عادي
«الخليج الرياضي» يفتح ملف إخفاق طوكيو ( 2 )

النوبي يفضح قصور الإعداد: ماذا تنتظرون من عدّاء شارك بمعسكر 10 أيام؟

00:01 صباحا
قراءة 4 دقائق
إيفان لاعب منتخب الإمارات للجودو
أحمد الطيب

تحقيق: مسعد عبد الوهاب

يواصل «الخليج الرياضي» تناول ملف إخفاق أولمبياد طوكيو الذي خاضته رياضتنا ب 5 لاعبين تنافسوا في 4 ألعاب هي الرماية والجودو والسباحة وألعاب القوى، وفيما تواصلت ردود الفعل الغاضبة في الشارع الرياضي من المحصلة الصفرية للمشاركة، حرصنا على أن يكون الطرح من وجهة نظر تحليلية لمسؤولين ولاعبين ومشاركين ومختصين في المجال ليستفاد منها على خط تصحيح المسار، وكانت الحلقة الأولى طرحت تحليلاً فنياً لمختصين، تحت عنوان عريض ( أدمنا الفشل.. وإدارتنا للرياضة تحتاج إلى وقفة )، وفي هذه الحلقة يتحدث إلى جانب المسؤولين والمختصين، محمد حسن النوبي عدّاء منتخب ألعاب القوى، الذي ودع 100 م في منافسات أولمبياد طوكيو من التصفيات.

كان من الضروري الاستماع إلى اللاعب ليروي لنا تداعيات وظروف إعداده للمشاركة، ليفجر مفاجأة تفضح قصور إعداده الذي تم بمعسكر خارجي واحد فقط ومدته عشرة أيام.

وقال محمد النوبي عن مشاركته في أولمبياد طوكيو:«لقد بذلت كل ما في وسعي ولم أدخر جهداً في تمثيل بلادي وهذا فخر كبير لي، وكنت أتمنى تقديم الأفضل ولكني شاركت بإعداد ضعيف مقارنة بالمنافسين وسبق أن وجهت وعدد من زملائي بالمنتخب صرخة استغاثة من على منبر جريدة الخليج بالتحديد يوم 21 مارس من العام الحالي لإنقاذ ألعاب قوى الإمارات من الضياع وقلت بالحرف الواحد «أتعب بلا أي فائدة بغياب المعسكرات الخارجية»، وهذا ما كنت أحتاج إليه لتطوير مستواي وهذا لا يتم إلا بالاحتكاك مع منافسين أقوياء، ومع ذلك فرحت عندما تلقيت خبر مشاركتي ببطاقة دعوة قبل شهرين من انطلاقة الأولمبياد».

وأضاف العداء:«عندما نتحدث عن المشاركة في الأولمبياد فإن الكلمة تكون للإعداد فالأمر ليس«مزحة»، بل يحتاج إلى التعامل بجدية وتضافر الجهود من أجل إنجاح مهمة الرياضي في تمثيل بلاده بشكل مشرف يليق بسمعتها، وليعلم الجميع أن محمد النوبي شارك في الأولمبياد بإعداد ضعيف وبمعسكر خارجي وحيد مدته 10 أيام فقط وتم في بلغاريا قبل عيد الأضحى المبارك نظمه وتحمل تكلفته مجلس الشارقة الرياضي مشكوراً، ولكن هل يمكن للاعب شارك بإعداد متواضع جداً اقتصر على معسكر واحد قبل انطلاقة الأولمبياد بأيام أن يحقق إنجازاً ؟ وهو يواجه منافسين على أعلى مستوى من الإعداد، وقد نادينا مراراً بذلك وتعبنا من كثرة الكلام».

