كتابة تخصنا

03:32 صباحا
قراءة دقيقتين

علاء الدين محمود


يستهوي «أدب المراهقين» فئة عمرية معينة، وتدور أعماله في عوالم قوامها المغامرة. ولعل من أشهر الأعمال التي لقيت متابعة كبيرة سلسلة «هاري بوتر»، و«ملك الخواتم»، و«قراصنة الكاريبي»، وكلها أعمال روائية تحولت إلى أعمال سينمائية، وحققت النجاح ذاته الذي أحدثته كروايات.

والواقع أن أدب المراهقين أو الشباب الصغار، معروف بهذه التسمية في الغرب، وهناك كثير من الأدباء ممن تخصصوا في الكتابة فيه عبر أعمال روائية بحبكة وأسلوب وشخصيات تتوافق مع ميول هذه الفئة العمرية وأفكارها وقضاياها وتساؤلاتها؛ بل إن العديد من الأدباء الذين لم يعرفوا هذه النوعية من الكتابات صاروا يقتحمون هذا المجال؛ نظراً للنجاح الكبير وللعائد المادي الذي يحصلون عليه، فقد صارت المؤلفة البريطانية «ج.ك. رولينج»، كاتبة سلسلة الفانتازيا «هاري بوتر»، من أكبر الأثرياء بفضل عائدات الرواية، وصار مشهد مئات المراهقين وهم يقفون صفوفاً من أجل نيل نسختهم من الرواية مشهداً غير مألوف في تاريخ الأدب كله.

وهنا تبرز قضية لافتة هي أن هذا النوع من الأدب، جذب بالفعل انتباه الشباب الصغار وصاروا يقبلون عليه بنهم كبير في كل العالم، وبالتالي فإن القراءة وجدت اهتماماً حقيقياً في أوساطهم، على الرغم من وجود الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، بعكس ما يشاع من أن التقنية قللت من نسب القراءة.

وفي العالم العربي، فإن معظم المراهقين يعرفون أبطال «هاري بوتر»، وغيرها من الروايات والأشكال السردية، وهنا يبرز سؤال: أين هو هذا النوع من الكتابة المتخصصة في الوطن العربي؟.

الحقيقة أن سوق الكتاب العربي تشهد انفتاحاً على أدب المراهقين، لكن في الواقع لا يوجد مثل هذا التصنيف «أدب مراهقين» في الثقافة العربية، على الرغم من وجود أدب للصغار ولليافعين؛ بل يوجد القليل من الكتابات الغارقة في القصص الرومانسية مثل «روايات عبير»، التي تكتب للشباب المراهق، كما أن هناك سلسلة «رجل المستحيل»، لكن العوالم والفضاءات التي تتناولها هذه الإصدارات تظل بعيدة عن طموح المراهقين ولا تعبر عن قضاياهم ولا تجيب عن أسئلتهم، بعكس تلك الكتابات الغربية المتخصصة.

إن نجاح روايات مثل «هاري بوتر»، يجب أن يفجر مجموعة من الأسئلة عند الكتاب والناشرين العرب، فهناك فئة من القراء يجب أن ينتبهوا إليها، ومن الملاحظ أن النقاد العرب لا يهتمون كثيراً بهذا الأدب ربما تعالياً عليه؛ لأن المحتوى الذي يتضمنه غير جدير باهتمامهم، وهذه مسألة غريبة للغاية، ولا تستجيب لما يفرزه الواقع من جديد، فمن الضروري الاهتمام بهذا الأدب على جميع المستويات من أجل تأسيس كتابة عربية لغة ومحتوى، تكون موجهة للمراهقين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"