرفته على طريقة الغوص وصناعة الأدوات البحرية وقواعد صيد السمك، وأسرار مهنة الغوص التقليدي التي شكلت جانبًا رئيسياً ومهماً من حياة مجتمع الآباء والأجداد والتعرف إلى تاريخهم العريق، وحفظ المحار في عمق البحر.

جسر التراث

عيسى عبد الله عيسى الطالب في مدرسة درويش بن كرم، الصف السابع، قال: «انتسبت إلى نادي تراث الإمارات هذا العام، واكتسبت معرفة كبيرة من خلال برامج متنوعة وهادفة تعتبر جسر التراث الذي يربط الخلف بالسلف»، مضيفاً إلى أن الملتقى حقق أهدافه في بناء جيل جديد مشبع وغني بالتراث الإماراتي وحب حياة الآباء والأجداد.

وأشار عيسى إلى أن مشاركته في الملتقى منحته معرفة التراث بشكل تطبيقي من خلال زيارة عدد من المناطق المخصصة لذلك ومنها بيت النوخذة، أنشطة البحر، منطقة الهجن، وممارسة الألعاب الشعبية، الغوص، السباحة، التجديف، وغيرها.

الارتباط بالأسلاف

بينما يقول زميله الطالب سلطان خالد عن مشاركته الأولى في الملتقى: «انتظرته منذ فترة بفارق الصبر، حتى أتعرف على تراث الآباء والأجداد القديم، وعرفت من خلال الأنشطة المتنوعة كيف كانت الحياة تتسم بالبساطة مع معايشة الأجواء الحقيقية على أرض الواقع».
يؤكد سيف أحمد الطالب في مدرسة الصقور في أبوظبي، إلى أن هذه الأنشطة التراثية والثقافية والترفيهية، تخرج الجميع من الأجواء الأكاديمية والملل أحياناً، ويضيف: «وتثري أذهاننا وتنمي قدراتنا وتربطنا بأسلافنا، كما أنها تعزز فينا روح المغامرة والقوة والشغف بالتراث».

يرى الطالب إبراهيم جمعان من مدرسة أرض السعيدة الصف الثامن أن الملتقى بأنشطته المتنوعة يحقق المتعة الجماعية والمنافسة الممتعة، ويتابع قائلاً: «ويبعدنا عن الألعاب الإلكترونية، ويجمعنا بكبار السن ويجعلنا نستمع لحكاياتهم خاصة عن تاريخ أجدادنا العظيم والتعرف إلى الآخرين واللعب الجماعي والمشاركة في الأحاديث مع بعضنا البعض». ويؤكد جمعان إلى أنه تعرف إلى أنشطة كثيرة منها الرماية والألعاب الشعبية، وأصبح لديه الكثير من الأصدقاء وهذه الصحبة الطيبة ستقوده إلى استمرار زيارة الملتقى الذي أصبح متنفساً له وللجميع.

بينما يشير الطالب سعيد سيف الذي كانت تبدو عليه علامات الفرح عندما كان يمارس النشاط مع زملائه، إلى انضمامه إلى عضوية نادي تراث الإمارات خلال هذه السنة لكنه في فترة بسيطة تعرف إلى الكثير من الأنشطة المتنوعة التي تحكي عن تاريخ وحكاية الآباء والأجداد في الزمن الجميل، وقال: «أصبحت أمارس الأنشطة الرياضية، وتعلمت كيف يستطيع الإنسان تربية الصقور والهجن وغيرها من التراث الإماراتي القديم وكيف كانت ووسائل الحياة آنذاك».

غرس الخير

أكد سعيد علي المناعي مدير إدارة الأنشطة في نادي تراث الإمارات، إلى أن الملتقى اختار «عام الخير» ليكون شعاراً له، ويواصل قائلاً: «نستلهم من هذا الشعار معاني الخير والتطوع، لنترجمها ضمن أنشطة الملتقى، من خلال عدة برامج تعليمية وتدريبية، يقدمها نخبة من المدربين التراثيين، على شكل ورش تراثية تتحدث عن المعاني الخيرية والتكافل والتعاون والتطوع بين أفراد المجتمع في الماضي، والذي كانت تسود فيه الأخلاق النبيلة، ووقوف الجار بجانب جاره، خاصة وقت الشدائد والكرب والجوع في زمن الغوص وما قبل النفط».
ويتابع: «غرس تلك المعاني الخيرية في نفوس الناشئة، ينمّي داخلهم حب عمل الخير، والتطوع والثقة والاعتماد على النفس، والتضحية في سبيل الوطن، ومن ضمن الأنشطة التي تحفز هذا الجانب لدى الطلبة «الورشة الزراعية » التي تشجع كل طالب على غرس شجرة في جزيرة السمالية، كدليل على الاستمرارية وعمل الخير، وكذلك»ورشة سقيا الطيور«وهي عبارة عن أوانٍ مملوءة بالماء يضعها الطلاب بين أغصان الأشجار بالقرب من أعشاش الطيور لتشرب منها».
وأوضح المناعي أن برنامج اليوم الأول للملتقى ركز على زيارة الطلبة لمسجد الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، والقرية التراثية بكاسر الأمواج، وعمل ورش تراثية في العادات والتقاليد «السنع»، لمراكز أبوظبي والوثبة والسمحة، بينما أقام فرعا أبوظبي والسمحة النسائي نشاطاً داخلياً للطالبات، كما قام فرعا العين وسويحان برحلة ترفيهية إلى متنزه مبزرة الخضراء في العين، وأضاف: «برنامج اليوم الثاني للملتقى سيكون في مناشط جزيرة السمالية، لتعليم الطلبة ركوب الفروسية، والهجن، ورياضة الصيد بالصقور، وركوب البحر من خلال المحامل التقليدية والتجديف، والقوارب الحديثة، والعديد من الأنشطة التعليمية والترفيهية التي تنمي في الطالب الثقة والاعتماد على النفس، وتغرس في نفوس أبنائنا الطلبة حب الوطن».

برامج وورش

أشار راشد خادم الرميثي رئيس قسم المراكز في النادي، إلى أنه تم إعداد برنامج ملتقى الثريا لهذا العام، ليغطى كافة الجوانب التراثية، سواء كانت في الحياة البرية القديمة أو حياة أهل البحر، ويشمل البرنامج على تدريب الطلاب على امتطاء الهجن، وركوب الفروسية، والصيد بالصقور، والتجديف والشراعية والأدوات البحرية وجولات السفينة التراثية، والمهن التراثية بأنواعها، إضافة إلى الورش التراثية التعليمية، وتعليم الطلاب العادات والتقاليد كإكرام الضيف والترحيب به، وتقديم الفوالة، وصب القهوة العربية، ويحتوي البرنامج أيضاً على فقرة الطيران الإلكتروني، والقوارب الشراعية الحديثة، واليولة، ومجموعة من الرحلات التعليمية والبرامج الترفيهية، والمخيمات البحرية.

وأوضح الرميثي أن فرع السمحة النسائي وفرع أبوظبي النسائي يشاركان بالعديد من الورش التراثية لتعليم الطالبات الطبخ الشعبي والمشغولات اليدوية، ونقش الحناء، والرسم، وتنسيق الزهور، والأكلات الشعبية وورشة إعادة التدوير، إضافة إلى ورشة عن التغذية بالتعاون مع الشرطة المجتمعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"