من المقصر ؟

وعن أوجه القصور في إعداده قال النوبي:«الإدارة الجديدة للاتحاد برئاسة اللواء محمد المر لا تتحمل المسؤولية لأنها تولت المهمة قبل أيام من سفري وأشكرهم على ما أحاطوني به من اهتمام، فرئيس الاتحاد حضر تدريباتي قبل السفرمع ناصر عاشور الأمين العام للاتحاد، فكلاهما كان على تواصل معي في طوكيو وحتى استقبالي عند عودتي إلى الوطن، كما لا تتحمل اللجنة المؤقتة التي سبقت الإدارة الجديدة المسؤولية أيضاً، ويتحملها كاملة مجلس الإدارة السابق للمجلس الجديد والمؤقتة.

وعن ما ينقص لاعبي الإمارات قال: الخامات موجودة ولا ينقص أي شيء عن الآخرين والفارق أنهم يحظون بالاهتمام والرعاية والدعم الكامل، وقد شاهدت ذلك بأم عيني أثناء مشاركتي في طوكيو، فقد رأيت التفاف المسؤولين حول لاعبي بلدانهم خلال المنافسات والتدريبات وهنا أدركت الفرق في الرعاية وإحاطة اللاعبين بالأجواء الأسرية من المسؤولين.

لا انكسار

وعن مستقبله قال: «سأستمر في مشواري ومجرد مشاركتي في الأولمبياد نقطة تحول تاريخية في حياتي كعدّاء، وأؤكد أنني لست من النوع الذي ينكسر أبداً فلا طموح بلا إرادة وعزيمة، وثقتي كبيرة في قدرة الإدارة الجديدة للاتحاد على تصحيح المسار والوصول بقوى الإمارات إلى المستوى الذي يمكنها من تحقيق الإنجازات في الدورة الأولمبية القادمة 2024.

تبرير الأولمبية

توجهنا بالسؤال إلى أحمد الطيب مدير إدارة الشؤون الرياضية في اللجنة الأولمبية الوطنية، ومدير وفد الإمارات الرياضي في أولمبياد طوكيو 2020 عن رأيه في مردود المشاركة بمحصلتها الصفرية فردّ بقوله: الجميع يعرف الظروف التي مرت بها الرياضة العالمية بسبب ظروف الجائحة والتي أثّرت في جميع دول العالم وليس على رياضيينا فحسب، ولكن لا نستطيع أن نقارن نتائج وفد الإمارات المكون من 5 رياضيين فقط مع وفود الدول التي تزيد على 20 أو 30 رياضياً.

ويضيف الطيب: بالرجوع إلى نتائج رياضيينا نجد أن سيف بن فطيس الذي شارك في رماية السكيت وقدم أداءً مشرفاً وتفوق على نفسه وتفوق كذلك على العديد من الرماة في ظل الظروف التي مر بها وقيامه بدور المدرب والرياضي في الوقت ذاته، حيث لم يكن لديه مدرب، وأرى أن كل من يوسف المطروشي ومحمد النوبي قد قدما مستويات مشرفة بالرغم من ظهورهما الأول في الدورات الأولمبية وسيتم تخصيص برامج إعداد لهم من قبل اتحادي السباحة وألعاب القوى، وبالنسبة لثنائي الجودو فيكتور وايفان فلم يقصر اتحاد الجودو والمصارعة معهما في الإعداد والمعسكرات وقد حققا أرقام التأهل ولم يشاركا ببطاقات الدعوة ولكن كما نعرف أن تفاصيل بسيطة برياضة الجودو تنهي النزالات.

وتابع: لم تقصر اللجنة الأولمبية الوطنية مع الاتحادات وقدمت لهم الدعم اللازم وننتظر منهم من الآن الخطط طويلة المدى للسنوات الثلاث المقبلة، حيث أعلنت بعض الاتحادات عن قيامها بتجهيز خطتها الاستراتيجية للسنوات السبع المقبلة لدورتي باريس 2024 ولوس أنجلوس 2028، هناك 84 دولة فقط أحرزت ميداليات إلى الآن من أصل 207 دول مشاركة، فالألعاب الأولمبية صناعة ثقيلة تحتاج دعم وتكاتف من الجميع لتحقيق المجد الأولمبي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"